ثقافة وفن

عصام الداهوك لـ«الوطن»: أسلّط الضوء … على قضايا حسّاسة من واقع الحرب على سورية

| عامر فؤاد عامر

تبقى للسينما خصوصيّتها وجاذبيّتها كتتويج للفنّ في ماهيّة تطوّره عبر مراحل انتقال وتطوّر البشريّة، ويسعى المخرج «عصام الداهوك» في رحلته، من خلال العمل الفنّي والإنتاجي، أن يدعم الحركة السينمائيّة ومحاولاتها في بلدنا، عبر إخراجه لفيلمه الطويل «سورية كما هي»، والفيلم القصير «أفتقدك» كنماذج من سينما الديكو – درما، للفت الانتباه لقضايا حسّاسة ومهمّة، ضمن الأزمة التي ألمّت بالوطن، ويطلعنا في هذا الحوار على تجربته، وما يعدّه فيها، وعلى مهرجان الفيلم القصير في السويداء.

تجربتك الأولى وخصوصيّتها كنوع من أنواع الفيلم السينمائي (ديكو- دراما) ماذا حققت؟ وأين عُرض الفيلم؟
يعدّ فيلم «سورية كما هي» من نوع سينما الديكو- دراما وهو أول تجربة سينمائيّة من إخراجي، وقد جاء بمدّة 45 دقيقة، ألقي الضوء من خلالها على أجوبة لأسئلة خلقتها الأزمة والحرب في بلدنا، وفي الفيلم خطاب يلتقطه المتلقي، جاءت عبر الأمثلة التي أوردتها، وهي مشاهد دراميّة تمثّل حكايات حقيقيّة جرت مع أهالينا في سورية وشواهد حيّة في الذاكرة السوريّة، من خلال قصص موثقة تعرف الجيل الجديد عل جمال روح أجدادنا جوهرها التعايش السلمي ومحبّة الناس لبعضها وبجهود أجدانا الثوار الذين لم يفرطوا بتراب الوطن والذين حرصوا دائماً على المصالح العليا لسورية والذين تكللت تضحياتهم باستقلال البلاد. وهو من إنتاج شركة المعالي للإنتاج الفني، والنص لرفعت الهادي. وقد تمّ عرض الفيلم في المركز الثقافي في السويداء، كما اعتُبر مادّة أساسية في احتفالات 17 نيسان في العام 2015 وإلى اليوم في التلفزيون العربي السوري. وعُرض أيضاً في مهرجان الحرف السينمائي في اللاذقية ومهرجان سلطان الأطرش الإبداعي الثاني ومنظمة جذور في السويداء.
لماذا اتجهت إلى الفيلم القصير من خلال تجربتك في «أفتقدك» أواخر العام الماضي؟
«أفتقدك» هو التجربة الثانية لي في الإخراج السينمائي، واتجهت إليه كونه غير مكلف إنتاجياً، مع رغبتي في أن ألفت النظر عالميّاً لما يحصل في الداخل السوري بتسليط الضوء على قضيّة مهمّة جداً، وهي الناحية التعليميّة في سورية، وانهيار هذه المنظومة بسبب الحرب، والتي تسبب نسفاً لأجيال قادمة، ومن المفروض الانتباه جيداً لبناء الإنسان الذي تشرّد وبقي خارج إطار التعليم المدرسي.
مؤخراً أقيم مهرجان الأفلام القصيرة في السويداء. ما الغاية من هذه الخطوة؟
تحتاج الثقافة السينمائيّة إلى تفعيل في بلادنا، إذ لابد من تفعيل ثقافة الصورة بإقامة النوادي والعروض المستمرة والمهرجانات وغيرها، وقد لامست غياباً لمثل هذه النشاطات في السويداء، فسعيت مع مجموعة من الأصدقاء لإطلاق المهرجان الأول كخطوة لتوسيع هذه الثقافة ولمّ روادها كظاهرة مستمرة، وثقافة لا بدّ منها في السويداء، وجمعية جذور في السويداء احتضنت هذا المهرجان، وكانت اللجنة مؤلفة من الأساتذة: «فرحان ريدان وسمير فليحان ورائد الأطرش وخالد عامر، ورفعت الهادي». وبرعاية خاصة وجهود مشكورة رعت المهرجان ليكون في هذه الانطلاقة الجديدة في السويداء، وقد نجح من خلال حضور الناس وكثافة تواجدهم وتشجيعهم، وإسهاماتهم في النقاشات وتمّ اختيار الأفلام من قبل اللجنة وهي فيلم أفتقدك، وفولت حار لباسل طه، والعداء لسامر نصر الله، وزحل يلتهم ابنه لأحمد الحاج، وفيلم مسرح الدمى لرامي الحميدي، ولو لغالب فليحان.
ونحن لن ندخر جهدا لاستمرارية هذا المهرجان بحيث يكون سنوياً.

ما جديدك الذي تعدّ له على صعيد السينما؟
سلسلة أفلام ديكو دراما أحضر لها منذ عامين بعنوان مبدئي هو «حكايا وطن» وهو يعتمد على حكاية من كلّ محافظة في سورية وبين يدي سيناريو فيلم بعنوان سكنوا سفوح خيولهم وأتفاوض مع جهات منتجة لإنجازه وبين يدي أيضاً سيناريوهات لأفلام قصيرة مميزة ولافتة وأطمح لإنجازها كلها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن