سورية

أردوغان إلى واشنطن.. وأنقرة تواصل قرع طبول الحرب ضد «وحدات حماية الشعب»

| الوطن – وكالات

قبيل أيام من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الأميركية، وجهت أنقرة رسالة تهديد صريحة لواشنطن عبر إعلان عزمها استهداف «وحدات حماية الشعب» الكردية على الرغم من الحماية والدعم الأميركي لها.
ويأمل أردوغان أن يقنع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما غداً الثلاثاء بموقفه من عدة ملفات وإعادة الزخم إلى العلاقات الثنائية المتوترة منذ أشهر.
وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن بلاده ستستمر في استهداف مواقع «الوحدات» التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي «بيدا» في شمال سورية، في حال تواصل تهديدها تجاه تركيا. وقال في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية: إن «استهداف مواقع «الوحدات» سيستمر حتّى مع وجود الدعم الأميركي المقدم لهذا التنظيم الإرهابي».
ولا يقتصر الدعم الأميركي وفق قرار ترامب مؤخراً على تقديم سلاح ثقيل لمسلحي «الوحدات»، بل يتعداه إلى انتشار وحدات عسكرية أميركية على الحدود بين سورية وتركيا، وعلى خطوط الفصل في منطقة منبج وتل أبيض وعين العرب للجم أي عمل عسكري ضد هذه المناطق.
وفيما يخص زيارة أردوغان إلى واشنطن، قال يلدريم: إن «الرسائل التي سينقلها أردوغان إلى نظيره الأميركي واضحة وصريحة وهي المطالبة بالكف عن دعم التنظيم الإرهابي المذكور واحترام التحالف القائم بين البلدين». وأضاف: «أردوغان سيؤكد لترامب أن محاربة الإرهاب في المنطقة لا تتم إلا بالتعاون مع تركيا فقط، وليس مع منظمات إرهابية أخرى، والرسالة الثانية: بما أننا دولتان صديقتان وشريكتان لذا ينبغي على واشنطن طرد زعيم منظمة غولن، خارج الولايات المتحدة».
وتدهورت العلاقات التركية الأميركية مع نهاية ولاية باراك أوباما وسط اختلاف البلدين على عدد من الملفات، أبرزها تسليح مسلحي «الوحدات» وتسليم الداعية فتح اللـه غولن. وينذر المحللون بالصعوبة التي سيواجهها أردوغان في تغيير رأي ترامب في هذين الملفين، ما يثير احتمالات استمرار البرودة في العلاقات بين البلدين.
كذلك تجري زيارة أردوغان في فترة حساسة، بعد أسبوع تقريباً على إعلان الأميركيين أنهم سيزودون «الوحدات» بالسلاح لحسم معركة الرقة، رغم اعتبار أنقرة هذه المجموعة «إرهابية». وشكل هذا الإعلان وتوقيته بالذات صدمة في أنقرة، حيث أثار انتخاب ترامب الآمال بفتح «صفحة جديدة» في العلاقات الثنائية استنادا إلى علاقة شخصية قوية بين قائدين يعتمدان أسلوبا حازما في الحكم.
لكن رغم إدانة القادة الأتراك لإعلان تسليح «الوحدات» يبدو أنهم أحجموا عن مهاجمة ترامب بحدة، لكنهم يأملون بإقناعه بموقفهم.
لكن مستقبل العلاقات بين أنقرة وواشنطن يبقى مرهوناً بملفات شائكة أخرى، على غرار طلب تسليم غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة وتتهمه السلطات التركية بالتخطيط لمحاولة انقلاب 15 تموز في تركيا.
يضاف إلى ذلك توقيف رجل الأعمال التركي الإيراني رضا زراب والإداري في مصرف «هالكبنك» (بنك الشعب) محمد هاكان اتيلا في الولايات المتحدة للاشتباه في خرقهما العقوبات المفروضة على إيران.
وفي ما عُدّ إهانة لأنقرة، جرى الإعلان عن تسليح «الوحدات» أثناء وجود قادة أركان الجيش والمخابرات الأتراك في واشنطن للتحضير لزيارة رئيسهم. وتدعم الولايات المتحدة «الوحدات» وتعتبرها الأقدر على التصدي ميدانياً لتنظيم داعش الإرهابي وطرده من معقله السوري بالرقة. لكن تركيا لا ترى في تلك «الوحدات» إلا امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» التركي الذي يخوض منذ 1984 حرباً دامية ضد السلطة التركية، وصنفته أنقرة وحلفاؤها الغربيون «منظمة إرهابية». وناشد أردوغان الحكومة الأميركية العودة «بلا تأخير» عن «خطئها» معلناً أنه سيطرح هذه النقطة أثناء محادثاته وترامب. ونتيجة التوتر الذي تفاقم أثناء رئاسة أوباما، فشلت تركيا وأميركا في بث الزخم في علاقاتهما التجارية. كما بلغت معاداة الأميركيين مستويات عليا في تركيا حيث ينشر الإعلام الحكومي دوريا نظريات مؤامرة واشنطن ضالعة فيها.
في موازاة تدهور العلاقات مع الأميركيين تقربت تركيا من الروس، وبدأت تعاوناً وثيقاً معهم في الملف السوري انعكس على سبيل المثال في رعايتها اتفاق تهدئة في أواخر كانون الأول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن