رياضة

اليوم المشهد الثاني لنصف نهائي الشامبيونزليغ … شراسة هجوم موناكو وصلابة كاتاناشيو اليوفي

| محمود قرقورا

تتواصل اليوم السهرات الاستثنائية في الشامبيونزليغ عندما يتقابل موناكو الفرنسي مع يوفنتوس الإيطالي بداية من التاسعة وخمسٍ وأربعين دقيقة في ذهاب نصف النهائي الآخر بعدما لعب في وقت متأخر أمس قطبا العاصمة الإسبانية مدريد الريال وأتلتيكو.
مباراة اليوم أسندت قيادتها إلى الحكم الإسباني لاهوز وهو من الحكام الحازمين الذين قادوا الكلاسيكو بين الريال وبرشلونة سابقاً، ولا خلاف أن عناوين كثيرة تفرض نفسها في هذه المباراة لعل أبرزها الصدام بين موهبة موناكو مبابي وخبرة إمبراطور الخشبات الثلاث الإيطالي بوفون، الصدام المثير بين الهجوم الفتاك والصلابة الدفاعية الإيطالية المتعارف عليها، والتي تجسدت بقوة مع نادي السيدة العجوز هذا الموسم من خلال تلقيه هدفين فقط في عشر مباريات، والأهم من كل ذلك أنه كان بمنأى من لسعات الخصوم خلال الدورين الإقصائيين بمواجهة بورتو البرتغالي وبرشلونة الإسباني.
الحلم يدغدغ مشاعر الناديين اللذين فرضا الاحترام هذا الموسم محلياً وقارياً، فاليوفي مازال مرشحاً للفوز بثلاثية تاريخية وهو الوحيد بين الأندية الأربعة الذي يمتلك هذه الميزة، وعلى الطرف المغاير مازال موناكو يمتاز محلياً وقارياً، وكلا الناديين قاب قوسين أو أدنى من حسم لقب بطولة الدوري، فاليوفي يتمتع بفارق مريح عن أقرب منافسيه وربما كان التتويج بين لقاءي الذهاب والإياب، كما أن موناكو يتفوق بثلاث نقاط ومباراة مؤجلة وفارق مريح من الأهداف عن باريس سان جيرمان.
المذاكرة الأخيرة للفريقين جاءت على ما يرام، فيوفنتوس عاد بنقطة التعادل من ملعب مضيفه أتلانتا بهدفين لمثلهما واستفاد من عثرة مطارده على لقب الكالتشيو روما، وموناكو فاز على ضيفه تولوز بثلاثة أهداف لهدف فأضحى أكثر ارتياحاً بشأن المنافسة على اللقب بعد خسارة مطارده حامل اللقب باريس سان جيرمان.

مفاتيح
ما أكثر المفاتيح بيد المدربين يارديم وإليغري، فالخشبات الثلاث بمأمن عند الفريقين مع أفضلية العراقة والخبرة لمصلحة بوفون، ودفاعات اليوفي مشهود لها بوجود كيليني وبارازالي وبونوتشي، والخط الأمامي لا يستهان به بوجود عازفي التانغو هيغواين وديبالا، وعلى الطرف الآخر يمتاز فريق الإمارة بروح عالية وقوة هجومية ضاربة بوجود مبابي وفالكاو وفابينو وباكايوكو الذي سيلعب مستخدماً الواقي الطبي، ومبابي بالذات أحرز اثنين وعشرين هدفاً في آخر عشرين مباراة لعبها أساسياً، ودخل التاريخ بكونه أصغر من يسجل خمسة عشر هدفاً في بطولة أوروبية بعمر ثمانية عشر عاماً و129 يوماً ولا نغفل أنه سجل ذهاباً وإياباً بمرمى مانشستر سيتي وأعاد الكرة أمام دورتموند، ولذلك يرى النقاد أن ملعب لويس الثاني في إمارة موناكو سيكون شاهداً على قوة هجومية ضاربة بدت فتاكة أمام مانشستر سيتي ثم دورتموند، وصلابة دفاعية لا يستهان بها عند النادي الإيطالي وتكفي الإشارة إلى احتوائه ثلاثي الرعب في برشلونة ميسي وسواريز ونيمار.

وجهاً لوجه
لغة الأرشيف تميل كل الميل إلى نادي يوفنتوس الذي لم يهزم أمام خصمه في أربع مباريات سابقة، وكانت المواجهة الأولى بينهما موسم 1997/1998 عندما فاز اليوفي بنصف النهائي 4/1 و3/2 وتجدد الصدام بينهما في ربع نهائي 2014/2015 وفاز اليوفي 1/صفر وتعادلا صفر/صفر ولذلك سيكون النادي الفرنسي مطالباً بتسجيل الفوز التاريخي الأول على اليوفي.
وإذا كان اليوفي الفائز بالمسابقة 1985 و1996 حضر في المربع الذهبي إحدى عشرة مرة من قبل فإن موناكو يخوض غمار المربع الذهبي للمرة الرابعة والأولى منذ عام 2004 وهذا الجفاء لم يثن فريق الإمارة عن قبول التحدي والتطلع لأن يصبح ثاني نادٍ فرنسي يحوز اللقب بعد مرسيليا 1993 وإذا علمنا أن مدربه البرتغالي يارديم حدد أهدافه من خلال الدوري المحلي ودوري الأبطال بدليل عدم الالتفات للكأس المحلية بمواجهة باريس سان جيرمان الأسبوع الفائت ندرك أنه بإمكانه مقاربة الأحلام على أرض الواقع.

أرقام على الهامش
• خاض يوفنتوس إحدى عشرة مباراة خارج أرضه لحساب نصف النهائي عبر تاريخه في المسابقة ففاز مرة واحدة كانت على موناكو بالذات، ولعب موناكو ثلاث مرات من قبل بنصف النهائي وولج إلى مباراة التتويج مرة واحدة فقط كانت عام 2004 عندما خسر بقسوة أمام بورتو مورينيو.
• حقق موناكو الفوز في ستٍ من مبارياته السبع التي لعبها في المسابقة هذا الموسم بما فيها مباراتان تنتميان إلى الأدوار التمهيدية، وحصيلته التهديفية تبدو مدعاة للفخر في هذه النسخة من خلال تسجيله 21 هدفاً بغض النظر عن الأهداف خلال الدورين التمهيديين البالغة سبعة أهداف.
• خاض موناكو ست مواجهات خلال الأدوار الإقصائية بمواجهة الأندية الإيطالية ونجح بالتأهل مرة واحدة، وخاض سبع مباريات على الأراضي الإيطالية فحقق تعادلاً مقابل ست هزائم.
• خاض يوفنتوس على الأراضي الفرنسية ثلاث عشرة مباراة ففاز بخمس مقابل ثلاثة تعادلات وخمس هزائم، وما يطمئن اليوفي أكثر أنه لم يخرج أمام نادٍ فرنسي في أي من المسابقات الأوروبية البالغة 11 مرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن