رياضة

نادي الجزيرة لا يزال يدور في فلك الضياع والبحث عن الحلقة المفقودة

| الحسكة – دحام السلطان

أياً تكن المعطيات والتكنهات وحتى الحلول الافتراضية المتعلقة كلها بالمسألة الجزراوية التي لا تزال المشكلة معها مزمنة والمعادلة مستحيلة الحل حتى هذه اللحظة! فالمؤتمر التقليدي أو التحليلي أو الاستنتاجي أو الاستنباطي، الذي دعا إليه الجزراويون عبر إدارتهم الجديدة للقاء عن قرب وعلى الهواء مباشرة مع الجمهور، والذي جاء الطرح فيه شفافاً ومكشوفاً ودون مقدمات استخدموا فيه الضرب وبشدة من فوق وتحت الحزام!

أخطأ النادي الهدف!
رئيس مجلس الإدارة نادي الجزيرة الرياضي إدمون دوشي الذي فتح النار رشّاً وعلى جبهتين مختلفتين ودفعة واحدة، حيث كان مرمى الرمي في الأولى نحو اتحاد الفيحاء وقيادته الكروية العتيدة، والجبهة الثانية اشتعلت نيرانها في محيط وصميم الإدارات المتعاقبة على النادي والمتولية عملية سنّ القرارات وتنفيذ بنودها التي قذفت بالنادي إلى الحضيض من وجهة نظر حارس البوابة والقناص الجديد والهداف في نادي الجزيرة! وهذا عن الجبهتين الأوليين اللتين أصاب بهما الدوشي إدمون الهدفين، ليبقى الهدف الثالث والأخير وهو المهم الذي لم يفطن إليه الجزراويون وإدارتهم العتيدة عندما أخطؤوا إصابة أهم الأهداف، حين أشاروا إلى حالتي الفساد والغبن في مناسبتين مهمتين ومختلفتين، ولكنهم نسوا الإشارة إلى الهدف الثالث الذي يسوقنا إلى السؤال بالقول: من الذي دفع بالنادي إلى الوصول إلى ما هو عليه الآن؟ ومن الذي كان يغض النظر ويدير ظهره عن بواعث الفساد التي سلكتها الإدارات المتعاقبة التي ذكرها رئيس المؤتمر؟ ولماذا شهد النادي كل هذه التقسيمات الإدارية البهلوانية بطريقة المحاصصة وممارسة النفاق والاستخفاف بالعقول؟ ولمصلحة من تتغير إدارتان وتأتي الثالثة في عز (شغل) الدوري؟ هل لتحقيق الاستقرار للنادي أم لغايات كيدية لها خلفيات غير الخلفيات الاعتيادية المتعارف عليها في السلك الرياضي؟

فوق وتحت!
الهدف الثالث الذي أخطأ النادي إصابة الحقيقة فيه، بالإشارة إلى المسؤول عن الحل والربط في رياضة الحسكة، إضافة إلى المسؤول عن المسؤول عنها؟ وهو الذي يتحمل الوزر الكبير من المسؤولية التي صبت همها كله برأس نادي الجزيرة.
وحين أغفل المؤتمرون جرأتهم المعهودة عن قول الحقيقة، لا سيما التي تصدر عادة عن عتاولة الرياضة وقدامى الكرة في نادي الجزيرة، الذين كان مرجواً منهم التشخيص ثم التحليل قبل الاستنتاج في لمس الجرح الذي لا يزال مؤلماً في رياضة الحسكة! وهي التي انحرفت عن مسارها الصحيح بوجود أشخاص محترفين وبارعين فيها ولكن «بصنعات» وهوايات لا تمت إلى الرياضة المؤسساتية ولا إلى تقاليدها بصلة! وهي من ساق نادي الجزيرة إلى هذا الواقع البائس، لأنها لم يكن لها تأثير «فوق» لا في الفيحاء ولا في البرامكة بالاستجابة لمطالب نادي الجزيرة باللعب على أرضه، وتقليص عدد مبارياته من 3 مباريات إلى اثنتين على أرض أحد الملعبين، المحافظة أو الفيحاء الدمشقيين بدلاً من أرضية ملعب تشرين غير الصالحة للعب فريق الجزيرة ومن وجهة نظر القائمين عليه! إضافة إلى غض الطرف عن الوقوف، وهذا (تحت) من وجهة نظر الدوشي، حين كشف أن هناك حالة فساد حيال التجهيزات الرياضية التي قدمت من إدارة ناديي الجيش والوحدة، والبالغة قيمتها نحو 3 ملايين و265 ألف ل. س للإدارة السابقة المخلوعة التي لم يقبض النادي منها شيئاً سوى ما يقرب من الـ20 حذاء رياضياً مع طقم كنزات كانت عند أحد أعضاء تلك الإدارة! فمن المسؤول عنها على الرغم من أننا قد حفظنا ثقافات إدارات نادي الجزيرة عن ظهر قلب منذ نحو 3 عقود وإلى الآن، في أنه كلما أتت إدارة قامت بتشريح الإدارة التي سبقتها في العمل، باعتبار أن من ضروريات ذلك العمل وركائزه، أن تكون الشماعة الخاصة بذلك التشريح حاضرة وحاضراً واجبها معها؟

لا جديد اليوم!
مدرب فريق الكرة الكابتن أحمد الصالح وكالعادة، أي ضمن الخطوط المسموح له بالتحدث فيها، بيّن في المؤتمر أن الفريق يمر بفترة حرجة نتيجة وجود نقص في المراكز وعدم وجود العدد الكافي من اللاعبين لتغطية تلك المراكز، لا سيما في موقعي خط الظهر والوسط، إضافة إلى ضغط المباريات التي واجهها الفريق خلال الأسابيع الأولى، الدوري ونزيفه للنقاط بالجملة والمفرق، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن الفريق لديه على اللوائح اليوم 21 لاعباً، لكن على أرض الواقع لا يوجد سوى 14 فقط اثنين منهم حارسين للمرمى، على الرغم من حاجة الفريق لحارس مرمى على مستوى جيد ليكون الحارس الأول فيه، وبالعمل على رفد خط الدفاع بلاعبين اثنين وخط الوسط بلاعب ارتكاز، وهذه المطالب كانت من جملة ما طلبه الصالح من الإدارة قبل أن يدخل الملعب، وقبل هذا المؤتمر الذي لم يأت فيه بالجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن