سورية

إتمام المرحلة الأولى من التسوية في القابون.. وعودة التيار الكهربائي إلى مضايا وبقين خلال أيام … مصدر من داخل غوطة دمشق: كثير من المسلحين يرغبون بالخروج وتسوية أوضاعهم

| وسام جديد – وكالات

وسط أنباء عن رغبة الكثير من مسلحي الغوطة الشرقية بتسوية أوضاعهم والخروج من «أكاذيب الفصائل»، انتهت المرحلة الأولى من التسوية بحي القابون على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق بخروج 2289 شخصاً بينهم 1058 مسلحاً وذلك تمهيداً لإعلان الحي خالياً من جميع المظاهر المسلحة.
مصدر أهلي من داخل الغوطة تحدث لـ«الوطن» عن رغبة الكثير من مسلحي الميليشيات، باختلاف تسمياتها، بالخروج من الغوطة والابتعاد عن كذب ونفاق تلك الفصائل التي أثبتتها معركة كراجات العباسيين سابقاً، ومن ثم نتائج تحريض الناس في القابون وحي تشرين على رفض أي تسوية سلمية تضمن لهم البقاء دون قتال أو دمار. وأكد المصدر أنه وبعد سيطرة الجيش العربي السوري على باب نفق «النور» الإستراتيجي من جهة القابون الذي كانت تستخدمه ميليشيا «فيلق الرحمن»، فإن الحديث يدور بين ناشطي الميليشيات بأنه في حال تخلى «فيلق الرحمن» عن هذا النفق وترك الخيار للمسلحين فيما يتعلق بتسوية الأوضاع، فإن الكثير سيسارع إلى الخروج من الغوطة عبر النفق أو المعبر الذي افتتحه الدولة في مخيم الوافدين لتسوية أوضاعهم أو للتوجه إلى إدلب. وأشار المصدر إلى حالة توتر مستمرة تسود أوساط الميليشيات داخل الغوطة بسبب الاقتتال السائد بينها، زادتها المعلومات التي يتم تناقلها حول رغبة الكثير بالخروج من الغوطة، ما دفع «فيلق الرحمن» لوضع رشاش عيار 14,5 في نهاية النفق من جهة عربين لمنع أحد من الخروج عبره باتجاه حي القابون الذي حرره الجيش أول من أمس.
وشن «فيلق الرحمن» مؤخراً، حملة واسعة من الاعتقالات في صفوف ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» في عربين ومناطق أخرى من الغوطة ما دفع «الأحرار» لإعلان تحالفها مع المدعو «الزحطة» الذي تعتبر حرستا من مناطق سيطرته لمنع «فيلق الرحمن» من القضاء عليها وبشكل نهائي.
وأوضح المصدر الأهلي، أن أنفاق القابون جميعها أصبحت تحت سيطرة الجيش العربي السوري ومن بينها نفقان لـ«الزحطة» في منطقة البعلة (خسرهما في بداية المعركة) ونفق لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بالقرب من أنفاق «الزحطة» ونفق لميليشيا «جيش الإسلام» في مؤسسة الكهرباء شمال شرق القابون، ونفقين لـ«فيلق الرحمن» من بينهما نفق «النور» الذي تم ضبط مدخله من جهة القابون.
وتمكن الجيش العربي السوري السبت من إحكام سيطرته على حي القابون بالكامل، وقال مصدر ميداني لـ«الوطن» حينها: إن الجيش سيطر على حي القابون وبدأ بتمشيط المنطقة بشكل كامل قبل إعلانها «آمنة» وذلك بعد إعلان المسلحين استسلامهم وقبولهم بالخروج إلى إدلب وجرابلس في الشمال السوري. والتقت قوات الجيش داخل حي القابون بالتزامن مع سيطرته على نفق «النور» الإستراتيجي، والذي يعتبر النفق الأخير تحت سيطرة الميليشيات المسلحة، كما أنه يصل بين الغوطة الشرقية وغرب الأوتستراد الدولي.
تأتي هذه التطورات عقب معركة عسكرية أطلقها الجيش السوري، منذ شهرين، لتأمين منطقة القابون ومحيطها، بدأت من بساتين برزة ومن ثم الأوتستراد الدولي ليطبق الحصار على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها ومن ثم تم فصل أحياء برزة، تشرين، القابون عن بعضها البعض، بالإضافة للسيطرة على الأنفاق التي تعد بوابة الغوطة الوحيدة باتجاه العالم الخارجي.
ونقلت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن قائد عملية القابون العميد كمال صارم، أنه تم السيطرة على 25 نفقاً وقتل أكثر من ألف إرهابي في العملية التي استغرقت ثلاثة أشهر. وبسقوط جميع الأنفاق في القابون وبساتين برزة يعزز هذا الأمر السور الحديدي المحيط بالغوطة الشرقية، والتي تشهد مناطقها اقتتالاً بين التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة للسيطرة والتمدد، وهذا الاقتتال، اعتبرت مصادر أهلية، أنه ناتج عن رغبة كل تنظيم وميليشيا بالإمساك «وحيداً» بورقة الغوطة الشرقية بدعم من الدول التي ترعاهم من أجل زيادة المكاسب في التسويات القادمة.
في الأثناء، ذكر محافظ دمشق بشر الصبان في تصريح صحفي نقلته وكالة «سانا» للانباء، أن «المرحلة الأولى من التسوية في حي القابون انتهت بخروج 2289 شخصاً بينهم 1058 مسلحاً». وفي السياق، أنجز عمال وكوادر شركة كهرباء ريف دمشق معظم أعمال إعادة تأهيل وإصلاح شبكة الكهرباء والبنى التحتية المتضررة جراء الإرهاب في بلدتي مضايا وبقين بريف دمشق الشمالي الغربي اللتين أنهيت فيهما جميع المظاهر المسلحة الشهر الماضي.
وبلغت نسبة الأعمال المنجزة حتى الآن نحو 80 بالمئة حسب مدير عام شركة كهرباء ريف دمشق خلدون حدة الذي أوضح في تصريح للإعلاميين خلال اطلاعه على عمل الورشات في البلدتين وفق «سانا» أنه» بتوجيهات من الحكومة واستكمالا لانتصارات الجيش العربي السوري بدأت عمليات إعادة التأهيل والإصلاح يوم الأحد الماضي (7 أيار) ومن المتوقع عودة التيار الكهربائي إلى البلدتين خلال أيام».
ولفت حدة إلى أن المنظومة الكهربائية في البلدتين متضررة بشكل كامل نتيجة الاعتداءات الإرهابية وتعرضت مراكز التحويل وشبكات التوتر المتوسط المنخفض وشبكة العدادات والكابلات الهوائية والأرضية لأضرار قدرت قيمتها بشكل مبدئي بمليار ونصف مليار ليرة سورية.
بدوره بين مدير كهرباء الزبداني المهندس أحمد مرعي أن عملية إعادة إصلاح شبكة الكهرباء في بلدتي مضايا وبقين تضمنت صيانة وتبديل 29 مركز تحويل كهربائي وتبديل كابلات توتر متوسط تورسيديه 4 آلاف متر وتركيب 35 عمود توتر منخفض وتبديل كابلات توتر منخفض رئيسية بمسافة ألف متر كما أن العمل جار على تركيب العدادات للمشتركين ووصلها بالشبكة الكهربائية حيث يصل عدد المشتركين في البلدتين إلى 5 آلاف مشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن