تنظيم الدولة بات محاصراً في المدينة … «قسد»: كل الطرق إلى الرقة تحت سيطرتنا
| أنس وهيب الكردي
والآن وقد باتت كل الطرق إلى مدينة الرقة بيد «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من قوات التحالف الدولي الذي تقود الولايات المتحدة، فقد دقت ساعة الحقيقة بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وباتت هذه الأخيرة مضطرة إلى الكشف عن خطتها الفعلية لإنهاء وجود تنظيم داعش في عاصمة خلافته المزعومة ومعقله الرئيس في سورية.
وقالت جيهان شيخ أحمد، الناطقة باسم عملية «غضب الفرات» التي أطلقتها «قسد» في تشرين الثاني الماضي لإنهاء وجود داعش في الرقة: إن مقاتلي القوات قطعوا الإمداد عن مسلحي داعش وقطعوا مواصلاتهم مع العراق، عبر تحرير الطريق المؤدي إلى دير الزور وبسط السيطرة على شرق ريف الرقة. وأضافت شيخ أحمد: إن بسط عناصر «قسد» سيطرتهم على طريقين يربطان الرقة بمدينة الطبقة والعاصمة دمشق، جعل من المستحيل تدفق مقاتلين جدد وذخائر إلى داعش، الأمر الذي أصبحت معه قوات التنظيم محاصرة من أربع جهات. ولفتت إلى أن تحرير مدينة الرقة هو الهدف النهائي لعملية «غضب الفرات»، مؤكدة أن تحرير المدينة لن يستغرق وقتاً طويلاً. لكن مقاومة التنظيم لا تزال فعالة فقد ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن مسلحي داعش شنوا هجوماً موسعاً على مواقع «قسد» في محاور بمحيط مطار الطبقة العسكري وقرية عايد الكبير جنوب مدينة الطبقة الواقعة بهدف إبعاد «قسد» عن مدينة الطبقة. ومع إطباق الطوق حول عناصر التنظيم في معاقلهم شرقي سورية، كشفت «قسد»، عن تلقيها معلومات عن بدء داعش تصفية قادته في الرقة والطبقة «وذلك لانعدام الثقة بهم». جاء ذلك وسط تسريبات مصادر عسكرية أميركية عن نقل داعش عاصمته من الرقة التي باتت محاصرة إلى محافظة دير الزور، بحسب مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحدثت لقناة «فوكس نيوز» الأميركية للأخبار.
وقبل نحو عشرين يوماً، نفذت قوات أميركية عملية برية في مدينة الميادين قتلت خلالها المسؤول البارز في داعش عبد الرحمن الأوزبكي، الذي وصفه «البنتاغون» بمساعد أمير التنظيم أبو بكر البغدادي.
في غضون ذلك، نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي على موقع تابع لداعش، في ريف مدينة البوكمال. وذكرت مصادر أمنية أميركية أن العملية أسفرت عن مقتل والي الفرات، التابع لداعش.
عمليات الإنزال الجوي الأميركية في شرق سورية تأتي ضمن توجه أوسع لإدارة ترامب بهدف رفع عديد القوات الأميركية في سورية من بضع مئات إلى آلاف بشكل تدريجي وغير مباشر كي تشكل سداً في وجه التواصل البري ما بين محور المقاومة (سورية، إيران وحزب اللـه) عبر الوجود العسكري في غرب العراق وشرق سورية. وجاء الرد من خلال إعلان الحشد الشعبي العراقي عن عزمه المضي قدماً في معركة تلعفر التي تشكل مثلثاً برياً يربط العراق بسورية.
كما أن التصاعد في عمليات الإنزال الجوي الأميركي هو أيضاً، مؤشر على دخول الحرب على داعش مرحلة جديدة بالترافق مع اقتراب حسم مصير الرقة وكشف إدارة ترامب عن خطتها لتحرير المدينة من مسلحي التنظيم. وربما كان هذا السبب وراء استدعاء الرئيس الأميركي لنظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن للتباحث حول خطة الرقة، وخصوصاً أن تركيا لا تخفي تحفظها على الخطط الأميركية الحالية لتحرير المدينة، وتصر على استبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل عماد «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً، عن العملية المقبلة. وتحظى أنقرة بدعم خليجي لمطلبها هذا.
وفي إشارة إلى أن تركيا لم تستسلم بعد فيما يتعلق بتحقيق مطالبها، أعلنت مجموعات تابعة لميليشيا «الجيش الحر»، عن تشكيل «جيش درع الشرقية» في ريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أنه يهدف إلى تحريرِ المنطقةِ الشرقية من سورية.
ونقل موقع «زمان الوصل» المعارض عن نائب القائد العام للجيش «أسامة العكيدي»، قوله: إن «التشكيل الجديد يضم أبناء المنطقة الشرقية (الرقة، الحسكة، ودير الزور)، وهم منتشرون في ريف حلب الشمالي وإدلب»، وكشف أن تركيا تقدم دعماً لوجستياً للتشكيل الجديد، مشيراً إلى أنهم في حال تلقوا دعماً حقيقياً من المجتمع الدولي، فإنهم سيتمكنون من تحرير المنطقة الشرقية من قوات الجيش السوري والتنظيم وحزب «الاتحاد الديمقراطي»، الذي تتبع له «وحدات حماية الشعب». وكان الفصيل الوليد أعلن عن نفسه أمس في بيان مصور نشر على شبكة الإنترنت جاء فيه إن «جيش درع الشرقية» يهدف إلى «تحريرِ» المنطقةِ الشرقية، الرقة والحسكة ودير الزور، من «قوات النظام، وحلفائه وعصابات التنظيم والميليشيات الانفصالية».