«سورية دراما» توزع جوائز «نجوم دراما» بموسمه الثاني … ترجمان: رسالة سورية.. رسالة محبة وسلام وحضارة … وقاف: الفن أقوى سلاح يواجه الشر والإرهاب
| وائل العدس- «ت: طارق السعدوني»
نجحت قناة «سورية دراما» بجمع عدد كبير من نجوم الدراما السورية تحت سقف واحد في أمسية فنية مميزة بقاعة المتنبي بفندق الداما روز بدمشق، أعادت الأذهان إلى أيام زمان، مثبتة أن الإعلام كان وما يزال شريكاً حقيقياً للدراما صاحبة الصدارة والألق على امتداد بلدان الوطن العربي.
وانطلاقاً من أهمية قياس الرأي العام، ولما يتركه تكريم من يستحق التكريم من أثر في النفس، ولما كانت الدراما حاملاً يستطيع بمرونة وسلاسة أن يكون رسولاً ينقل الرسائل في الحياة والسياسة والاقتصاد والفكر والتاريخ وحتى النبوءات للقادم، كان لا بد من سبر القيمة للمنجز الدرامي السوري، لحث المتأخر منه، وللتصفيق للمتقدم عالياً، وعطفاً على ذلك، جاء حفل «نجوم درامانا» بموسمه الثاني حافلاً بالأضواء ونابضاً بالنجومية بحضور وجوه ألفناها وأحببناها عبر الشاشة الصغيرة.
حضر الحفل شخصيات رسمية من وزراء وأعضاء مجلس الشعب، ومديري مؤسسات إعلامية ونقابات مهنية وفعاليات اقتصادية، إضافة إلى عدد كبير من الفنانين منهم دريد لحام، وأيمن زيدان، وسلوم حداد، وأنطوانيت نجيب، ورنا الأبيض، ودانا جبر، وتولاي هارون، وريم عبد العزيز، وسمر عبد العزيز، والليث حجو، ومحمد قنوع، وسمير حسين، وسوسن ميخائيل، وغادة بشور، ورنا العضم، ويزن السيد، وطاهر مامللي، وميادة بسيليس، ورجاء يوسف، وديانا جبور، وباسل الخطيب، وحسن سامي يوسف، وبثينة عوض، وأمانة والي، ولينا حوارنة، وهناء نصور، وأريج خضور.
وابتدأ الحفل بتكريم أسر شهداء الإعلام الذين قدموا أرواحهم مهراً للكلمة وخطوا بأقلامهم وعدساتهم رواية النصر.
وعرض خلال الحفل فيلم قصير عن التطور الذي شهدته الدراما السورية وعن الدعم اللامحدود الذي حظيت به من القيادة عبر منح أعلى الأوسمة لفنانين سوريين وكسر الحصار المفروض على تسويق الدراما من خلال توجيه قنوات التلفزة في سورية بشراء كل المسلسلات السورية وعرضها أمام الجمهور على مدى سنوات عديدة.
ثم قدمت فرقة «أنيما» الراقصة لوحة فنية حملت عنوان «بوابة الشمس» للموسيقار عدنان فتح اللـه وكريوغراف محمد شباط، على حين قدمت فرقة «جلنار» لوحة راقصة بقيادة الفنان علي حمدان اعتمدت فيه على موسيقا أغنية «يا شام».
وأحيا الحفل حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء كل من سامر كابرو ومصطفى هلال أدوا فيها عدداً من الأغنيات الوطنية والشعبية والقدود الحلبية.
وقدم الحفل الزميلات المتألقات ريم معروف، وألمى كفارنة، وماسة آقبيق التي ترجمت للغة الإنكليزية.
ووزعت بعض الجوائز وفق تقييم لجنة التحكيم، وجوائز أخرى حسب تصويت الجمهور عبر رسائل الموبايل القصيرة، إضافة إلى جوائز خاصة لبعض الفنانين.
وتألفت لجنة التحكيم من رئيس القسم الثقافي بصحيفة الوطن إسماعيل مروة، ورئيس تحرير مجلة الحياة التشكيلية سعد القاسم، والمخرج المسرحي والسينمائي والمدرس السابق في المعهد العالي للفنون المسرحية محمد قارصلي، وأمين تحرير الشؤون الثقافية في جريدة تشرين بديع صنيج، وأمين التحرير في مجلة جهينة عمر جمعة، ورئيسة القسم الثقافي بجريدة البعث سلوى عباس، والناقد والصحفي في جريدة الثورة فؤاد مسعد، والصحفية روز سليمان.
دراما وطنية
قال وزير الإعلام محمد رامز ترجمان إن الدراما السورية تلعب دوراً مهماً في مواجهة العدوان، واستطاعت خلال سنوات الحرب الإرهابية الفوز في العديد من المهرجانات واختراق حدود التضليل والتزييف مؤكداً أن الدراما الوطنية إحدى ركائز الإعلام السوري الذي ينبغي عليه تكريم كل العاملين في القطاع الدرامي.
وشدد على أن الدراما استطاعت أن تصمد على الرغم من الظرف السوري الصعب، وأكدت أن رسالة سورية رسالة محبة وسلام وحضارة، لأنها بشفافية ومصداقية عبّرت عن هموم الشعب وبما يفكر به.
وتابع: أثق أن الدراما السورية ستعود لتحتل المرتبة الأولى في الوطن العربي، ومن واجبنا أن نعتز ونفتخر بها وندعمها بكل ما لدينا من مستطاع، وهذا واجب كل إنسان شريف يحب وطنه ويعتز به. معتبراً أن الفنانين جزء من التصدي للمعركة الحالية التي تشن على سورية.
ودعا إلى إقامة مهرجان فني سنوي ينطلق من دمشق، لما للدراما من دور مهم في بناء المجتمع والإنسان، ونقل هموم المواطن ومشاكله وحياته ورصد حكايات شوارعه وصموده وأوجاعه، لأنها في النهاية دراما وطنية حقيقية.
صناعة مهمة
بدورها قالت مديرة قناة سورية دراما رائدة وقاف: إن الهدف من مسابقة «نجوم درامانا» بموسمها الثاني التي أطلقتها وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تلمس القيمة والأثر للفن السوري، والاحتفاء بهذا الفن المبدع والصناعة الوطنية المهمة التي يرتقي سوقها وميدانها ليصل إلى عقل الإنسان وقلبه وروحه، وترادف مقولاتها وطموحاتها كل يوم في حياة السوريين، مقتربة من همهم الوطني والإنساني، ومتمكنة من الانتشار عربياً والوصول إلى حيث لم يتمكن الخطاب الفكري من الوصول أو حتى الاقتراب.
وأضافت: اليوم في وطني وفي جو البطولات والتضحيات التي تأخذ مساحة مع احتدام المعركة الكونية ضد سورية مكانةً وحضارةً وتاريخاً وإنساناً، تصمد الدراما وتبدع وتستمر، لأن الفن أقوى سلاح يواجه الشر والإرهاب، ولأن الفن والخير هما صورة سورية التي كانت وستبقى حاضرة لكل فعل وطني نبيل وبطولة مشرفة.
جوائز لجنة التحكيم
فاز المخرج الليث حجو الذي وصف بأنه «أيقونة درامية في سماء الفن» بجائزة لجنة التحكيم لأفضل إخراج عن مسلسل «الندم» مناصفةً مع الفنان الكبير أيمن زيدان عن مسلسله «أيام لا تنسى».
واختارت لجنة التحكيم منح جائزة الإنجاز الإبداعي هذا العام للفنان سلوم حداد عن مجمل أدواره المختلفة والمتنوعة لموسم 2016.
وذهبت جائزة لجنة التحكيم لأفضل سيناريو للكاتب حسين سامي يوسف عن مسلسل «الندم»، أما جائزة اللجنة الخاصة فذهبت لمسلسل «أيام لا تنسى» الذي أعاد الاعتبار للجغرافيا السورية ولحميمية المكان.
جائزة لجنة التحكيم لأفضل موسيقا تصويرية ذهبت للموسيقار سمير كويفاتي عن مسلسل «أيام لا تنسى» أيضاً، على حين فاز المهندس حسان أبو عياش بجائزة أفضل ديكور عن مسلسل «باب الحارة» بجزئه الثامن.
أما جائزة لجنة التحكيم لأفضل مونتاج فذهبت لمسلسل «خاتون»، وفاز سامر شالاتي بجائزة أفضل مؤثرات صوتية عن مسلسل «بقعة ضوء» بجزئه الثاني عشر.
جائزة أفضل موقع تصوير فاز بها بهاء كردية عن مسلسل «زوال»، على حين فازت لين هزيم بجائزة أفضل ملابس عن المسلسل نفسه.
جائزة أفضل تصوير حسب لجنة التحكيم ذهبت لمدير الإضاءة والتصوير يزن شربتجي عن مسلسل «دومينو».
تصويت الجمهور
راحت جائزة أفضل مسلسل حسب تصويت الجمهور لمسلسل «الندم»، ثم مسلسلي «بلا غمد» و«دومينو» ثانياً، ومسلسلي «مذنبون أبرياء» و«خاتون» ثالثاً.
وذهبت جائزة «نجوم درامانا» لأفضل أغنية شارة وموسيقا تصويرية حسب تصويت الجمهور للمؤلف الموسيقي سعد الحسيني عن مسلسل «عطر الشام»، وفي المرتبة الثانية إياد ريماوي عن مسلسل «الندم»، وجاء في المرتبة الثالثة كل من آري جان سرحان عن مسلسل «زوال» وطاهر مامللي عن مسلسل «أحمر».
وبالانتقال إلى جائزة أفضل نجم شاب، حل في المركز الأول حسب تصويت الجمهور محمود نصر عن مسلسل «الندم»، في حين فاز بالمركز الثاني فاتح سليمان عن مسلسل «عطر الشام»، وحل معتصم النهار في المركز الثاني عن مسلسل «خاتون».
بما يتعلق بجائزة أفضل نجمة شابة، جاءت كل من مرام علي ودانا مارديني في المرتبة الأولى مناصفة، ثم روبين عيسى في المرتبة الثانية، في حين جاءت رنا كرم في المرتبة الثالثة.
جائزة أفضل فنان صاعد راحت لباسل خليل في المركز الأول، يليه سيزار القاضي في المركز الثاني، ثم سومر ديب في المركز الثالث.
جائزة أفضل فنانة صاعدة راحت لرشا حاضري أولى، ثم رشا بلال ثانية، يليها جفرا يونس ونانسي خوري في المركز الثالث.
تكريم خاص
وكرمت قناة «سورية دراما» مسلسل «بانتظار الياسمين» الذي أنتج وعرض عام 2015 بسبب وصوله لنهائيات جائزة «الإيمي أوورد» بالولايات المتحدة الأميركية ونيله ميدالية ذهبية، وهي الجائزة الدرامية الموازية لجائزة الأوسكار في السينما، وهو من تأليف أسامة كوكش وإخراج سمير حسين ومن بطولة سلاف فواخرجي وغسان مسعود وشكران مرتجى وصباح الجزائري، وآخرين.
وكرمت عن هذا الموسم مسلسلي «عطر الشام» و«صدر الباز» عن فئة البيئة الشامية، الأول تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب، والثاني تأليف رامي المدني وبتول ورد وإخراج تامر إسحق.
وتم تكريم مسلسلي «زوال» و«عابرو الضباب» عن فئة الأعمال المعاصرة، والأول من تأليف زكي مارديني ويحيى بيازي وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، والثاني تأليف بشار مارديني وإخراج يزن أبو حمدة.
موسم 2016
نجحت الدراما السورية رغم الحصار المفروض عليها من كثير من الشاشات العربية في إنتاج 32 مسلسلاً متنوعاً. فأثبتت علو كعبها وأكدت أنها أكبر من كل المطبات.
وإن كان الكم قد حقق الهدف، فإن النوع تباين بين عمل وآخر، مع تقدم واضح للمسلسلات الاجتماعية التي تفوقت على نظيراتها.
وحصدت الأعمال الاجتماعية الحصة الأكبر بـ15 مسلسلاً هي «أحمر»، و«أيام لا تنسى»، و«أهل الغرام3»، و«مدرسة الحب»، و«الندم»، و«بلا غمد»، و«زوال»، و«نبتدي منين الحكاية»، و«العراب»، و«دومينو»، و«عابرو الضباب»، و«لست جارية»، و«مذنبون أبرياء»، و«وجع الصمت».
أما الأعمال الشامية التي عادةً ما تحصد الجماهيرية الأوسع فقد اقتصرت على ثمانية مسلسلات هي «باب الحارة8»، و«طوق البنات3»، و«عطر الشام»، و«صدر الباز»، و«بيت الموالدي»، و«الخان»، و«خاتون»، و«قناديل الشام».
أما الكوميديا فأنتجت تسعة أعمال هي «الطواريد»، و«بث تجريبي»، و«بقعة ضوء 12»، و«توب فايف»، و«توتر عائلي»، و«تنذكر ما تنعاد»، و«جيران القمر»، و«شو القصة»، و«نحن لها»، إضافة إلى عمل عاشر هو «فارس وخمس عوانس» الذي أنتج العام الماضي، وحتى الآن لم يجد مكاناً له عبر الشاشات بسبب بعض المشاكل.