رياضة

ديربي مدريد يعود إلى الواجهة في الشامبيونزليغ … بين ثأر سيميوني وتفوق الديك الفصيح زيدان

| محمود قرقورا

ستعيش القارة الأوروبية بداية من التاسعة وخمس وأربعين دقيقة مساء اليوم إحدى السهرات الجميلة الاستثنائية على وقع النشيد الأجمل بين كل البطولات العالمية على صعيد الأندية عندما يتقابل قطبا العاصمة مدريد الملكي والأتلتي في ذهاب نصف نهائي المسابقة التي تبيض ذهباً الشامبيونزليغ، وهي بحق مباراة من العيار الثقيل عنوانها الثأر والتأكيد، فأتلتيكو لم يسبق له التتويج رغم وصول اللقمة للفم في ثلاث مناسبات والمؤلم لجماهيره أن خسارتين كانتا أمام العدو التاريخي ريال مدريد، والميرينغي يريدها بوابة للحفاظ على اللقب في المسمى الجديد للمسابقة وهذا استثناء لم يبلغه أحد رغم المحاولات الجادة من عديد الأندية التي وصلت إلى المباراة النهائية مدافعة عن لقبها ولكن الخيبة كانت العنوان الأبرز.
جماهير أتلتيكو مدريد تضع ثقتها بالعراب عازف التانغو سيميوني الذي كان له الفضل في إيقاف التفوق المطلق لريال مدريد مطلع الألفية الثالثة، إذ استمرت سطوة الملكي خمساً وعشرين مباراة متتالية بين فوز وتعادل حتى انقلبت الموازين في نهائي الكأس 2012 على أرضية ملعب برنابيه معقل مباراة اليوم، وكلنا يتذكر أن تلك الخسارة كانت من النهائيات النادرة التي يخسرها مورينيو، ومن بعدها تقابلا رسمياً 19 مرة ففاز سيميوني سبع مرات وتعادل مثلها مقابل خمس هزائم.
اليوم الحكاية مختلفة فريال مدريد قاب قوسين أو أدنى من استرجاع لقب الليغا ومع مدربه الديك الفصيح زين الدين زيدان يقدم موسماً رفيع المستوى أداء ونتائج في دوري أبطال أوروبا، وتكفي الإشارة إلى أنه لم يخسر في عشر مباريات محققاً الفوز في سبعٍ منها مقابل ثلاثة تعادلات جميعها في دور المجموعات، ووفق هذه المعطيات فإن أتلتيكو مدريد سيذهب إلى ملعب الجحيم مطالباً أن يكون بأعلى درجات الجاهزية والتركيز، وخاصة أن الملكي المدريدي يمتلك النوعية الكافية لتقويض أحلامه وخاصة أن الصف الاحتياطي عند ريال مدريد لا يوازيه صف في أي نادٍ آخر في العالم، فالعمق والبدائل عند الملكي يقابلها إرادة وتصميم وعنفوان وبناء على هذه الخلطة فإن جمهور المستديرة في العالم هو المستفيد من هذا النزال الذي يعد كتاباً مفتوحاً للمدربين اللذين خبرا بعضهما جيداً.

أهداف واضحة
الملكي المدعوم بعاملي الأرض والجمهور والتفوق التاريخي شبه المطلق مطالب بنتيجة تريحه في مباراة الرد على أرضية ملعب فيسينتي كالديرون الصعب يوم العاشر من الشهر الجاري، وفي الاتجاه المعاكس فإن أتلتيكو مطالب بالتسجيل في مباراة اليوم، ولم يعد أمام الأتلتي إلا هذه المسابقة لإنقاذ موسمه على حين إن الملكي ما زال الطريق طويلاً أمامه للفوز بأكثر من لقب خلال العام الميلادي 2017 وبالنظر إلى هوية اللاعبين المتوفرين تبدو حظوظ الزعيم التاريخي للبطولة أوفر ولكن مباريات الديربي لا تعترف بالأفضلية النظرية، واللقاءان اللذان جمعا الفريقين هذا الموسم خير دليل، ففاز ريال مدريد بملعب جاره 3/صفر بهاتريك استثنائي للدون كريستيانو وعرقل أتلتيكو جاره بالتعادل 1/1 إياباً بعد مباراة مثيرة هرب الفوز من كليهما.
أرقام تاريخية
• يخوض ريال مدريد نصف النهائي الثامن والعشرين في تاريخه، تأهل في 14 مناسبة وحاز اللقب 11 مرة، منها ثلاث مرات بمواجهة أبناء جلدته وفي المرات الثلاث كان التتويج حليفه وكل هذه أرقام قياسية خاصة بالملكي.
• خاض الريال 27 مباراة ببرنابيه لحساب نصف النهائي فحقق 18 فوزاً مقابل ستة تعادلات وثلاث هزائم، على حين خاض أتلتيكو مدريد نصف النهائي خمس مرات خارج أرضه خسر ثلاثاً منها مقابل تعادل وفوز كان بملعب ستامفورد بريدج 2013- 2014.
• لعب الريال خمس مرات في هذا الدور بمواجهة الأندية الإسبانية فتأهل على حساب أتلتيكو 1959 وعلى حساب برشلونة 1960 و2002 وخرج أمام برشلونة 1961 و2011.
• سيكون الصدام بين الريال وأتلتيكو للمرة الخامسة كرقم قياسي يضاف إلى صدام ليفربول وتشيلسي مع ميزة أن الناديين الإنكليزيين تقابلا عشر مرات كرقم قياسي مقابل سبعة لقاءات بين قطبي العاصمة الإسبانية.
• سبعة لقاءات جمعت الناديين في المسابقة فحقق الملكي الفوز أربع مرات مقابل تعادلين وخسارة.
والحكاية بدأت في مثل هذا الدور 1959 وفاز الريال 2/1 وخسر 1/صفر ثم فاز 2/1 بمباراة فاصلة، وعام 2014 تقابلا في النهائي وفاز الميرينغي بأربعة أهداف لهدف بالتمديد بعد التعادل 1/1 وفي العام التالي تقابلا بربع النهائي وفاز الريال 1/صفر بعد التعادل صفر/صفر، واللقاء الأخير قارياً بينهما كان في نهائي النسخة الفائتة وحسمه الريال بالترجيح بعد التعادل بهدف لهدف مع ركلة جزاء ضائعة لأتلتيكو.
• المذاكرة الأخيرة كانت مثالية للناديين فالملكي حقق الفوز المهم على ضيفه فالنسيا بهدفين لهدف محافظاً على آماله العريضة للقبض على اللقب وتغلب أتلتيكو مدريد على مضيفه لاس بالماس بخمسة أهداف مقابل لا شيء.

الصافرة إنكليزية
سيقود لقاء اليوم الحكم الإنكليزي مارتن أتكنسون وهو من الحكام الحازمين الذين يهوون البطاقات الملونة، ولذلك تبدو المباراة مرشحة لظهور اللون الأحمر نظراً للخشونة التي يتسم بها الناديان وخاصة أنها من مباريات الديربي التي تبلغ فيها الالتحامات مداها، وللتذكير فإن اللقاء الذي جمعهما في نهائي النسخة الفائتة قاده الإنكليزي مارك كليتنبيرغ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن