سورية

قلل من أهمية انضمام أميركا إلى مسار «أستانا» لعدم وضوح سياستها وتناقضها … خدام: مساعي روسيا للتهدئة لن تنجح بسبب الدعم الإقليمي للميليشيات

| الوطن

اعتبر المعارض منذر خدام، أن المساعي الجديدة التي تبذلها روسيا للتهدئة في سورية لن يكتب لها النجاح بسبب استمرار دعم بعض الدول الإقليمية للميليشيات المسلحة وتحالف بعض تلك الميليشيات مع «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية. ورأى أن أي وقف محتمل لإطلاق النار يبقى «هشا»، ما لم تتضح الرؤية حول الحل السياسي، مقللا من أهمية انضمام الولايات المتحدة الأميركية إلى مسار «أستانا» بسبب عدم وضوح سياستها وتناقضها. وفي تصريح لـ«الوطن» حول ما تم تداوله مؤخراً في وسائل إعلام روسية ومعارضين عن أن موسكو طرحت فكرة إنشاء مناطق خاصة للتخفيف من حدة التوتر بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة وإدخال قوات من دول محايدة إلى خطوط التماس قال خدام: «لا أعتقد بإمكانية فرض تهدئة جدية في ظل استمرار دعم بعض الدول الإقليمية للميليشيات المسلحة وكذلك في ظل تحالف بعضها مع جبهة النصرة».
وقلل خدام من أهمية انضمام الولايات المتحدة الأميركية كدولة ضامنة إلى الترويكا الضامنة لعملية أستانا بشأن الأزمة السورية وهي روسيا، إيران، تركيا، وقال: «دون وضوح الرؤية حول الحل السياسي سوف يظل أي وقف محتمل لإطلاق النار هشا، ويضاف إلى ذلك أنه لا بد من فصل جدي حقيقي بين «النصرة» وبقية الميليشيات المسلحة، وأضاف: أن مشاركة أميركا على وجه الخصوص مهم لكن تبقى سياستها غير واضحة حتى الآن بل متناقضة».
وتحدث العميد الفار «فاتح حسون»، عضو وفد الميليشيات إلى الاجتماعات مؤخراً بحسب صحيفة الشرق السعودية الداعمة للمعارضة عن «احتمال» دخول جهات دولية جديدة ضامنة لعملية أستانا منها «قطر والولايات المتحدة».
ومن المقرر، أن يعقد اجتماع «أستانا 4» يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين وأكدت الميليشيات المسلحة مشاركتها في هذه الجولة، بعد أن كانت الحكومة السورية أكدت مشاركتها. واعتبر خدام، أن أهمية مسار أستانا تأتي من «مشاركة الميليشيات المسلحة فيه، لكن المشكلة في هذا المسار هي المواقف غير المستقرة بل غير الواضحة لتركيا وإيران، خصوصاً وأن تناقضات كبيرة بدأت تظهر بينهما مؤخرا». ولم تشارك الميليشيات المسلحة التي تعتبر تركيا ضامنة لها في اجتماع «أستانا 3» الذي عقد يومي 14 و15 آذار الماضي، واتهم حينها وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع أنقرة بدفع الميليشيات إلى عدم المشاركة بهدف عرقلة الاجتماع. وبرزت خلال الاجتماع مطالبات تركية بانسحاب مقاتلي حزب اللـه اللبناني الذين يقاتلون إلى جانب الجيش العربي السوري من سورية، الأمر الذي ردت عليه إيران بأن الحزب يقاتل في سورية بدعوة من الحكومة الشرعية في سورية وهذه الحكومة الشرعية وحدها من يحق لها مطالبة الحزب بالانسحاب.
وبشأن المعارك العنيفة الجارية حالياً في غوطة دمشق الشرقية بين ميليشيا «جيش الإسلام» من جهة وتنظيم «جبهة النصرة» وميليشيا «فيلق الرحمن» من جهة ثانية، اعتبر خدام أنها تأتي في إطار «التنافس على السيطرة وكذلك في إطار الاختلافات بين السعودية وقطر… « الداعمتين لتلك التنظيمات والميليشيات، في إشارة إلى أن السعودية تدعم «جيش الإسلام» الذي أعلن أنه يريد تصفية «النصرة» في هذه المنطقة، في حين تدعم قطر كلاً من «النصرة» و»فيلق الرحمن».
وإن كان هناك علاقة بين هذا الاقتتال والمساعي الروسية الجديدة للتهدئة أو ما أسمته وسائل إعلام روسية بمناطق «تخفيف التصعيد» في سورية، قال خدام: «روسيا ربما هي الدولة الوحيدة التي تريد الحل السياسي وتعمل عليه وتقدم باستمرار مبادرات بهذا الخصوص في إطار القانون الدولي.. سياسة روسيا كانت واضحة منذ البداية».
وإن كان يرى أن «جيش الإسلام» يستطيع تصفية «النصرة» و»فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية، قال خدام: «أعتقد أن ما يجري اليوم من معارك بين الطرفين يوحي بعدم إمكانية التعايش بين الطرفين، لكن تبقى في النهاية مواقف قطر والسعودية.. هل سوف تقبلان بأن ينهزم حليفهما؟».
وحول ما يتم الحديث عنه في تقارير إعلامية عن تحضيرات لإطلاق ما يسمى معركة «درع الجنوب» من قبل كل من الولايات المتحدة الأميركية والأردن وبريطانيا ضد تنظيم داعش الإرهابي واحتمالات حدوث مثل هذه المعركة، قال خدام «الاحتمال يظل موجودا، لكن ليس على جبهة درعا بل على جبهة البوكمال (بريف دير الزور الشرقي)، إلا أن الموضوع يظل رهن الحسابات السياسية.. الأردن لا يريد التورط أكثر في الأزمة السورية».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن