سورية

بوتين وترامب يتناقشان بشأن إقامة «مناطق آمنة» في سورية

| الوطن – وكالات

في مسعى روسي لتهدئة التوتر على الساحة السورية بعد العدوان الأميركي على مطار الشعيرات بريف حمص، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الرئيس الأميركي دونالد ترمب جملة أفكار بشأن سورية، حيث ناقش الزعيمان إقامة مناطق آمنة للاجئين في هذا البلد.
وتهدد السياسة الأميركية في المنطقة بمحاصرة النفوذ الروسي الناشئ، كما أن إصرار واشنطن على المضي قدماً في عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش في شرق سورية من دون مشاركة أي طرف دولي أو إقليمي تقلق الروس خصوصاً أن تلك المنطقة تضم مناطق الإنتاج النفطي والزراعي في سورية.
وسربت دوائر سورية وروسية مؤخراً أنباء عن مشاريع أميركية لاقتحام قوات خاصة بريطانية وأميركية وأردنية الأراضي السورية من درعا بذريعة محاربة داعش في حوض اليرموك وصولاً إلى البادية الشامية ومناطق جنوب دير الزور وبالأخص الميادين والتنف والبوكمال. وخاب ظن موسكو في ترامب الذي انقلب على دعواته إلى التحالف مع روسيا للتصدي للإرهابيين في الشرق الأوسط، واستبدل تحت ضغط المؤسستين الأمنية والعسكرية في واشنطن، مايكل فلين بهيربرت ماكماستر مستشاراً للأمن القومي. وماكماستر معروف بتوجهاته المعادية لروسيا. وذكرت مصادر إعلامية أميركية مرموقة أن هذا الأخير هو العامل الأساسي في اتخاذ قرار العدوان الأميركي على مطار الشعيرات. ولاحقاً، عملت الدبلوماسية الأميركية على تثمير ضربة الشعيرات سياسياً من عرض خطة لتسوية الأزمة السورية بعيداً عن القرار الدولي 2254، كما أعادت فتح النقاش بشأن مصير الرئيس بشار الأسد وبقائه في السلطة. وفي المقابل تمسكت موسكو بهذا القرار كأساس وحيد لتسوية الوضع في سورية.
وتحدث الزعيمان هاتفياً للمرة الأولى منذ توتر العلاقات الأميركية الروسية جراء العدوان الأميركي على مطار الشعيرات بريف حمص، ووضع الزعيمان الأساس لما قد يكون أول اجتماع مباشر بينهما في شهر تموز المقبل.
وأشارت بيانات من الكرملين والبيت الأبيض إلى أن الزعيمين أجريا محادثة بناءة شملت أيضاً الوضع المتفجر في شبه الجزيرة الكورية والحرب على الإرهابيين في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال الكرملين في بيانه، بحسب موقع «روسيا اليوم»: «ناقش الزعيمان.. عدداً من القضايا الراهنة للتعاون الثنائي على الساحة الدولية.. وركزا على آفاق تنسيق الإجراءات الروسية الأميركية في مكافحة الإرهاب الدولي على المدى البعيد، في سياق الأزمة السورية»، ولفت إلى اتفاق بوتين وترامب على تكثيف الحوار بين وزيري خارجية البلدين لإيجاد خيارات تسمح بتثبيت وقف إطلاق النار، وإعطائه الاستقرار وذلك بهدف «خلق ظروف لإطلاق عملية تسوية حقيقية في سورية»، واستطرد شارحاً: «هذا يعني أن وزيري خارجية البلدين يطلعان القائدين أولا بأول حول التقدم المحرز في هذا الاتجاه».
وسبق الاتصال ما بين بوتين وترامب، مكالمة هاتفية بين وزيري خارجيتيهما سيرغي لافروف وريكس تيلرسون، أثمر عن رفع واشنطن مستوى تمثيلها في محادثات أستانا السورية، وعن اتفاقهما على اللقاء في آلاسكا قريباً.
وأكد البيان الروسي، أن بوتين وترامب اتفقا على «إرساء تعاون يركز على الحلول الدبلوماسية لتسوية شاملة للمشاكل». وفيما يخص اللقاءات المستقبلية بين الزعيمين، أعرب كلا الرئيسين عن ترحيبه بعقد لقاء شخصي على هامش قمة الـ20 المزمع عقدها تموز المقبل في مدينة هامبورغ الألمانية.
وشرح مسؤول كبير بإدارة ترامب، لوكالة «رويترز» للأنباء، أن الاتصال الهاتفي جاء بناء على طلب من بوتين، ووصف الاتصال بأنه مسعى لطرح أفكار الزعيم الروسي حول سورية.
وقال البيت الأبيض في بيانه، وفقاً لـ«رويترز»: إن الزعيمين اتفقا على أن «جميع الأطراف ينبغي أن تفعل ما في وسعها لإنهاء العنف» في سورية. وأضاف البيان: «المحادثة كانت جيدة للغاية وشملت نقاشاً بشأن مناطق آمنة… لتحقيق سلام دائم لأغراض إنسانية والكثير من الاعتبارات الأخرى».
وخلال حملته الرئاسية العام الماضي، دأب ترامب على القول إنه يرغب في إقامة مناطق آمنة للاجئين السوريين تتكفل بنفقاتها دول الخليج لئلا تكون هناك حاجة للاجئين للانتقال إلى أماكن أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة. كما عبر أيضاً خلال حملة الانتخابات عن رغبته في إقامة تحالف أميركي مع روسيا لقتال المتشددين الإسلاميين وهو هدف لم يتحقق منذ توليه السلطة في 20 كانون الثاني الماضي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن