ثقافة وفن

عانت قلة الوفاء .. ولم يحضر جنازتها سوى سبعة فنانين … هالة حسني.. من جيل الفنانات الكبيرات اللواتي قدمن الكثير للحركة الفنية السورية

| وائل العدس

شيع جثمان الفنانة السورية القديرة هالة حسني من جامع لالا باشا بشارع بغداد في دمشق إلى مثواها الأخير في مقبرة الروضة على طريق المطار، بعدما فارقت الحياة مساء الجمعة الماضي في مستشفى الأندلس عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عاماً قضت أكثر من نصفه في الفن إثر معاناة طويلة مع المرض.
وبسبب أمراضها العديدة، تغيبت الراحلة عن الأضواء منذ ستة أعوام، وتحديداً منذ ظهورها في مسلسل «مرايا 2011» مع ياسر العظمة، لكنها كانت حاضرة في العديد من المبادرات الوطنية.
إنها من جيل الفنانات الكبيرات اللواتي قدمن الكثير للحركة الفنية السورية، وامتازت بالنشاط الكبير في العمل إلى درجة أنها شاركت في تمثيليات إذاعية لمصلحة إذاعة دمشق قبل وفاتها بعشرة أيام.
هالة حسني واسمها الحقيقي حكمت محمد بدرخان من مواليد دمشق /1942/، درست الفلسفة في جامعة حلب وحصلت على دبلوم في الاقتصاد والسياسة من ألمانيا، وكانت أول المنضمين لنقابة الفنانين السوريين عام 1975، وتعرف عليها الجمهور العربي عندما بدأت رحلتها الفنية بمجال الدراما في سلسلة «مرايا» مع أبرز الفنانين على الساحة السورية.

في مسيرتها الفنية أكثر من 150 عملاً فنياً بدءاً من المسرح في أوائل سبعينيات القرن الماضي مع المسرح القومي السوري منها /المهرج/ و/مهاجر برسبان/ وفي أفلام المؤسسة العامة للسينما والقطاع الخاص أمثال /أموت مرتين وأحبك/ و/أحلام مدينة/.
بدأت حياتها الفنية مغنية على مسارح دمشق بعيداً عن مجال دراستها، ثم ما لبثت أن دخلت عالم الدراما، لتترك إرثاً تمثل بأدوار أدتها بنجاح منقطع النظير في 150 مسلسلاً.
وكان آخر ظهور علني للفنانة الراحلة في 22 آذار الماضي، أثناء مشاركتها في حفل لتكريم أبناء شهداء الجيش العربي السوري في دمشق.

قلة وفاء
الراحلة من بين فنانات كثيرات تم تغييبهن بقصد أو بغير قصد عن الأضواء، فوزارتا الثقافة والإعلام ورغم كثرة فعالياتهما إلا أنهما لم يتذكراها ولو في تكريم واحد أو احتفالية واحدة.
حسني كانت تعاني قلة الوفاء وخاصة من أقرب الناس إليها، إن كان من نقابة الفنانين التي لم تقف إلى جانب الراحلة حتى لو بشكل معنوي، أو من زملائها وزميلاتها رفقاء الدرب الفني.
كانت الراحلة تنتظر المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل «دنيا» قبل عامين حين تأزم وضعها الصحي، معبرة عن أمنيتها بالقدرة على التعافي السريع والعودة إلى العمل، لكنها في الوقت نفسه عبرت عن حزنها لأنه ومنذ وقت طويل لم يتم طلبها إلى أعمال درامية.
وخلال عام 2013 أدلت حسني بتصريح لوسائل الإعلام يظهر أن ابتعادها عن الشاشة ليس بقرار منها، بل بسبب إهمال المنتجين لعطائها بسبب تقدمها في السن، حيث قالت: إن أغلب المنتجين والمخرجين يبحثون عن الفنانات الشابات لتأدية أدوار قد تكون لشخصية الأم وكبار السن معتمدين على الماكياج، متناسين قدرات الممثلين المخضرمين وأصحاب الخبرة، وهذا ما تعانيه بلداننا التي تتجاهل مسيرة العطاء والخبرة للفنانين بعد تقدمهم في السن.
وأضافت: «الفنان عندنا يتقدم في السن، يتم إهماله نهائياً، أو تهميشه في العمل الفني، لم أتعود يوماً أن أطلب العمل من الآخرين أو حتى أن أذكرهم بنفسي، فتاريخي الفني هو الذي يحكي عني، لأنني أحترم نفسي، وأتمنى على الآخرين أن يتعاملوا معي بالمعيار ذاته».
وبالمصادفة، دعت الفنانة السورية غادة بشور لتكريم الراحلة قبل يومين من وفاتها خلال حفل «نجوم درامانا2» الذي أقامته قناة «سورية دراما» فقالت: إن هالة حسني تستحق التكريم والتقدير، ووجهت لها رسالة قبل وفاتها قائلة: «أنتِ الكبيرة وأنت الوردة وأنت التكريم».
ويشار إلى أن سبعة فنانين فقط حضروا مراسم التشييع والدفن وهم «رباب كنعان، أحمد مللي، فاضل وفائي، مازن لطفي، تماضر غانم، هادي بقدونس، مها الشاطر».

أهم أعمالها
من أهم المسلسلات التلفزيونية التي شاركت فيها الراحلة «فوزية» عام 1977، و«قلوب دافئة» 1989، و«يوميات مرحة» و«البناء 22» 1990، و«حارة نسيها الزمن» 1991، و«البديل» 1992، و«خلف الجدران» 1995، و«أهلاً حماتي» و«المحكوم» 1996، و«دنيا» و«حي المزار» 1999، و«تمر حنة» 2001»، و«أبو المفهومية» 2003، و«أشواك ناعمة» 2005، و«باب الحارة3» 2008، و«أهل الراية «2010».
ومن أبرز أفلامها السينمائية «صيد الرجال» و«أموت مرتين وأحبك» عام 1976، و«ساعي البريد» و«الصحفية الحسناء» 1977، و«بنت البادية» 1978، و«ليلى والذئاب» وأحلام المدينة» 1984.

رثاء إلكتروني
فور إعلان نبأ وفاتها، سارع الفنانون السوريون إلى رثائها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أهم ما كتبوه:
ريم عبد العزيز: «الفنانة القديرة الغالية في ذمة الله، رحلت الحبيبة والأم الحنون لكثير من الفنانين، تغمدك اللـه برحمته يا حبيبتنا».
أمل عرفة: «هالة حسني.. وداعاً يا طيبة».
رغداء هاشم: «هالة حسني الفنانة الكبيرة والغالية ع قلبي في ذمة الله، ياعمري شو تعذبتي، راح اشتاقلك ياعمري انتي».
محمد خير الجراح: «الأخت.. الصديقة.. الأم.. الفنانة الكبيرة هالة حسني، لروحك السلام».
جيهان عبد العظيم: «الله يرحمك، بعمرك ما دايقتي حدا، كتلة إحساس وموهبة».
غادة بشور: «الأخت والصديقة الوفية هالة حسني، رح تبقي بالقلب وبذاكرة كل اللي حبوكي وعرفوكي، اللـه يرحمك ويجعل مثواكي الجنة».
سلاف فواخرجي: «رحم اللـه الفنانة القديرة هالة حسني ولأهلها الصبر».
سوسن ميخائيل: «وداعاً لقلبك، روحك ستظل معنا الغالية القديرة هالة حسني».
كندا حنا: «الفنانة القديرة.. ليكن ذكرك مؤبداً».
شكران مرتجى: «الله يرحمك هالة حسني.. أكيد ارتحتي من كل شي وأهم شي من قلة الوفاء.. ارقدي بسلام وسامحينا».
جيني إسبر: «وداعاً لقلبك الطيب وروحك النقية، تعبنا ونحن عم نودع ناس طيبين ولهم أثر عميق بحياتنا اللـه يرحمك.. مارح ننساكي».
تولاي هارون: «وداعاً يا غالية، ولن أنسى وقفتك معي بمشواري الفني، كنت الأم والأخت والصديقة، الرحمة لروحك يا حنونة».
سحر فوزي: «لروحك الرحمة يا حبيبتي يا طيبة».
سوزان نجم الدين: «في أمان اللـه النجمة القديرة هالة حسني».
لمى إبراهيم: «للأسف ما بعرفها منيح بس شفتا كم مرة من زمان بشركة دوبلاج وسلمت عليها وكانت لطيفة وبشوشة، الرحمة لروح الفنانة هالة حسني، اللـه يجعل مثواها الجنة ويصبر محبينها، ليكن ذكرها مؤبداً».
فادي صبيح: «هالة حسني وداعاً ولترقد روحك بسلام».

خامس الراحلين
تعد هالة حسني خامس الراحلين عن الدراما السورية هذا العام، بعد رفيق سبيعي 5 كانون الثاني، ووليد حبال 21 كانون الثاني، وناصر وردياني 15 آذار، وأميرة حجو 25 آذار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن