شؤون محلية

عدم التعقيم يتسبب بخسارة 3 مرضى لأعينهم في المشفى الوطني في السويداء

| السويداء-عبير صيموعة

الإهمال الكبير وعدم المسؤولية في ضمان تعقيم أجهزة قسم الجراحة العينية في المشفى الوطني في السويداء أديا إلى خسارة ثلاثة مرضى لعين واحدة من أعينهم بسبب تفاقم الوضع الصحي لكل منهم بعد أجرائهم عملاً جراحياً لاستئصال (الماء الزرقاء) في العين المصابة، إذ أدى عدم تعقيم أجهزة الجراحة وإهمال الطبيب الجراح في متابعة حالة المرضى وتقديم الطبابة الإسعافية لعلاج إنتان باطن العين والمتمثلة بإعطاء إبرة حقن خلفي للعين في غرفة العمليات إلى فقدان العين المصابة لعملها الوظيفي وتفريغها (استئصالها) وإلى عاهة دائمة للمرضى الثلاثة.
وأثبتت التحقيقات المتتالية في القضية والكتب المقدمة من قسم الجراحة العينية حول المسحات المتخذة من القسم (والتي حصلت «الوطن» على نسخة منها) وجود جراثيم ضمن القسم والأدوات الجراحية المستخدمة، ورغم تلك الكتب المقدمة للإدارة إلا أن المشفى لم يتدخل ولم يقم بتوقيف العمل ضمن القسم لحين تعقيمه بالكامل ليظهر وبالتحقيقات وجود 13 إصابة أخرى مشابهة لإصابة المرضى الثلاثة ممن تقدموا بالشكوى، وجاءت شهادة أحد العاملين في قسم المخبر الجرثومي لتؤكد أنه أثناء تكليفه بمسح غرفة عمليات العينية تبين وجود جراثيم في علبة جهاز الفاكو وفي سيدي الجهاز إضافة إلى تلوث في الشعبة العينية، مشيراً إلى أنه لا يعرف فيما إذا كان التلوث سبب حدوث الالتهابات للمرضى؟
بينما أكد الخبير الجرثومي في قسم العينية في المشفى (ت. د) أنه قام بإجراء مسحات دورية كل 3 شهور وتبين وجود جراثيم في الأجهزة والمعدات الجراحية، لافتاً إلى أن المسؤولية تقع على المسؤولين عن التعقيم في القسم.
بينما أكد الطبيب الجراح الذي قام بإجراء العمليات الثلاث (و. ه) أن لا علاقة له بعملية تعقيم غرفة العمليات وأن المسؤول عن ذلك طاقم التعقيم وإدارة المشفى، إلا أن الطبيب المذكور لم يفطن إلى ضرورة إعطاء إبرة حقن خلفي في غرفة العمليات والتي كانت كفيلة بإنهاء الالتهاب كما أنها كانت لتجنب المرضى الثلاثة خسارتهم لإحدى أعينهم، علماً أن إحدى الحالات تم علاجها بمتابعة أحد الأطباء وتماثلت إلى الشفاء.
كما أكد تقرير لجنة الخبرة الثلاثية التي تم تشكيلها ضمن المشفى والتي ضمت طبيباً شرعياً وإخصائي أمراض العين وجراحتها وطبيب أمراض عصبية، أن طاقم العمل الجراحي من أطباء وممرضين لم يكن على علم أن لوازم العمل ضمن شروط التعقيم أو عدمه، موضحاً أن شهادات فريق عمل غرفة العمليات وبعض الأطباء والممرضين تشير إلى أن غرفة العمليات والأدوات والأجهزة غير معقمة، كما أن نتائج المسحات المخبرية الجرثومية للتعقيم في إدارة المشفى بأيام سابقة وبعد العمل الجراحي تشير إلى أن غرفة العمليات العينية والأجهزة والشعبة مجرثمة، كما أشار التقرير إلى حصول التهاب باطن العين لكل المرضى بعد العمل الجراحي وهو اختلاط ناجم عن العمل الجراحي داخل المقلة وليس هناك خطأ طبي، علما أنه حين حصول الإنتان يجب التعامل معه كحالة إسعافية فورية واتخاذ خطة علاجية لإنقاذ العين وهذا لم يتم.
وبناء على ذلك تم تحويل المرضى إلى دمشق ليشير تقرير اللجنة الثلاثية إلى أنه حين استجواب الأطباء في التحقيق تبين وجود 13 حالة انتان باطن العين سبقت الحالات الثلاثة، مؤكداً أن مسؤولية التعقيم هي مسؤولية إدارة المشفى الوطني وقسم العيون ورئاسة العمليات والجهة المسؤولة عن تعقيم الأدوات وفريق العمل الجراحي.
من جهته أكد مدير المشفى الوطني في السويداء فندي جمول أن القضية تم تحويلها للرقابة الداخلية في مديرية الصحة وهي منظورة أمام القضاء حالياً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن