أردوغان يعود إلى صفوف الحزب الحاكم … مفوض أوروبي: أنقرة تولي ظهرها لنا
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلاثاء الاتحاد الأوروبي من أن تركيا ستغلق ملف ترشيحها إلى صفوفه في حال لم يفتح فصول مفاوضات جديدة معها وذلك بعد دقائق من انضمامه مجدداً إلى الحزب الحاكم في البلاد.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة أمس: «ليس أمامكم من خيار سوى فتح الفصول التي لم تفتحوها بعد»، مضيفاً: «إذا فتحتم (الفصول)، فهو أمر جيد جداً، أما في الحالة المعاكسة فوداعاً»، وأضاف: «أولاً، عليكم معالجة هذه الفصول، عليكم الوفاء بوعودكم. وبعد ذلك سنجلس إلى الطاولة. في الحالة المعاكسة لن يعود هناك أي شيء نبحثه معكم».
وتطرق الرئيس التركي عدة مرات إلى احتمال تنظيم استفتاء شعبي لاتخاذ قرار حول مواصلة عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أم لا.
وتأتي تصريحاته في أعقاب انضمامه مجدداً إلى صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد استقالته منذ أكثر من ثلاث سنوات، في أولى التغييرات الكبرى بعد فوزه في استفتاء مثير للجدل على توسيع صلاحياته.
ويؤكد مناصرو التعديلات أنها ستزود تركيا بنظام حكم فاعل، لكن معارضيها يؤكدون أنه يوجه البلاد إلى نظام حكم متسلط.
ورجح الناطق باسم الحزب ياسين أكتاي إعادة انتخاب أردوغان رئيساً للحزب في مؤتمر استثنائي يعقده في 21 أيار، وقال للصحفيين: «خلال المؤتمر ستجري انتخابات ونتوقع أن ينتخب رئيس جمهوريتنا رئيساً للحزب».
وتدهورت العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، المتوترة أساساً منذ محاولة الانقلاب في منتصف تموز، خلال حملة الاستفتاء حول توسيع صلاحيات أردوغان الذي نظم في 16 نيسان الماضي بسبب إلغاء تجمعات مؤيدة للرئيس التركي في أوروبا.
وعملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي تراوح مكانها منذ عدة سنوات، ومن غير المرجح تحقيق تقدم فيها على ما يبدو.
ومنذ بدء مفاوضات الانضمام رسمياً عام 2005، تم فتح 16 فصلاً فقط من أصل 35 كان آخرها في حزيران 2016 ويتعلق بمسائل مالية وأخرى تخص الموازنة.
ويعتزم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إجراء محادثات مع الرئيس التركي خلال قمة حلف شمال الأطلسي التي تعقد في 25 أيار القادم في بروكسل كما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السبت.
وفي السياق قال مفوض التوسعة بالاتحاد الأوروبي يوهانس هان: إن تركيا تحت رئاسة رجب طيب أردوغان تولي ظهرها حالياً لمسعى الانضمام إلى التكتل وتقترح التعاون الاقتصادي كبديل إذا أخفق الجانبان في استعادة علاقات الصداقة.
وقال هان وهو المسؤول عن الإشراف على طلبات الانضمام للاتحاد لرويترز: «من الواضح للجميع أن تركيا تبتعد على الأقل حالياً من منظور أوروبي». وأضاف السبت: «علينا أن نرى ما يمكن فعله في المستقبل وما إذا كان بوسعنا استئناف شكل من أشكال التعاون».
أ ف ب- رويترز