سورية

«بيدا» يلوح لواشنطن بتعليق عملية الرقة … قصف تركي على مقرات لـ«حماية الشعب» في المالكية

في اعتداء جديد على السيادتين السورية والعراقية، قصفت الطائرات التركية مواقع رئيسية لميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في كل من جبلي كراتشوك بسورية وشنكال بالعراق.
العدوان التركي الجديد أثار رد فعل قوياً لدى «حزب الاتحاد الديمقراطي- بيدا» الكردي ، الذي دعا رئيسه المشترك صالح مسلم «التحالف الدولي» ضد تنظيم داعش، إلى اتخاذ موقف واضح من العدوان التركي، ملوحاً بإيقاف عملية الرقة التي تشارك بها وحدات الحماية جناح «بيدا» العسكري، والتي تعتبر من ضمن تحالف «قوات سورية الديمقراطية – قسد».
علماً أن هذا التلويح فارغ من المضمون لأن التورط الكردي في مجاهل الرقة لا يبقي أي خيار لـ«وحدات الحماية» سوى في الاستمرار في معركة الرقة والطبقة وإلا بدلت واشنطن أيضاً تحالفاتها باتجاه الأتراك وحلفائهم من ميليشيات «درع الفرات».
وليست هذه المرة الأولى التي تخرق بها تركيا سيادة جارتيها العربيتين، لكنها المرة الأولى التي يقصف بها الجيش التركي جواً مراكز قيادية لـ«وحدات الحماية»، واللافت أن القصف استهدف مواقع «وحدات الحماية» في شرق سورية حيث تعمل بالتعاون مع قوات «التحالف الدولي».
ويبدو هذا الهجوم فاتحة لهجمات أخرى وخصوصاً أن الأتراك باتوا أشد جرأة في حربهم ضد «وحدات الحماية»، مع تراخي الدعم الأميركي المقدم للأخيرة، ما قد يدفعها إلى تغيير تحالفها باتجاه روسيا. وأوضح مسلم أن الهجوم استهدف 4 قرى، ما أسفر عن سقوط مدنيين بين الضحايا، خاصة في منطقة سنجار شمالي العراق. وأكد أن «وحدات الحماية» كانت تتوقع ضربة جوية تركية، لافتاً إلى أن القوات التركية تقصف يومياً المنطقة بالدبابات ومدافع الهاوتزر، لكنها لم تتوقع دماراً بهذا الحجم، وكشف عن مشاركة 26 طائرة تركية في العدوان. ودعا مسلم في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، «التحالف الدولي» إلى اتخاذ موقف واضح من عدوان ما كان ليتم لولا موافقته. وشدد على ضرورة أن يصدر التحالف «بياناً بشأن هذا الهجوم وإذا ما كانوا على علم مسبق بما سيحدث وتأثيره أم لا، وتصنيف هذه الضربة». واكتفى الرئيس المشترك لـ«الاتحاد الديمقراطي» بتهديد واشنطن بشكل مبطن بتعليق مشاركة «وحدات الحماية» بعملية الرقة. وقال: «هذه الضربة ستؤثر على سير عملية «غضب الفرات» الهادفة لتحرير محافظة الرقة السورية».
وأعلنت القيادة العامة لـ«وحدات الحماية» في بيان، أن طائرات حربية تركية شنت هجوماً واسع النطاق أمس على مقرها العام في جبل قرجوخ (كراتشوك) قرب مدينة المالكية الواقعة في ريف الحسكة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص، وامتنعت عن تحديد عدد القتلى والجرحى جراء الهجوم التركي مكتفية بالقول إن الأعداد سيتم «الكشف عنها لاحقاً». ويضم المقر مركز الإعلام والإذاعة ومركز الاتصالات وبعض المؤسسات العسكرية، وفق البيان.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن الغارات التركية أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود من «وحدات الحماية»، في حين أشار الموقع الرسمي لحزب «يكيتي» الكردي إلى أن القصف التركيّ بدأ الساعة الثانية من فجر الثلاثاء واستمر لأكثر من نصف ساعة. ووصفت «الإدارة الذاتية» في الجزيرة والتابعة لـ«بيدا» في بيان الهجوم التركي بـ«السافر»، مؤكدةً أنه «مناف للأعراف الدولية وكل مواثيق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان».
وأسفر القصف التركي على موقع «وحدات الحماية» في جبل شنكال بشمال العراق عن مقتل عدد من مقاتلي البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق الحليف الوثيق لأنقرة. ونقلت وكالة «رويترز» عن الجنرال سمي بوصلي وهو قائد عسكري كردي بارز في جبال سنجار، قوله: إن «الغارة أسفرت عن مقتل خمسة مقاتلين من البشمركة فيما يبدو أنه خطأ.
لكن الرواية التركية التي جاءت في بيان لرئاسة الأركان التركية لم تذكر «وحدات الحماية» بالاسم، بل برر الجيش التركي عدوانه بالقول إن طائراته استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني «بي كا كا» وامتدادته، بحسب وكالة «الأناضول».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن