رياضة

الحلقة الأضعف!

| غانم محمد

لا أعرف لماذا عندما أنوي الحديث عن أي مدرب في كرة القدم تقفز إلى ذهني صورة (الكاتب) وما يقال عن هذا يصحّ أن يقال عن ذاك..
عندما تكون مسيرة أي فريق جيدة من النادر أن يُذكر اسم المدرب، فالفوز هنا يتقاسمه اللاعبون الذين (يبذلون كل ما عندهم) والإدارة التي ذللت كل الصعاب ووضعت (كل إمكانياتها وخبرتها) وخططت لهذا النجاح، والجمهور الذي لم يتخلَّ يوماً عن تشجيع الفريق، وفي حال تعثّر الفريق فإن كل العوامل السابقة تتحول إلى أدوات إدانة لمدرب الفريق الذي لم يعرف توظيفها وبالتالي وعلى مبدأ (كش ملك) يكون هو الحلقة الأضعف الذي يجب أن يغادر الفريق.
مرحلة الذهاب طحنت العديد من المدربين ومعظمهم لا يتحمّل مسؤولية النتائج التي يحققها الفريق لأن ظروف الفرق ودون استثناء ليست مثالية ولن يكون هناك أي فريق خارج طعم الخسارة..
إقالة أو استقالة مدرب فريق الجيش الكابتن أنس مخلوف هي المثال الأقرب والأكثر وضوحاً، فهو – أي المخلوف- كان في يوم ما هو البطل وهو الأقرب لفهم إمكانيات لاعبي فريق الجيش وفجأة أصبح مسؤولاً وحيداً عن خروج الفريق من تمهيدي دوري أبطال العرب ومن الدور الأول لكأس الاتحاد الآسيوي، وأتساءل هنا: لو جرت الأمور بالعكس، أي لو تأهل الجيش على حساب خروج الوحدة هل كان سيحدث في نادي الوحدة مثلما حدث في فريق الجيش؟
لا أريد جواباً عن السؤال لأنه بالأساس تمهيد لما يجب قوله وهو ضرورة العمل على توفير الاستقرار الإداري والفني لفرقنا حتى تتمكن من تطوير أدائها، إذ كيف سيغامر أي مدرب بوضع خطط تطويرية وهو مهدد تحت ضغط أي خسارة بالإقالة؟
ما دامت النتائج فقط هي معيار بقاء المدرب أو رحيله فإن كل المدربين في الأندية وفي المنتخبات ستعمل وفقها وبالتالي لن تتطور كرتنا وإن تحسّنت نتائجها..
أعود إلى ما بدأت به، والمقارنة بين المدرب والكاتب، فعند الأخير (الكاتب) أيضاً كل شيء مغموس بالظلم إذ يشيدون باللحن أو بالإخراج وبمستوى الممثلين أو صوت المغنين أما المدرب (عفواً الكاتب) فلا أحد يذكره إلا إذا كان النص الغنائي أو الدرامي ضعيفاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن