عربي ودولي

ترامب لمدير «إف بي آي»: تم إنهاء خدماتك وإقالتك وسيطبق القرار فوراً

في واحدة من قراراته المثيرة للجدل والتي اعتبرها البعض أنها من الممكن أن تضع نهاية مبكرة لعهده، أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي.
وفي تحرك أثار صدمة وشبهه البعض بفضيحة «ووترغيت» التي أطاحت بالرئيس السابق ريتشارد نيكسون، أخبر الرئيس الأميركي كومي بأن مكتب التحقيقات الفدرالي بحاجة إلى قيادة جديدة وأنه ينهي خدماته «بشكل فوري».
وأشعل طرده المفاجئ، الذي كان سببه ظاهرياً سوء تعاطيه مع التحقيق في قضية رسائل البريد الإلكتروني الخاص بالمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، انتقادات نادراً ما تصدر عن الجمهوريين واتهامات بمحاولة طمس حقائق من الديمقراطيين الذين طالبوا بتحقيق مستقل.
وفي رسالة نشرها البيت الأبيض، قال ترامب لكومي: «تم إنهاء خدماتك وإقالتك، وسيطبق القرار فوراً»، مضيفاً: «من الضروري العثور على قيادة جديدة لمكتب التحقيقات الفدرالي تعيد ثقة العامة فيه وفي مهمته الأساسية في إنفاذ القانون».
واستغل ترامب الرسالة كذلك لمحاولة إبعاد نفسه عن الفضيحة المزعومة المتعلقة بتدخل روسيا في الانتخابات. وكتب في هذا السياق «أقدّر بشكل كبير أنّك أبلغتني، في ثلاث مناسبات مختلفة، بأنني لم أكُن موضع تحقيق».
وأوضح البيت الأبيض أن البحث عن خليفة لكومي سيبدأ على الفور.
ويتم عادة تعيين مديري «إف بي آي» لمدة تبلغ عشرة أعوام. وتسلّم كومي البالغ من العمر 56 عاماً والذي يملك شعبية في أوساط عملاء الجهاز، منصبه منذ أربع سنوات.
ولعب كومي دوراً كبيراً ومثيراً للجدل على الساحة السياسية الأميركية العام الماضي، إذ فجر قنبلة سياسية وراء الأخرى أثار كل منها غضب أعضاء من الحزبين في واشنطن.
ومنذ بدء عهد ترامب في الرئاسة، شكل رئيس «إف بي آي» المُقال شوكة في خاصرة الرئيس ترامب.
ومؤخراً، أكد أن الوكالة تحقق في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية العام الماضي وتحديدا في احتمال حصول تعاون بين فريق حملة ترامب وموسكو.
وأقدم بعض الجمهوريين الذين كانوا أعلنوا تأييدهم لترامب بعد تردد، على النأي بأنفسهم مجدداً عن الرئيس. وقال السناتور ريتشارد بور: «أنا قلق بشأن توقيت وسبب إقالة كومي».
ووصف عضو الكونغرس الجمهوري جاستن أماش أجزاء من رسالة ترامب إلى كومي بأنها «غريبة»، مضيفاً: «أراجع مع بعض الموظفين القانون بهدف إنشاء لجنة مستقلة حول روسيا».
وفي رد فعل على خبر الإقالة، قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ شاك شومر لترامب: «أنتم ترتكبون خطأ فادحاً»، مشيراً إلى أن القرار «لا يبدو وكأنه جاء محض مصادفة».
واعتبر شومر أنه في حال عدم تعيين قاضٍ مستقلّ يتسلّم التحقيق بشأن وجود تنسيق محتمل بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية، فيحق حينها «لكل أميركي التشكيك في أن قرار إقالة كومي جزء من عملية التستر» على أمور متعلقة بالقضية.
ورد ترامب عبر موقع «تويتر» قائلاً: «شاك شومر الذي يتباكى الآن كان صرح مؤخراً لم أعد أثق به (جيمس كومي). والآن يتصرف وكأنه ساخط».
كما اعتبر السناتور الديمقراطي باتريك ليهي أن الأمر شبيه بـ«النيكسونية»، معتبراً أن تبرير ترامب لإقالته لكومي «سخيف».
وأضاف: إن «هذا التفسير يعدّ لا أكثر من ورقة توت تغطي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها وهي أن الرئيس أزاح مدير مكتب التحقيقات الفدرالي وسط أحد أكثر تحقيقات الأمن القومي حرجاً في تاريخ بلادنا، والذي يشار فيه إلى تورط مسؤولين رفيعين من فريق حملة ترامب وإدارته.
واعتبر نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الديمقراطي مارك وورنر أن إقالة كومي «صادمة»، مشيراً إلى أن ترامب أقدم منذ توليه منصبه على إقالة وزيرة العدل بالوكالة وجميع المدعين الاتحاديين تقريباً والآن مدير الـ«إف بي آي».
وأثار قرار ترامب بداية إبقاء كومي الذي عينه الرئيس السابق باراك أوباما الدهشة في أوساط المنتقدين الذين رأوا في القرار مكافأة ضمنية على الدور الذي قام به في إفساد فرص كلينتون خلال الانتخابات.
ولكن في غضون أشهر، عاد رئيس «إف بي آي» مجدداً إلى الواجهة وهذه المرة مستهدفا ترامب. وخلال شهادة أدلى بها أمام الكونغرس الشهر الماضي، تحدى كومي الرئيس بشكل علني رافضا ادعاءه المفاجئ بأن أوباما كان يتنصت عليه.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن