عربي ودولي

بيونغ يانغ تحذر من احتمال قيامها بتجربة نووية «في أي وقت» … روسيا: الضغط العسكري الأميركي على كوريا الديمقراطية سيؤدي إلى ردود انتقامية

حذرت كوريا الديمقراطية أمس الإثنين بأنها على استعداد للقيام بتجربة نووية سادسة «في أي وقت»، فيما تشهد شبه الجزيرة الكورية تصعيداً في التوتر.
وتدهور الوضع في المنطقة خلال الأشهر الماضية مع مواصلة بيونغ يانغ برنامجيها البالستي والنووي، فيما صعدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اللهجة مؤكدة أنها لا تستبعد استخدام القوة «لتسوية» مسألة كوريا الديمقراطية.
ويشير العديد من الخبراء منذ أسابيع إلى أن بيونغ يانغ جاهزة لتجربة نووية سادسة، استناداً إلى تحليل صور التقطت عبر الأقمار الصناعية.
وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الديمقراطية أمس أن بيونغ يانغ «على استعداد تام للرد على أي خيار تتخذه الولايات المتحدة».
وأكد المتحدث في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الديمقراطية أن النظام سيواصل زيادة قدراته على صعيد «الضربات النووية الاستباقية»، ما لم تتخل واشنطن عن سياساتها «العدوانية».
وأضاف المتحدث: إن «إجراءات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لتعزيز القوة النووية إلى أقصى حد ممكن ستجري بنجاح في أي وقت وفي الموقع الذي تقرره قيادتها العليا».
وفي السياق ذاته قال السفير الروسي لدى الصين أندريه دنيسوف: إن ضغط واشنطن العسكري على كوريا الديمقراطية، لن يتمخض سوى عن إجراءات انتقامية من بيونغ يانغ.
ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عن دنيسوف قوله: «أثناء رئاسة دونالد ترامب، أطلقت كوريا الديمقراطية الصواريخ تسع مرات.. ندعو إلى استئناف الصيغ الموجودة بالفعل للمحادثات، كالمحادثات السداسية بشأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وأضاف السفير الروسي إن الجانب الصيني يرى أنه لا بديل لهذه الصيغة، وأن أي مبادرة خارج هذا الإطار لن تفلح.
وأشار دنيسوف أن مواقف روسيا والصين بشأن القضية النووية لكوريا الديمقراطية متوافقة تقريباً، موضحاً أن كلتا الدولتين تدعمان قرارات مجلس الأمن الدولي التي تفرض عقوبات على بيونغ يانغ ولن تدعما أبداً برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية، لما تشكله من تهديد مباشر على الأمن وتثير أيضاً القدرات العسكرية الأميركية ذات الإمكانات الهجومية في الواقع.
وأوضح دنيسوف، أن الصين وروسيا متفقتان في وجهة النظر القائلة إن الحل السياسي والدبلوماسي هو الحل الوحيد لبرنامج بيونغ يانغ النووي.
في سياق متصل أعلنت السفارة الأميركية في كوريا الجنوبية أمس أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مايك بومبيو في سيول لعقد «اجتماع داخلي» ولن يلتقي مسؤولين كوريين جنوبيين، في وقت يسود توتر شديد شبه الجزيرة الكورية.
وأوردت صحيفة «شوسون إيلبو» نقلاً عن عدة مصادر قريبة من أجهزة الاستخبارات أن مدير الـ«سي آي إيه» أطلع نظراءه على سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال كوريا الديمقراطية وقام بتقييم الوضع الداخلي للإدارة الكورية الديمقراطية.
كما ذكرت الصحيفة أن بومبيو بحث مستقبل العلاقات الأميركية الكورية المرتقبة بعد الانتخابات الرئاسية التي تجري في هذا البلد في 9 أيار.
وأكد مسؤول في السفارة الأميركية أن مدير الـ«سي آي إيه» موجود في كوريا الجنوبية، مشيراً إلى أن برنامج زيارته محدود جداً.
وقال المسؤول: إن «مدير الـ«سي آي إيه» وزوجته موجودان في سيول لعقد اجتماع داخلي مع القوات الأميركية في كوريا الجنوبية ومسؤولين في السفارة»، مضيفاً: «إنه لن يلتقي أي مسؤول في البيت الأزرق (مقر الرئاسة الكورية الجنوبية) وأي مرشح»، من دون كشف أي تفاصيل عن برنامج بومبيو.
وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التوتر على خلفية برنامجي بيونغ يانغ النووي والبالستي، وفيما ترد تكهنات بأن كوريا الديمقراطية تعد لتجربة نووية سادسة، بعدما أطلقت صاروخاً جديداً السبت.
وما ساهم في تزايد التوتر تصريحات دونالد ترامب الذي أبدى استعداده لـ«تسوية» مشكلة كوريا الديمقراطية وحده إذا لم تعمد الصين إلى ضبط جارتها.
كما أثار الرئيس الأميركي استياء سيول حين اعتبر أن على الجنوب أن يسدد ثمن منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ التي تنشرها الولايات المتحدة على أراضي حليفتها.
وواجه نشر الدرع الصاروخية الأميركية مقاومة شديدة من قسم من الرأي العام الكوري الجنوبي، وأثار غضب الصين التي تعتبر أنه ينال من سيادتها.
(أ ف ب- تاس)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن