سورية

أردوغان يلوح بـ«تحضيرات عسكرية» قبل لقائه بوتين … «قسـد» تستعجــل النصـــر في الطبقـــــة

| الوطن – وكالات

بينما كانت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» تستعجل النصر في مدينة الطبقة، مفاوضةً فلول مسلحي تنظيم داعش على الانسحاب من المدنية، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلوح بالتحضيرات العسكرية التركية القائمة لـ«تطهير» حدود بلاده مع سورية من التنظيمات الإرهابية من دون أن يسميها، معلناً أنه سيبحث عمليات بلاده العسكرية المستقبلية في مدينتي الرقة ومنبج مع نظيريه الروسي فلاديمير والأميركي دونالد ترامب.
ويصل أردوغان اليوم إلى منتجع سوتشي الروسي لإجراء مباحثات مع بوتين ستشمل إلى جانب تلك العمليات، المباحثات السورية الجارية في العاصمة الكازاخية أستانا وتعزيز الهدنة في سورية، وأخيراً، إتمام صفقة بيع روسيا منظومة «أس 400» المضادة للصواريخ إلى تركيا.
وعلى الأرجح أن يزعج إعلان أردوغان عزمه بحث عملية الرقة مع بوتين، الأميركيين، الذين لا يخفون نواياهم في الذهاب إلى هذه المدنية لوحدهم بالاستناد إلى (قسد) باستثناء تركيا.
وعبر أردوغان في كلمة ألقاها بمقر حزب العدالة والتنمية، عن أمله في إطلاق مرحلة جديدة في التسوية السورية بعد محادثاته المزمعة مع بوتين وترامب، كاشفاً أن موضوع مناقشاته مع بوتين وترامب سيتعلق بآفاق العمل المشترك لمواجهة «حزب العمال الكردستاني «بي كا كا»، وحركة الداعية فتح اللـه غولن وتنظيم داعش الإرهابي. ويبدو أن المسؤولين الأتراك يطرحون على كل من واشنطن وموسكو تشكيل حلف ضد هذه التنظيمات، وذلك قبل أن يمضوا لوحدهم في مكافحتها. وشدد أردوغان على أن بلاده لن تسمح لـ»وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ(قسد) بتحقيق أهدافها في شمال سورية، وأكد أن «التحضيرات العسكرية لتطهير حدود (تركيا) مع سورية من المنظمات الإرهابية بلغت مرحلتها الأخيرة». وأشار إلى عزم قواته التوجه إلى مدينتي منبج والرقة، لكنه سارع إلى طمأنة الأميركيين بالتأكيد على أن ذلك سيتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي، وبين أنه سيناقش هذا الأمر مع نظيره الروسي.
ولن تكون مهمة أردوغان فيما يتعلق بتصفية وجود «حماية الشعب» سهلة سواء في موسكو أو واشنطن، وخصوصاً أن كلا العاصمتين توفران دعماً قوياً لها.
وانتشرت قوات أميركية على طول الحدود السورية التركية بعد تصاعد الاشتباكات بين الجيش التركي ومسلحي الوحدات للفصل ما بين الأتراك والأكراد، ومن أجل الحفاظ على زخم الحملة التي ينفذها التحالف الدولي لطرد داعش بالتعاون مع (قسد) من الرقة. كما وصلت قوات روسية إلى المناطق الحدودية في منطقة عفرين للفصل بين المتصارعين.
وذكرت مصادر كردية أن قوات روسية وصلت إلى عفرين الخاضعة لسيطرة الوحدات، وبالترافق مع ذلك رفعت (قسد) العلم السوري على معسكر كفر جنة في قرية مرعناز التابعة لعفرين.
ورداً على ذلك دارت اشتباكات متقطعة بين الميليشيات المدعومة تركياً والوحدات قرب عفرين، حيث أعلنت الأولى أنها استهدفت أيضاً مواقع الوحدات بقذائف الهاون والمدفعيّة، في حين رد مسلحو الوحدات بقصف مدينة إعزاز. وذكر موقع «روسيا اليوم» أن «قافلة عسكرية روسية أدخلت شحنة من المساعدات إلى مخيم للاجئين في عفرين على الحدود مع تركيا، مبيناً أن قوات الجيش السوري قدمت «الدعم اللازم للقافلة الروسية».
أما في الطبقة فقد استعجلت (قسد)، مدعومةً بطيران التحالف الدولي حسم المعركة من أجل السيطرة على المدينة سواء عسكرياً أو من خلال التفاوض. ومن شأن إحراز القوات نصرها في المدينة الإستراتيجية أن يغلق آخر الأبواب أمام مشاركة أي طرف دولي أو إقليمي في معركة الرقة المقبلة. وسيكون ذلك بمثابة إشارة إلى تفضيلات واشنطن التي تصر على الذهاب وحيدة إلى الرقة وبالأخص حيال مطالب أنقرة التي لا تنتهي.
واقتحم عناصر (قسد) مدعومين بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي من جانب، آخر المواقع التي يسيطر عليها مسلحو داعش في الأحياء الجديدة من مدينة الطبقة. وسيطرت القوات على الحيين الأول والثاني من «مدينة الثورة» المحاذية لسد الفرات وامتداده، عند الضفاف الجنوبية للنهر. وبات أكثر من 90% من مساحة الطبقة خاضعاً لسيطرة (قسد).
الاشتباكات ترافقت مع استمرار المفاوضات في الطبقة، في محاولة لتأمين ممر لخروج من تبقى من مسلحي داعش من الطبقة نحو مدينة الرقة. وتجري المفاوضات بين أعيان ووسطاء من المدينة وبين (قسد) في محاولة لتأمين ممر لعناصر التنظيم للخروج من المدينة، وذلك في سيناريو مشابه لما جرى في مدينة منبج في العام الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن