من دفتر الوطن

نرقص مع الحياة أم نلاكمها!!

| عبد الفتاح العوض 

كيف يواجه السوريون صعوبات حياتهم الآن؟
السؤال من صديق غير سوري.
ربما وجد نفسه يبرر السؤال بالقول. قال: أنتم تعيشون في قاع هرم «ماسلو» السوريون لديهم مشكلات في الاحتياجات الفيزيولوجية والأمان الاجتماعي، أما عن حاجات تقدير الذات فهذه من الرفاهيات.
لا شك أن ما قاله الصديق فيه كثير من الحقيقة.
جوابي السريع كان أننا في حلبة ملاكمة مع الحياة لأنهي نقاشاً غير مفيد وإن كان يفتح مواجع كثيرة!
لا أدري إذا كنت عبرت عن نفسي أم إن المسألة تكاد تكون عامة؟ فمعظم السوريين الآن يصارعون في حياتهم للحصول على الاحتياجات الرئيسية في حياتهم. صحيح الأمان هو أكثر شيء كنا ننعم به وهو أكثر شيء نفتقده الآن، لكن بالتوازي حصل كثير من النواقص في حياة السوريين جعلت حياتهم تشبه «الملاكمة» التي لا أفضل تسميتها «لعبة ولا رياضة!» فهي «عنف» بغيض، وحتى منشأ لعبة الملاكمة كان من «العبيد» الذين عانوا ذل العبودية وقهر الأسياد حتى إن أبطال العالم أغلبهم من أصول إفريقية.
بينما أنت تتابع حياة كثير من الدول الأخرى في غير منطقتنا فإن مواطنيها يراقصون الحياة.
وفرق كبير بين أن ترقص مع الحياة أو تلاكمها.
الرقص مع الحياة هو الشعور بالانسجام معها، تنتقل من خطوة إلى أخرى بجذل وخفة ومتعة، وعندما تلاكم الحياة وبالأصح تتلقى لكماتها فلا تحصد غير الألم.
المواطن السوري وهو يلاكم الحياة يشبه شارلي شابلن في «أضواء المدينة» عندما عشق بائعة زهور ضريرة وامتهن الملاكمة كي يعتاش منها مع عشقه، أو يشبه نهاد قلعي عندما «ورطه» دريد لحام في ملاكمة مع محترفين.
التعامل مع الحياة كما لو كانت حلبة ملاكمة تعني أن تخرج من الحلبة خاسراً أو رابحاً، وبالتالي عليك أن تربح ومن عوامل نجاح الملاكم هو قدرته على تحمل الألم، وفي حياتنا كثير من تحمل الألم، بينما الرقص انسجام مع الآخر، أو مع نفسك!
على أي حال الرقص ارتبط بقضايا كثيرة لكن من جماليات التصوف رقصة «المولوية» المعروفة لجلال الدين الرومي. واسمها مأخوذ من «مولانا»، بينما الرقص بشكل عام كان محاكاة الطيور والحيوانات كحيلة للصيد، ثم أصبح طقساً دينياً وبعدها ارتبط بالمناسبات الفرحة والحزينة «رقصت لوبين بعد خسارتها بالانتخابات الفرنسية».
ثم أصبح له أكاديميات للعلاج بالرقص، على حين لدينا أكاديميات للرقص الشرقي والرقص على الحبال!
وللتذكير فإن رقصة «زوربا» أصبحت من الشهرة لدرجة يمكن اعتبارها أسلوباً في التعامل مع الحياة.
قبل أيام كان مايك تايسون الملاكم المشهور بدبي ليفتتح نادياً رياضياً فسأله المذيع إن لم يكن ملاكماً فماذا يكون؟ فقال له تايسون لو لم أكن ملاكماً لكنت لصاً!
يبدو أننا نلاكم الحياة كي لا نكون لصوصاً!
أقوال:
• طر مثل فراشة، والسع مثل نحلة.
• إذا كان عقلي يستطيع أن يتخيل شيئاً، وقلبي يستطيع أن يصدقه فهذا يعني أنني يمكن أن أحققه.
• إذا كان بإمكانهم استخراج البنسلين من الخبز المتعفن بالتأكيد يمكنك أن تحقق شيئاً من نفسك.
• الجبناء يهربون من الخطر، والخطر يهرب من الشجعان.
• شيء مدهش أن يصل الإنسان بخيبته وفجائعه حد الرقص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن