سورية

ألمانيا تقترح زيادة المشاركين في «أستانا».. وتبجحات واشنطن تهدد الجهود الروسية … بوتين قبيل اتصال مع ترامب: الشعب السوري صاحب النفوذ الأكبر على الرئيس الأسد

| أنس وهيب الكردي – وكالات

قبيل ساعات من اتصال هاتفي بنظيره الأميركي دونالد ترامب، أكد الزعيم الروسي فلاديمير بوتين أهمية مشاركة أميركا في التسوية السورية، محدداً سبل حل الأزمة السورية بالطرق «السلمية» حصراً عبر «الأمم المتحدة ومباحثات جنيف وأستانا».
رسالة أخرى حرص بوتين على تأكيدها أمام مسامع ضيفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل أن ينقلها إلى ترامب، عندما صحح المزاعم الغربية حول أن الرئيس الروسي هو «صاحب النفوذ الأكبر» على نظيره السوري، واعتبر أن صاحب النفوذ الأكبر على الرئيس بشار الأسد هو الشعب السوري.
في المقابل، وكعادتهم كاد مسؤولو الإدارة الأميركية أن ينسفوا جهود الدبلوماسية الروسية الدقيقة من أجل إطلاق تعاون بين موسكو وواشنطن بشأن سورية، إذ في حين أعلن ترامب أنه «سيواصل استخدام القوة (ضد سورية) دون تحذير مسبق»، تبجح أحد أركان إدارته واصفاً عدوان بلاده على قاعدة الشعيرات الجوية بـ«حلوى بعد العشاء».
ودلت زيارة ميركل إلى روسيا على سعيها لاقتناص الفرصة السانحة من أجل بناء تقارب روسي ألماني في مواجهة تقلبات الإدارة الأميركية وهيجانها. وتقدمت المستشارة الألمانية بمقترح مضاد للمقترح الروسي القاضي بضم الاتحاد الأوروبي إلى عملية أستانا كمراقب، منطلقةً من «فشل» هذه العملية ومباحثات جنيف. ووفقاً للمقترح الألماني يجب توسيع دائرة «المشاركين» في مباحثات أستانا. وأعربت ميركل عن استعدادها للمساهمة في تعزيز وقف إطلاق النار.
ومن المفترض أن يكون بوتين قد بحث الأزمة السورية في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، حسبما أعلن مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية. واستبق ترامب اتصاله الهاتفي مع بوتين بالتأكيد أنه ليس مثل سلفه باراك أوباما، «الذي رسم خطاً أحمر (فيما يتعلق باستخدام السلاح الكيماوي في سورية) على الرمل، ومن ثم جاءت العديد من المصائب، لكنه لم يخط هذا الخط أبداً». وقال: «في الواقع إنني دافعت عن خطه الأحمر بشأن سورية بدلاً منه»، في إشارة إلى العدوان الذي أمر بتنفيذه في منطقة الشعيرات. وقال ترامب: إنه «لا يحتاج إلى رسم الخطوط الحمراء ومن ثم انتظار انتهاكها من قبل بيونغ يانغ أو دمشق»، وهدد بـ«مواصلة استخدام القوة من دون تحذير مسبق».
وبدوره، قال وزير التجارة الأميركي ويبور روس: «عندما تم تقديم الحلويات (لضيوف ترامب)، أوضح الرئيس (الأميركي لنظيره الصيني تشي جيبينغ) أن هناك شيئاً يريد أن يبلغه به، وهو إطلاق 59 صاروخاً على سورية». وتبجح مضيفاً: «كان ذلك بمثابة حلويات ما بعد العشاء». وأضاف: «المهم أن تنظيم هذه التسلية لم يكلف الرئيس شيئاً».
وخلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية، علق بوتين على شكوى إحدى الصحفيات من أن الرئيس الروسي يمتلك تأثيراً أكبر من برلين، على الرئيس الأسد، بالقول: إن «الشعب السوري هو صاحب النفوذ الأكبر على رئيسه»، واعتبر، بحسب موقع «روسيا اليوم»، أن هذا «الشعب منقسم بشكل واضح، ويجب توفير الظروف المواتية لاستعادة وحدته».
وحدد مهمة الأطراف الخارجية مثل روسيا وغيرها من الدول الداعمة للهدنة في سورية، في خلق الظروف المناسبة لـ«توحيد صفوف السوريين، ووقف الأعمال العدائية»، وتوفير «ظروف للتعاون السياسي بين كافة القوى المتقاتلة» لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
وشدد بوتين قائلاً: «لا يمكن التوصل إلى حل في سورية إلا عبر الوسائل السلمية وتحت إشراف الأمم المتحدة»، راسماً خريطة طريق لذلك تمر عبر «الأمم المتحدة ومباحثات جنيف وأستانا». وأكد على الموقف الروسي الألماني القاضي بضرورة تكثيف المفاوضات السورية في جنيف وأستانا. وأضاف: «نعتقد أنه من الضروري تعزيز نظام وقف إطلاق النار، وسيعمل في هذا المضمار ممثلونا في أستانا مع الأطراف السورية، كما أنهم سيدعمون الاتصالات في إطار عملية جنيف».
وقبيل ساعات من مكالمة هاتفية مع ترامب، جامل بوتين واشنطن، معتبراً أنه من المستحيل «إيجاد حل فعال للقضية السورية من دون مساهمة أميركية». وقال: «لذلك، نحن على اتصال بالشركاء الأميركيين وسنواصل الاتصالات معهم»، وأعرب عن أمله في أن يتوصل الجانبان الروسي والأميركي إلى «تفاهم بشأن خطوات مشتركة» حيال الوضع في سورية.
وعبر عن إدانة بلاده أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سورية، مؤكداً أن روسيا تريد إجراء «تحقيق كامل وغير منحاز» في أحداث بلدة خان شيخون، وقال، وفق وكالة «رويترز»: «يجب الوصول إلى المذنبين ومعاقبتهم. لكن لا يمكن فعل هذا قبل تحقيق نزيه».
من جهتها، أكدت ميركل استعداد بلادها لبذل كل الجهود من أجل ضمان تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية والتمسك به، ووضعت بين يدي الزعيم الروسي مقترحاً يقضي بزيادة عدد الدول المشاركة في محادثات السلام السورية التي تدعمها روسيا، ما قد يوفر فرصة لاستئناف المفاوضات الرامية للتوصل لحل سياسي.
وأشار منسق الشؤون الروسية بالحكومة الألمانية غيرنوت إيرلر إلى أن هذا المقترح جاء نتيجة لـ«فشل جميع جهود السلام السابقة»، في إشارة إلى عمليتي جنيف وأستانا. وقال: «نتيجة لذلك ينبغي أن نفكر في شيء جديد. أعتقد أن الجانب الألماني ينبغي أن يسأل بوتين إن كان يمكنه تصور مشاركة المزيد من الدول في المفاوضات، على الأقل قد يوفر هذا فرصة لتنظيم عملية تفاوض».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن