رياضة

الديك الفصيح

| محمود قرقورا

ترتفع أسهم الديك الفرنسي الفصيح زين الدين زيدان يوماً بعد يوم في بورصة المدربين وها هو قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقب الليغا الغائب عن خزائن الملكي منذ 2012 كما أضحى على مشارف التتويج بالشامبيونزليغ للعام الثاني على التوالي وهذا لم يحققه أي نادٍ في المسمى الجديد للمسابقة.
قليلون هم الذين نجحوا لاعبين ومدربين لكن زيدان ينضم إلى هذه القلة القليلة التي نستذكر منها زاغالو وبيكنباور وكرويف ورايكارد وغوارديولا ومونوز وأنشيلوتي ونعتقد جازمين أن جملة من العوامل ساعدت زيدان:
فسيرته كلاعب لا أحد يطعن بها وكيف يكون ذلك مع لاعب فاز بكأس العالم وأمم أوروبا وكأس القارات ودوري الأبطال والسوبر الأوروبي والانتركونتينتال والكرة الذهبية؟
وهذه السيرة العطرة جعلت من زيزو صاحب شخصية وحضور أمام اللاعبين الذين يحلمون بالوصول إلى مستواه بمن فيهم أفضل لاعبي الملكي كريستيانو رونالدو وبناء عليه وجد النجم البرتغالي نفسه مكرهاً للانصياع لأوامر العقل المفكر الفرنسي الذي اعتمد سياسة التدوير بين جميع اللاعبين من منطلق أن النادي أكبر من أي لاعب، وهذه الأبجدية لم تكن مع مورينيو وأنشيلوتي وهذه السياسة أجبرت رونالدو على رفع مستواه كلما قل عطاؤه وتناقص مردوده.
عدم الالتفات لأي انتقاد ووضع إرهاصات الصحافة وراء ظهره، وما إصراره على الدفع بالمهاجم الفرنسي كريم بنزيما إلا تأكيد أنه الآمر الناهي في مطبخ القرار الملكي.
التخلص من عباءة النجم الأوحد وتحويل دكة البدلاء إلى سلاح فتاك بوجه الخصوم وحتى عندما تألق كريستيانو في الأدوار المتقدمة للشامبيونزليغ لم يجيَّر ذلك لكريستيانو وحده.
التتلمذ على يد مدربين كبار كلاعب ومدرب وآخرهم أنشيلوتي.
الكثيرون يرون أن عامل الحظ يحالفه كثيراً ومع قناعتنا بجدوى ذلك في عديد المباريات إلا أن الحظ جزء من اللعبة وتاريخياً لم يفز منتخب ما بكأس العالم وأمم أوروبا من دون عامل الحظ، وكلنا يتذكر ثلاثية اليونايتد التاريخية مع المدرب الأسطوري فيرغسون، حيث ما كان ليحقق أي لقب من الألقاب الثلاثة، لولا الحظ غير العادي سواء في نهائي الشامبيونزليغ أم نصف نهائي الكأس حينها بمواجهة آرسنال أو الخدمة الجليلة التي قدمها له ليدز في الأسبوع قبل الأخير من الدوري عندما هزم آرسنال.
ما هو مؤكد أن المخاوف على فشل زيزو كمدرب بُددت ولو أن الاعتزال مع نهاية الموسم فسيذكره التاريخ إلى الأبد بأنه يستحق مكاناً في الغرفة الأعلى لقصر العظماء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن