سورية

عبد المجيد: البدء بتنفيذ «اتفاق البلدات الأربع» في اليرموك اليوم

| الوطن

كشف أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد عن تأجيل البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من «اتفاق البلدات الأربع» (الفوعة كفريا – الزبداني مضايا) في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، أمس، إلى اليوم وذلك لأسباب «إدارية ولوجستية»، بعد أنباء عن بدء العملية بخروج مصابين ومرافقين لهم إلى شمال البلاد. وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عبد المجيد: «تأجلت عملية إخراج المصابين والمرضى من جبهة النصرة ومرافقين لهم إلى الغد «اليوم الإثنين» والسبب إداري ولوجستي».
وأكد عبد المجيد الذي يشغل أيضاً منصب أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن العملية ستبدأ الإثنين بخروج نحو 50 ما بين مصاب ومريض ومرافق. وأوضح أنه و«بعد أيام من خروج المصابين والمرضى ستبدأ عملية خروج المقاتلين وعائلاتهم» إلى إدلب.
ولفت عبد المجيد إلى أن ترتيبات ما بعد انسحاب «النصرة» من اليرموك فيما يتعلق والمنطقة التي كانت تسيطر عليها تتعلق بخطط الجيش العربي السوري والفصائل الفلسطينية.
وفي وقت سابق من يوم أمس أفاد صفحة «الإعلام الحربي المركزي» في موقع «فيسبوك» عن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من «اتفاق البلدات الأربعة» الذي يقضي بإخراج جرحى مسلحي «النصرة» من اليرموك باتجاه مدينة إدلب بالإضافة إلى بعض المرافقين والذي وصل عددهم إلى خمسين مسلحا. في حين نقلت مواقع إلكترونية عن مصادر سورية: قولها «بدأت منذ صباح اليوم (الأحد) عملية خروج 19 مواطناً وصفت حالتهم بالحرجة من كفريا والفوعة في إدلب المحاصرتين من قبل التنظيمات المسلحة مقابل خروج 19 مسلحاً من مخيم اليرموك باتجاه إدلب».
وشهدت «الوطن» قبل ظهر أمس تواجد سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري وعدد من الباصات الخضراء على مدخل المخيم الشمالي. وأفاد شهود عيان في وقت لاحق بأن الباصات الخضراء غادرت المكان من دون أن تقل أحداً.
واستكمل في العشرين من الشهر الماضي تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق البلدات الأربع بإجلاء 8200 شخص من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين في ريف إدلب الشمالي والمحاصرتين من قبل «النصرة» وميليشيات مسلحة متحالفة معها، في حين خرج مسلحو مدينة الزبداني وبلدة مضايا الواقعتين بريف دمشق الشمالي الغربي، على أن يتم بعد 60 يوميا تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق والمتضمنة إجلاء 8200 من أهالي الفوعة وكفريا مقابل خروج «النصرة» من اليرموك.
ويسيطر تنظيم داعش على كامل مدينة الحجر الأسود المجاورة للمخيم من الجهة الجنوبية. وبعد معارك عنيفة مع «النصرة» في نيسان العام الماضي بات يسيطر على نحو 80% من المساحة التي كان يتقاسم مع الأخيرة السيطرة عليها في اليرموك. كما يسيطر تحالف الفصائل الفلسطينية على المنطقة الممتدة من ساحة الريجة حتى مدخل المخيم الشمالي. وتقع منطقة سيطرة «النصرة» في وسط المخيم وتمتد من جامع الوسيم جنوباً وحتى ساحة الريجة شمالاً حيث يسيطر داعش جنوباً، ومن شارع جلال كعوش شرقاً وحتى المحكمة غرباً، ويطلق على تلك المنطقة «المربع الأمني» الخاص بـ«النصرة».
من جانبه في تصريح لـ«الوطن»، قال أمين سر حركة «فتح» في سورية عدنان إبراهيم، فيما يتعلق بالجهة التي ستشغل منطقة سيطرة «النصرة» بعد انسحابها: «نحن مقرون بالمطلق أن السيادة في المخيم يجب أن تكون في كل اللحظات على الدوام لسورية ولجيشها العربي السوري الصامد البطل».
وأضاف: «حسب المعلومات التي لدينا فإن قوات الجيش والأجهزة الأمنية الرسمية هي من ستكون في المخيم ونحن أكدنا علناً وسراً أننا نحن كفصائل فلسطينية جاهزون إذا طلب منا أن نكون قوى شرطية للمساعدة على تحقيق السلم الأهلي وللدفاع إن حدث أي تجاوز من الجوار ليس لدينا مانع ونحن جاهزون للمشاركة».
وكشف عبد المجيد قبل أيام لـ«الوطن» عن أن داعش يحاول التخريب على «اتفاق البلدات الأربع»، الذي يتضمن خروج «النصرة» من المخيم، ورأى أن الأخيرة لن تتراجع عن الاتفاق لأنها «ضعيفة وتبحث عن مخرج».
وقال حينها: «في اليومين الماضيين شن داعش هجوماً عنيفاً على «النصرة» في مناطق سيطرتها ودارت معارك طاحنة»، واعتبر أن السبب وراء هجوم داعش هو أنه يريد «التخريب على اتفاق البلدات الأربع ومنع «النصرة» من الانسحاب إذا كانت المناطق التي تسيطر عليها ستعود السيطرة عليها للدولة السورية والفصائل الفلسطينية».
وترى مصادر مراقبة، أن التعجيل بتنفيذ الشق الثاني من «اتفاق البلدات الأربعة» في اليرموك يرمي إلى عدم الفسح في المجال لداعش للسيطرة على المنطقة التي ستنسحب منها «النصرة».
وبحسب تقديرات مصادر مراقبة، فإن عدد مقاتلي «النصرة» في اليرموك وأغلبيتهم من الجنسية الفلسطينية هو ما بين 170 إلى 200 مقاتل ومع أفراد عائلاتهم يمكن أن يصل الرقم إلى 1000، لكن مصادر أخرى ذكرت أن ميليشيات مسلحة فلسطينية أخرى في اليرموك مثل «القراعين» ويبلغ عدد مقاتليها ما بين 50 إلى 70 و«السراحين» ويصل عدد مقاتليها إلى نحو 50 تريد الخروج مع «النصرة»، إضافة إلى مقاتلين آخرين متواجدين في بلدات يلدا ببيلا بيت سحم المجاورة للمخيم من الجهة الجنوبية الشرقية، ويعتقد أنهم من بقايا «كتائب أكناف بيت المقدس» التي كان يتزعمها المدعو أبو أحمد المشير مسؤول فريق مرافقة الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عندما كان في سورية.
وجرى تصفية «الأكناف» في المخيم والتي كانت تعد نحو 250 مقاتلاً من قبل داعش و«النصرة» قبل أن يقوم الأخير بالانقلاب على «النصرة» في اليرموك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن