غيّر أفكارك.. تتغيّر حياتك
| هبة الله الغلاييني
إنك تمتلك عقلاً واحداً، إلا أن عقلك له وظيفتان مختلفتان ومميزتان، والخط الفاصل بين هاتين الوظيفتين يعرفه جيداً دارسو العقل، ويختلف بعض هاتين الوظيفتين عن بعضهما الآخر اختلافاً جوهرياً، فكل منها لها الخواص والقوى التي تميزها عن الأخرى وتختلف عنها وهناك الكثير من المسميات التي استخدمت للتمييز بين وظيفتي العقل ومنها العقل الظاهري والعقل الداخلي، والعقل الواعي والعقل الباطن، والعقل المستيقظ والعقل النائم.
وهناك طريقة رائعة للإلمام بوظيفتي عقلك ألا وهي أن تنظر إليه كحديقة، وأنت (بستاني) تلك الحديقة، تقوم ببذر البذور (الأفكار) في عقلك الباطن طوال اليوم وفي معظم الأحوال يكون هذا من دون وعي منك لأن هذه البذور أساسها تفكيرك المعتاد. وحيث إنك تبذر هذه البذور في عقلك الباطن، فإنك ستحصد النتائج في جسمك وحياتك، فابدأ منذ الآن في زرع السلام والسعادة والسلوك الصحيح والرضا والازدهار، فكّر بهدوء واقتناع في هذه السجايا، واجعل عقلك الواعي والمنطقي يقرّ بها ويتقبلها، استمر في بذر هذه (الأفكار) الرائعة في حديقة عقلك الباطن وسوف تحصد محصولاً رائعاً، وعندما يفكر عقلك بطريقة صحيحة، وعندما تفهم الحقيقة، وعندما تكون الأفكار المودعة في بنك عقلك الباطن أفكاراً بناءة وبينها انسجام وخالية من الاضطراب، فإن القوى السحرية لعقلك الباطن سوف تستجيب وتجلب أوضاعاً ملائمة وتعطيك كل ما هو أفضل وأجمل، وعندما تبدأ في التحكم في عملية تفكيرك فإنك تستطيع أن تستخدم قوى عقلك الباطن في حل أي مشكلة أو صعوبات، وبمعنى آخر، سوف تصبح فعلياً متعاوناً بشكل واع مع القوى اللامحدودة وقانون السلطة المطلقة الذي يحكم كل الأشياء، عندما تعرف حقيقة تفاعل عقلك الواعي وعقلك الباطن سوف تصبح قادراً على تحويل حياتك كلها، ولكي تغّير الظروف الخارجية يتعين عليك أن تغير السبب، يحاول أغلب الناس أن يغيروا من الظروف والأوضاع من خلال التعامل معها مباشرة، وهذا يعد إهداراً للوقت والجهد لا داعي له، وهم يفعلون ذلك لأنهم لا يدركون أن ظروفهم تنبع من سبب معين، ولكي تزيل عدم الانسجام والاضطراب والعوز والقصور في حياتك، يتعين عليك أن تزيل السبب، والسبب هو الطريقة التي تستخدم بها عقلك الواعي والأفكار والصور التي تنبع منه، لذا عليك أن تغير السبب حتى تغير النتيجة وهذا كل ما في الأمر، إننا جميعاً نعيش في بحر لا تنفد منه الثروات اللامحدودة إن عقلك الباطن سريع الاستجابة لأفكارك التي تكون القالب أو الشكل الذي يتدفق من خلاله الذكاء اللامحدود والحكمة والقوى الحيوية والطاقات اللانهائية لعقلك الباطن، شكّل هذا القالب بشكل إيجابي وسوف يساعدك ذلك على توجيه طاقاتك اللامحدودة تجاه كل ما ينفعك ويكون في مصلحتك.
شاهدت طالبة جامعية حقيبة نسائية جذابة وغالية الثمن بأحد المحلات، وكانت عائدة إلى بيتها وعلى وشك أن تقول: «لا أستطيع شراء هذه الحقيبة»، لكن عندما استرجعت في ذاكرتها مدرب التنمية البشرية وهو يقول في إحدى محاضراته: «لا تنطق بأي عبارة سلبية، اعكسها في الحال، وسوف تدهش مما سيحدث في حياتك»، فما كان من الفتاة سوى أنها أمسكت الحقيبة في المحل وهي تردد عبارة «هذه الحقيبة ملكي، إنها معروضة للبيع، أنا أقبل هذه الحقيبة في ذهني وسيعمل عقلي الباطن على حصولي عليها».
لاحقاً، قابلت هذه الفتاة خطيبها في حفل عشاء، وصل خطيبها إلى الحفل ومعه هدية ملفوفة بأناقة تحت ذراعيه، كتمت الفتاة أنفاسها وهي تفتح الهدية، فقد كانت الحقيبة نفسها التي رأتها سابقاً وقالت إنها ملكها، لقد ملأت عقلها بذلك التوقع، ثم حولت الأمر لعقلها الباطن الذي له قوة تحقيق الأمنيات.
عليكم أن تسجلوا في مفكراتكم هذه الأفكار الإيجابية:
1- الكنز بداخلك. ابحث في باطنك عن استجابة لرغبة قلبك.
2- عقلك الباطن لديه الحل لجميع المشاكل، إذا طرحت على عقلك الباطن قبل أن تنام هذه العبارة (أريد الاستيقاظ في الساعة السادسة صباحاً، فإنه سوف يوقظك في هذا الوقت تماماً).
3- عقلك الباطن هو المسؤول عن أجهزة جسمك ويستطيع أن يشبعك. اذهب إلى النوم كل ليلة وأنت تمني نفسك بالتمتع بأوفر صحة واستسلم للنوم وينبغي أن تكون هذه الفكرة هي آخر ما يكون في ذهنك، وكون عقلك الباطن هو خادمك الأمين فسوف يطيعك.
4- إذا رغبت في تأليف كتاب أو مسرحية أو أن تلقي خطاباً حسناً إلى جمهورك، فعليك أن تنقل الفكرة بحب وإحساس إلى عقلك الباطن وسوف يستجيب طبعاً لذلك.
5- إنك مثل ربّان يبحر بسفينة، يجب عليه أن يعطي التعليمات والأوامر الصحيحة، وإلا غرقت سفينته، وبالطريقة نفسها يجب عليك أن تعطي الأوامر الصحيحة (الأفكار والتصورات إلى عقلك الباطن الذي يتحكم في كل خبراتك).
6- لا تستخدم مطلقاً عبارات (لا أستطيع شراء هذا)، (لا أستطيع أن أفعل ذلك) فإن عقلك الباطن يأخذ بكلمتك، ويفهم منها أنك لا تمتلك الأموال أو القدرة لفعل ما تريد. (أنا أستطيع أن أعمل كل الأشياء من خلال قوة عقلي الباطن).
7- إن قانون الحياة هو قانون الاعتقاد والإيمان، والمعتقد هو فكرة في عقلك لا تعتقد في أشياء تسبب لك الأذى، يجب أن تؤمن بقوة عقلك الباطن في الشفاء والإلهام والمساندة، وكل هذا تحصل عليه طبقاً لما تعتقده وتؤمن به.
8- غيّر أفكارك… كي تغير مصيرك.
لا تنس أبداً أنك قائد روحك (عقلك الباطن) وسيد مصيرك. تذكر أنك تمتلك القدرة على الاختيار، فاختر الحياة! واختر الصحة! واختر السعادة!