عربي ودولي

قمة أوروبية لمنطقة اليورو اليوم.. ووزير المالية اليوناني يعلن استقالته..بوتين يؤكد دعم بلاده للشعب اليوناني.. وبرلين تعتبر أن تسيبراس «قطع آخر الجسور» بين اليونان وأوروبا

يعيش اليونانيون تحت وطأة التقشف منذ نحو خمسة أعوام، هذه السياسة كانت كفيلة في زيادة البطالة وتعثر الاقتصاد، لتأتي نتيجة الاستفتاء لتقوي شروط رئيس الحكومة اليوناني ألكسيس تسيبراس في المفاوضات مع الدول الأوروبية.
عدة سيناريوهات مطروحة في المرحلة المقبلة، على رأسها إجراء مفاوضات بين اليونان والاتحاد الأوروبي، وإذا فشلت هذه المفاوضات، بحسب مراقبين فلا خيار أمام تسيبراس سوى الخروج من منطقة اليورو، وربما تشكيل تحالفات جديدة مع دول كروسيا والصين، خروج سيدخل اليونانيين في ضغوط وأزمات اقتصادية لبعض الوقت، لكنه في المقابل سيصيب منطقة اليورو بتخبط في أسعار العملة الأوروبية الموحدة والبورصة، إضافة إلى تهديد الاستثمارات الأوروبية في اليونان، واحتمال خسارة منطقة اليورو دولاً أوروبية أخرى، وهذا الاحتمال يعززه خروج التظاهرات في إسبانيا تضامناً مع نتائج الاستفتاء في اليونان، ورفضاً للتقشف. أما في البرتغال فحذر الحزب الاشتراكي مما وصفه «الآثار الممكنة لزلزال يوناني على البرتغال».
وأكد رئيس الحكومة اليوناني ألكسيس تسيبراس أن نتيجة الاستفتاء الرافضة لخطط الدائنين لا تعني قطيعة مع الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن الاستفتاء الذي رفض الناخبون اليونانيون فيه بأغلبية شروط مقرضي أثينا، أظهر أنه «لا يجوز ابتزاز الديمقراطية»، على حد تعبيره. بينما أعلن زعيم المعارضة اليمينية استقالته من زعامة الحزب، نتيجة دفعت الاتحاد الأوروبي إلى الدعوة إلى قمة طارئة غداً، وسرعان ما سجل اليورو تراجعاً في حين نزل رافضو سياسة التقشف إلى الشوارع احتفاء بنتيجة الاستفتاء.
من جانبه قدم وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس استقالته، بعد يوم من رفض أغلبية اليونانيين في الاستفتاء الشروط المجحفة بحقهم التي اقترحها المقرضون مقابل الاستمرار في تقديم الدعم المالي.
وأوضح فاروفاكيس سبب استقالته على مدونته الإلكترونية أنه «بعيد إعلان نتائج الاستفتاء تبلغت بأن بعض أعضاء مجموعة اليورو والشركاء… يفضلون غيابي عن الاجتماعات، وهي فكرة رأى رئيس الوزراء (ألكسيس تسيبراس) أنها قد تكون مفيدة من أجل التوصل إلى اتفاق. ولهذا السبب أغادر وزارة المالية اليوم (أمس)». ورأى الوزير المستقيل أن نتيجة الاستفتاء الذي فاز به المعارضون لشروط المقرضين بنسبة 61.31% لها «قيمة مهمة.. مثل كل المعارك من أجل الحقوق الديمقراطية». وأضاف فاروفاكيس: إن «الشرعية الكبيرة التي منحت لحكومتنا» يجب «توظيفها على الفور في «نعم» لحل مناسب»، داعيا إلى اتفاق يتضمن «إعادة جدولة للدين وتخفيف للتقشف وإعادة توزيع لصالح الأكثر فقرا وإصلاحات حقيقية».
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، دعوا الأحد إلى عقد قمة أوروبية بشأن اليونان، وفق ما أوردت الحكومة الألمانية في بيان.
وجاء في بيان الحكومة الألمانية، أن ميركل وهولاند تباحثا هاتفياً الملف اليوني، في أعقاب الإعلان عن نتائج الاستفتاء بشأن خطة الإنقاذ المالية، مشيراً إلى أنهما اتفقا على وجوب احترام نتيجة تصويت اليونانيين. وأضاف البيان: إن المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي أعربا عن تأييدهما للدعوة لعقد قمة لقادة منطقة اليورو اليوم الثلاثاء وأبلغا رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك بذلك، بحسب مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية. ومن الجانب الأوروبي، الإجابة بلا تعني وفق مراقبين، ضربة كبيرة وهزة للاتحاد وعملته الموحدة، ما قد يمهد لخروج اليونان من منطقة اليورو، وهو أمر إن حصل سيعد سابقة تثير قلق حكومات أوروبية أخرى تئن تحت وطأة الديون، كإسبانيا وإيطاليا والبرتغال، كما أنه قد يزعزع استقرار الاقتصاد العالمي والأسواق المالية.
ومن جانبه ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس نتائج الاستفتاء الذي جرى في اليونان الأحد. وقال المكتب الصحفي للكرملين في بيان له إن بوتين أعرب عن دعمه للشعب اليوناني في مواجهة المصاعب التي تمر بها اليونان. وجرت هذه المكالمة بمبادرة من الجانب اليوناني.
وجاء في البيان: «نوقشت نتائج الاستفتاء الذي جرى في اليونان، وشروط تقديم الدعم المالي من المقرضين الدوليين لأثينا، وكذلك بعض مسائل مواصلة تطوير التعاون الثنائي بين روسيا واليونان».
وكان السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف قد صرح في وقت سابق بأن الكرملين يحترم نتائج الاستفتاء في اليونان ويتابع باهتمام شديد تطور الأوضاع، قائلاً: «نتمنى لشركائنا اليونانيين التوصل في أسرع وقت ممكن لحل وسط ضروري مع الدائنين واتخاذ القرارات التي ستساهم بأحسن حال في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لهذا البلد».
كما اعتبر الكرملين أنه إذا كانت اليونان بحاجة لمساعدة مالية فعليها أن تطلبها بنفسها، غير أنه لم يكن هنالك طلب مثل هذا.
وذكر بيسكوف للصحفيين أن الرئيس بوتين «يستعد لقمة منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس في أوفا (8-10 تموز)»، موضحاً أن «النشاطات ستكون كبيرة جداً في مضمونها، لذلك فإن الاستعدادات الجارية كثيفة أيضا».
إلى ذلك اعتبر وزير المالية السلوفاكي بيتر كازيمير أن خروج اليونان من منطقة اليورو أصبح «سيناريو معقولا».
أما بالنسبة لألمانيا فقد اعتبر وزير اقتصادها سيغمار غابرييل في مقابلة مع صحيفة تاغسبيغل نشرت أمس أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس «قطع آخر الجسور» مع أوروبا.
وقال الوزير الألماني: «بعد رفض قواعد اللعبة في منطقة اليورو، الأمر الذي تم التعبير عنه عبر التصويت بـلا، يصعب تصور إجراء مفاوضات حول برامج مساعدة تقدر بالمليارات، مضيفاً إن «تسيبراس وحكومته يقودان الشعب اليوناني على درب الرفض المر واليأس».
بدورها قالت جوليا كلوكنر النائبة المقربة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بيان إنه «على تسيبراس ألا يتصور أنه بإمكانه الضغط على أوروبا بهذه النتيجة» في الاستفتاء. وأضافت: إن «ما يوضع في الاعتبار ليس فقط إرادة الشعب اليوناني بل أيضاً إرادة باقي شعوب البلدان الأوروبية» مشددة على أن «أوروبا ليست نادياً للعب الورق يحدد فيه كل لنفسه قواعد اللعبة في حين يدفع الآخرون الثمن». كما اعتبر يروين ديسلبلوم رئيس منطقة اليورو أن فوز لا في الاستفتاء «أمر مؤسف جداً لمستقبل اليونان».
والآن أوروبا اقترحت، واليونان لم تقبل، وبين الأمرين يبقى التكهن سيد الموقف بما ستحمله أيام مقبلة ستكون حبلى بكثير من المفاجآت.
(الميادين – روسيا اليوم – أ ف ب- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن