خطة العدوان جنوب سورية لن تمر
| ميسون يوسف
لم يكن الدور الأردني في العدوان على سورية خافيا على الحكومة السورية منذ البدء، فسورية تعرف بدقة عدوها وصديقها وهي وإن كانت تسكت عن الأمر أحياناً، كانت تريد إعطاء المرتكبين بحقها جرائم واعتداءات، فرصاً للتراجع ومهلاً للعودة عن غيهم، وهذا هو حال سورية مع الأردن التي فتحت أبوابها منذ سنوات لكل الأعمال العدوانية التي تمارس أو تنطلق من أراضي الأردن ضد سورية، ولا أحد يمكنه أن ينسى مناورات «الأسد المتأهب» التي قيل فيها الكثير يومها خاصة لجهة تحضير قوى عسكرية أجنبية للقيام بعمل عدواني يستهدف سورية من الجنوب انطلاقا من الأردن.
أما اليوم ومع تصاعد تعقيدات المشهد السوري ومع التسريبات التي باتت واضحة حول خطة العدوان الهادفة لاقتطاع الجنوب السوري عن الوطن لإقامة حزام أمني إسرائيلي فيه تحت مسميات مختلفة، ومع افتضاح دور الأردن في هذه الخطة الخبيثة التي يعد لها للتنفذ بالشراكة الإسرائيلية الأردنية والإرهابية وبقيادة أميركية تستعمل غرفة عمليات الموك المنشأة في الأردن، ومع ظهور أو تسريب «وثيقة حوران» التي تنذر بقرب البدء بالمشروع الانفصالي ومدى الدور الأردني فيه، لم يعد جائزاً السكوت عن الأعمال الكيدية العدوانية التي يمارسها الأردن بحق سورية.
لقد كان الرئيس بشار الأسد، في كلامه الأخير، صريحا كعادته عندما حدد مساهمات الأردن في العدوان على سورية، فالعديد «من الإرهابيين يدخلون من الأردن، ومن تركيا بالطبع، منذ اليوم الأول للحرب في سورية، وإن الدور الأردني في الماضي والحاضر، لم يكن خافيا على سورية»، والأردن على حد قول الرئيس الأسد «كان جزءاً من المخطّط الأميركي منذ بداية الحرب في سورية، وإنه ترك نفسه لتتخذه أميركا سواء أحب ذلك أم لم يُحب، «مطية تنفذ أوامرها».
لقد قررت سورية تسمية الأشياء بأسمائها رغم أنها تعلم كما أوضح الرئيس الأسد أن «الأردن ليس بلداً مستقلاً على أي حال، وكلّ ما يريده الأميركيون سيحدث، فإذا أرادوا استخدام الجزء الشمالي من الأردن ضدّ سورية، فإنهم سيستخدمونه».
إن الموقف السوري التحذيري ليس موجها للأردن وحدها فحسب بل لقيادة العدوان التي تمسك بالأردن وتقود العدوان على جنوبي سورية انطلاقا منها، وإذا كانت الخطط السابقة فشلت في تحقيق أهداف العدوان قإن الخطة الجديدة المستندة على الأردن وإسرائيل، لن يكون نصيبها أفضل في أي حال، فسورية ومحور المقاومة وروسيا الذين خاضوا بنجاح معاركهم الدفاعية التي أفشلت الخطط السابقة، جاهزون وقادرون على إفشال الخطة العدوانية الجديدة ولن يكون للأردن ولا لإسرائيل فرصة المس بوحدة الأراضي السورية مهما كانت التضحيات.
وإذا كانت أميركا تنتظر تحقيق نصر عسكري وامتلاك ورقة إستراتيجية في سورية لتعود إلى طاولة التفاوض في استانا وجنيف، فإنها ستنتظر طويلا وهي ترى كيف أن الإرهاب يتداعى وينهار، وكيف أن الجيش العربي السوري وحلفاءه يتقدمون في الميدان ويحققون الانتصار تلو الانتصار.