سورية

خروج جرحى ومصابي جبهة النصرة من مخيم اليرموك … عبد المجيد: عودة الأهالي بعد إخلاء المنطقة الجنوبية من المسلحين

| الوطن

بدأ أمس تنفيذ المرحلة الثانية من «اتفاق البلدات الأربعة» (الفوعة كفريا – الزبداني مضايا) في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، بخروج نحو 25 مصاباً ومريضاً من جبهة النصرة الإرهابية وعائلاتهم إلى شمال البلاد، على أن يبدأ خروج مسلحين الجبهة بعد أسبوع.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد: «خرج اليوم (الاثنين) عدد من الجرحى والمرضى من جبهة النصرة وهم نحو 25 عنصرا وعائلاتهم بسبع سيارات إسعاف»، وذلك بعد أن كان من المقرر أن تبدأ العملية الأحد إلا أنه تم تأجيلها لأسباب «إدراية ولوجستية». وكشف عبد المجيد الذي يشغل أيضاً منصب أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أنه «بعد أسبوع سيتم تنفيذ المرحلة الثانية من خروج مسلحي جبهة النصرة الذين لا يتجاوز عددهم الـ170 مسلحا وعدد أفراد عائلاتهم 200 فرد».
واستكمل في العشرين من الشهر الماضي تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق البلدات الأربع بإجلاء 8200 شخص من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين في ريف إدلب الشمالي والمحاصرتين من قبل «النصرة» وميليشيات مسلحة متحالفة معها، في حين خرج مسلحو مدينة الزبداني وبلدة مضايا الواقعتين بريف دمشق الشمالي الغربي، على أن يتم بعد 60 يومياً تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق والمتضمنة إجلاء 8200 من أهالي الفوعة وكفريا مقابل خروج «النصرة» من اليرموك.
وتحدثت مصادر مراقبة عن أن ميليشيات مسلحة فلسطينية أخرى في اليرموك مثل «القراعين» ويبلغ عدد مقاتليها ما بين 50 إلى 70 و«السراحين» ويصل عدد مقاتليها إلى نحو 50 تريد الخروج مع «النصرة»، إضافة إلى مقاتلين آخرين متواجدين في بلدات يلدا ببيلا بيت سحم المجاورة للمخيم من الجهة الجنوبية الشرقية، ويعتقد أنهم من بقايا «كتائب أكناف بيت المقدس» التي كان يتزعمها المدعو أبو أحمد المشير مسؤول فريق مرافقة الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عندما كان في سورية.
وجرى تصفية «الأكناف» في المخيم والتي كان فيها نحو 250 مقاتلاً من قبل داعش و«النصرة» قبل أن يقوم الأخير بالانقلاب على «النصرة» في اليرموك.
وحول هذا الأمر قال عبد المجيد: «لغاية الآن ليس واضح» هذا الأمر، مشيراً أيضاً إلى أنه ليس من الواضح أن كان المسلحون سيخرجون على «دفعة أو دفعتين أو ثلاث وهذا الأمر مرتبط باتفاق البلدات الأربع ومدى الالتزام (الطرف الآخر) بإخراج الجرحى والناس والمرضى من كفريا والفوعة وعلى ضوء ما يتم من تنفيذ اتفاق البلدات الأربع سيتم الأسبوع القادم تنفيذ المرحلة الثانية من خروج النصرة من اليرموك». ويسيطر تنظيم داعش على كامل مدينة الحجر الأسود المجاورة للمخيم من الجهة الجنوبية. وبعد معارك عنيفة مع «النصرة» في نيسان العام الماضي بات يسيطر على نحو 80% من المساحة التي كان يتقاسم مع الأخيرة السيطرة عليها في اليرموك. كما يسيطر تحالف الفصائل الفلسطينية على المنطقة الممتدة من ساحة الريجة حتى مدخل المخيم الشمالي. وتقع منطقة سيطرة «النصرة» في وسط المخيم وتمتد من جامع الوسيم جنوباً حتى ساحة الريجة شمالاً حيث يسيطر داعش جنوباً، ومن شارع جلال كعوش شرقاً حتى المحكمة غرباً، ويطلق على تلك المنطقة «المربع الأمني» الخاص بـ«النصرة».
وإن كانت هناك إمكانية لعودة الأهالي إلى منازلهم في المناطق التي ستنسحب منها النصرة والمناطق التي تسيطر عليها الفصائل الفلسطينية على اعتبار أن هاتين المنطقتين تعادلان نصف مساحة المخيم تقريباً، قال عبد المجيد: «هذا الوضع سابق لأوانه لأنه لا يمكن أن يتم بحث هذه المواضيع أو ترتيبات لهذه المواضيع إلا بعد خروج داعش من المنطقة بالكامل».
وأوضح أن «التنسيق جار من أجل إخراج المسلحين الآن وبعد ذلك الدولة والبلدية والفصائل ستقوم بدورها ونحن نعمل مع الجهات المختصة من أجل عودة الأهالي، لكن دون خروج داعش لا يوجد إمكانية لعودة الأهالي».
وإن كان يعتقد أن مسألة معالجة داعش في المنطقة الجنوبية من دمشق ستكون صعبة قال عبد المجيد: «ستكون سهلة. هناك بعض الشخصيات تقوم باتصالات من أجل محاولة ترتيب تنفيذ الاتفاق القديم والاحتمال أنه وبعد الانتهاء من جبهة النصرة يبدأ البحث في ترتيبات خروج داعش».
وتعثر في نهاية كانون الأول 2015 تنفيذ اتفاق غير مسبوق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم داعش من الحجر الأسود واليرموك وحي القدم من العاصمة غداة مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن