رياضة

قوية يا سلمية!

| مالك حمود

أروع ما في الرياضة عندما تفوق النجاحات حجم المعطيات، معلنة الانطلاق بإيمان كبير بأهمية الرسالة الرياضية في المجتمع والوطن, وروعة المشهد تجسد في نهائيات كرة السلة للناعمات، ففريق سلمية طامح قادم بعزيمة وإصرار يتفوق على فرق كبيرة وعريقة وذات اسم وصيت، فرق تفوقه بالإمكانات والمعطيات والأسماء، ليتجاوزها ويأخذ مكانه على منصة التتويج.
فوز فريق سلمية بثالث الدوري للآنسات بكرة السلة، إنجاز جديد وغير مسبوق لذلك النادي البسيط بإمكاناته والكبير بعطاءاته، ولتلك المدينة الوادعة والرائعة بعشقها الكبير للرياضة.
الفرحة بالإنجاز تكبر لأكثر من سبب وأهمها أن النادي لم يتوقف اهتمامه بلعبة الكرة الطائرة بعدما صار واحداً من أهم مدارسها في سورية ومن أعتى أبطالها وخصوصاً في الفئات العمرية، ولطالما دعم المنتخبات الوطنية بأهم المواهب الفتية، ليوسع اهتماماته إلى لعبة كرة السلة ويهدي السلة السورية تلك المجموعة من المواهب والخامات الرائعة التي فرضت نفسها في الملعب وقالت كلمتها بالأداء والنتائج، وتكبر الفرحة ويتعاظم الفخر بإنجاز النادي الذي مازال يفتقر صالة رياضية.. تصوروا نادياً ينافس على بطولات سورية بكرتي السلة والطائرة وبمختلف الفئات العمرية يعيش بلا صالة رياضية بعد الأذى الذي أطاح بسقف صالته لتصبح تمارينه خلال الشتاء في الملعب المكشوف وما يسببه من خطورة وبرد ومرض، ورغم ذلك فقد بقيت الرياضة حية وقوية ومتألقة في تلك المدينة، لتسجل فرقها ارتفاعاً واضحاً في الخطوط البيانية للبطولات المحلية ومنها كرة السلة التي شهدت الإنجاز غير المسبوق.
فريق بلا مال ولاعباته يلعبن بالمجان، وبلا صالة ولا يلعب طوال الموسم سوى (6) مباريات في دوري المناطق الجغرافية، ويأتي إلى العاصمة كي يتفوق على فرق تفوقه في مختلف المعطيات ويكسب الاحترام والتقدير بأدائه وروحه العالية، ليحقق المركز الثالث، فكيف لو تتوافر له الصالة الرياضية الملبية لتمارينه، والكوادر التدريبية، وتتأمن له السيولة المالية؟!
سلمية ظاهرة متجددة ولافتة للأنظار وسبق لاتحاد السلة مكافأة النادي ببعض التجهيزات الرياضية، لكن الحاجة تبدو أكبر بكثير، فالدعم مطلوب بشكل أكبر حجماً وأكثر استمراراً، لأنه ذاهب إلى واحدة من أهم قواعد الرياضة السورية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن