عربي ودولي

سوريون وفلسطينيون يقدمون «مذكرة احتجاج» للصليب الأحمر تضامناً مع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال … غاسر: ازدياد عدد الأسرى الذين نقلوا إلى المشافي مؤخراً

| سامر ضاحي

استمراراً لرفع الصوت عالياً من أجل فضح الممارسات العنصرية البغيضة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين والسوريين، المضربين عن الطعام منذ 17 نيسان الماضي، نظم العشرات من الفلسطينيين والسوريين وقفة تضامنية مع الأسرى أمام بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدمشق وقدموا «رسالة احتجاج» لرئيسة البعثة ماريان غاسر، دعوا فيها المنظمة «للتدخل العاجل وممارسة أعلى الضغوط لتحميل حكام إسرائيل مسؤولية ما يترتب على هذه الجرائم من تداعيات»، على حين اعتبرت غاسر أن فلسطين «أرض محتلة»، وكشفت عن ازدياد عدد الأسرى الذين نقلوا إلى المشافي في الفترة الأخيرة.
ومع ساعات الصباح تجمع العشرات من ممثلي وكوادر الفصائل الفلسطينية والقوى السورية والعربية في ساحة الروضة وسط دمشق وألقيت عدة كلمات أكدت الوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين، على حين تلا أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة «فتح الانتفاضة» عدلي الخطيب أبو فاخر، نص رسالة احتجاج سلمها بعد ذلك الأسير السابق علي يونس لغاسر أمام مقر البعثة.
وشكرت غاسر المشاركين لقدومهم، وقالت: «أؤكد لكم اهتمامنا كلجنة دولية للصليب الأحمر بالإخوة الأسرى الفلسطينيين تماما كاهتمامكم بهم»، مشيرة إلى أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي المحتلة قامت بالفعل برفع عدد زياراتها إلى الأسرى الفلسطينيين وخصوصاً في المشافي بسبب ازدياد عددهم في الفترة الأخيرة»، وأكدت أن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس جاك دي مايو «على تواصل دائم وبشكل يومي مع السلطات الإسرائيلية فيما يتعلق بملف الأسرى الفلسطينيين». وأضافت: «سوف أرسل مباشرة الآن نسخة عن رسالتكم إلى مقرنا الرئيسي في جنيف لزيادة الضغط وتأكيد أهمية مبادرتكم الكريمة وقدومكم إلى هنا».
ورداً على سؤال لـ«الوطن» حول عدد حالات الأسرى التي زارها الصليب الأحمر في المشافي، قالت غاسر: «ليس هنالك عدد ولكن نحن نزور في الأراضي المحتلة ليس فقط المشافي بل أيضاً مراكز الاعتقال والسجون أيضاً.. وبعض الأسرى الذين يذهبون للمشافي يذهبون فقط لإجراء بعض الفحوص الطبية ويعودون في اليوم نفسه».
وكان يونس، طالب غاسر خلال تسليمها الرسالة «بالقيام بمسؤولياتكم التي تنص عليها المواثيق والقوانين الدولية وبزيارة الأسرى وعلى الأخص عميد الأسرى السوريين صدقي سليمان المقت الذي يضرب عن الطعام منذ 23 يوماً ومنع أهله من زيارته في معتقل جلبوع في فلسطين المحتلة».
وجاء في نص الرسالة: «مذكرة تضامن واحتجاج عبركم (الصليب الأحمر) إلى منظمة الأمم المتحدة وجميع المحافل والمؤسسات الدولية الملتزمة بحقوق الإنسان وحقوق الأسير شجباً واستنكاراً لما يتعرض له الأسرى الأبطال من ممارسات عدوانية وعنصرية بغيضة».
ولفتت الرسالة إلى تحضيرات تجريها «الأجهزة الصهيونية للقيام بالتغذية القسرية لهؤلاء الأسرى المضربين بما يخالف مبادئ القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان ومواقف إعلاني طوكيو ومالطا الصادرين عن اتحاد الأطباء العالمي والمتوافقة مع مواقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ما يعرض حياة الأسرى للخطر الشديد».
وعبرت الرسالة عن «سخط وغضب الجماهير المحتشدة من هذه الممارسات الإجرامية»، ودعت المنظمة إلى «التدخل العاجل وممارسة أعلى الضغوط للقيام بحملة واسعة لفضح هذه الممارسات البغيضة وتحميل حكام إسرائيل مسؤولية ما يترتب على هذه الجرائم من تداعيات». كما دعت إلى «أوسع إدانة واستنكار للأعمال الوحشية لقوى الإرهاب الأسود التي تستهدف سورية وإدانة الجهات التي تقف وراءهم ونحملهم المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب المرتكبة في سورية وندعو عبركم كافة المحافل والهيئات الدولية المختصة إلى ملاحقة مجرمي هذه الحرب العدوانية التي تستهدف سورية الدولة والشعب».
السفير اليمني بدمشق نايف القانص بدوره كان من المشاركين في الوقفة، وقال لـ«الوطن»: إن مشاركتنا اليوم من أقدس الواجبات القومية بالوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وهناك تجاوز لكل الأنظمة الدولية التي تتحدث عن حق الأسير بعد 14 يوماً من الإضراب أن يتم إطلاقه.
وأضاف: كنت أتمنى أن أرى كل السفراء العرب موجودين في هذه الوقفة إلى جانب الجماهير لأن هذه هي القضية الجوهرية والمركزية للأمة العربية وإذا لم ننتصر لهذه القضية لن ننتصر لذاتنا ولن ننتصر لأمتنا وسنظل بهذا الوضع السيئ لأن ترك فلسطين في هذه الفترة وبهذا الوضع هو الذي أوصل الأمة إلى ما وصلت إليه».
بدوره وفي تصريح لـ«الوطن» وصف مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي الوقفة بأنها «استمرار لرفع الصوت عالياً ليصل صداه إلى العالم كله من أجل الضغط على هذا الكيان العنصري لتلبية مطالب الأسرى»، بينما قال أبو فاخر في تصريح مماثل لـ«الوطن»: إن «هذا نشاط سياسي وإعلامي ومخاطبة للرأي العام العالمي لفضح ممارسات العدو الصهيوني بغض النظر إن استجاب العدو أو لم يستجب». وأضاف: «في النهاية العدو الصهيوني سيرضخ لإرادة الأسرى كما رضخ في إضرابات سابقة والمهم الالتفاف الشعبي الفلسطيني والعربي حول الأسرى المضربين عن الطعام».
رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني رئيس الوزراء الأسبق محمد مصطفى ميرو، أكد لـ«الوطن»، أهمية المشاركة في الوقفة «للتأكيد على التضامن بين سورية وفلسطين وأن المعركة واحدة، ففيما تخوض سورية معركة على الإرهاب التكفيري تخوض فلسطين معركة على الإرهاب الصهيوني ومرجعيتهم واحدة وهي التكفير الإسلامي الذي خان كل العهود ودعم الاعتداء على سورية وجلب المرتزقة من كل أنحاء العالم لتحارب ضد سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن