رياضة

كونتي كسب رهان العقول في الدوري الإنكليزي الممتاز … لقب سادس مستحق في الموسم الأصعب

| محمود قرقورا

قطع فريق تشيلسي مع مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي الشك باليقين عندما فاز على مضيفه بروميتش يوم الجمعة الفائت بهدف نظيف كان كافياً للتتويج السادس بتاريخ النادي والخامس بمسمى البريميرليغ واصلاً للنقطة السابعة والثمانين قبل مرحلتين من النهاية، حيث لعب أمس مع واتفورد على أن يلتقي سندرلاند يوم الأحد على أرضية ملعبه ستامفورد بريدج ضمن أجواء كرنفالية.

عندما فاز ليستر سيتي بلقب الموسم الفائت أيقن الجميع أن نسخة الدوري الإنكليزي الممتاز 2016- 2017 هي الأصعب بتاريخ المسابقة الممتدة 24 موسماً، إذ إن البرتغالي مورينيو تولى مقاليد الأمور في أولد ترافورد معقل الشياطين الحمر، والألماني كلوب قدم في النصف الأول من الموسم الفائت، والمدرب الإسباني غورديولا تولى الإشراف على مانشستر سيتي، وأنطونيو كونتي اختير الرجل الأمثل في القلعة الزرقاء ستامفورد بريدج، والأرجنتيني بوكيتينو مستمر مع السبيرز، والأهم من كل ذلك أن المدرب الأقدم في الدوري الممتاز الفرنسي فينغر مستمر على رأس العمل مع المدفعجية، كما أن بطل الموسم الفائت رانييري مع ليستر دخل الموسم الذي يضع أوزاره يوم الأحد مدافعاً عن اللقب، وبناء عليه كانت جماهير المستديرة في العالم قاطبة تواقة لهذا الموسم وما فيه من إثارة وتغيرات وتبدلات، ومنذ المرحلة الأولى بدت الأمور صعبة التوقع.
ومن يعد بالذاكرة إلى النصف الأول من الموسم يجد أن اليونايتد بدأ بقوة حتى كانت الخسارة أمام مانشستر سيتي التي أعادت الفريق إلى أرض الواقع.
ومن تابع عن كثب مسيرة ليفربول في الذهاب اعتقده سائراً نحو استرجاع اللقب الغائب عن خزائنه منذ 1990 ولكن الافتقار إلى دكة البدلاء القوية مع استفحال الإصابات وذهاب مهاجمه ماني للمشاركة بأمم إفريقيا أعاد الفريق إلى أرض الواقع أيضاً.
وعندما فاز آرسنال على تشيلسي بثلاثية نظيفة في الجولة الثالثة ظن المتابعون أن المدفعجية في الطريق الصحيح ولكن زحمة المباريات أظهرت الكثير من الفوارق بينه وبين قطبي لندن الآخرين توتنهام وتشيلسي.
ولم يخطر بذهن أحد أن مانشستر سيتي لن يستثمر البداية الصاروخية لكن غوارديولا اقتنع أن الفوارق كثيرة بين الدوري الإنكليزي وغيره، وهذا أظهره صراحة لوسائل الإعلام.
مدرب توتنهام قدم لنا فريقاً يستحق التتويج والوصول إلى النقطة الثمانين من 36 مباراة رقم ترفع له القبعات لكن المشكلة تكمن في تفوق تشيلسي على نفسه.
أما تشيلسي فلم يراهن أحد على أنه سينهض بسرعة الصاروخ عقب العثرات الثلاث في الأسابيع الرابع والخامس والسادس عندما اكتفى بنقطة من تعادل مع سوانزي والخسارة أمام ليفربول في معقله ثم آرسنال في ملعب الإمارات، ومن هنا كان الدور المحوري للمدرب كونتي الذي أعاد الثقة إلى اللاعبين ومضى بهم نحو منصة التتويج بفضل ثلاثة عشر انتصاراً متتالياً.
28 فوزاً

خلال 36 مباراة حقق تشيلسي الفوز في 28 مباراة مقابل ثلاثة تعادلات وخمس هزائم وهو يريد إنهاء الموسم بفوزين يصل من خلالهما إلى 30 فوزاً وهذا لم يحققه أحد في الدوري الممتاز، وآخر نادٍ وصل إلى 30 فوزاً هو ليفربول موسم 1978- 1979، والهزائم الخمس كانت أمام ليفربول وكريستال بالاس بأرض تشيلسي 1/2 وبأرض توتنهام واليونايتد صفر/2 وبأرض آرسنال صفر/3 والتعادلات مع بيرنلي وليفربول 1/1 خارج أرضه وبأرض سوانزي أيضاً 2/2.

مفاتيح
عندما تمتلك حارساً تنطبق عليه مقولة نصف الفريق فهذا عامل مهم للتتويج وتاريخياً لم يفز أي نادٍ في الدوري الممتاز ما لم يمتلك حارساً متمكناً، وهذا الموسم يتصدر كورتوا جائزة القفاز الذهبي من خلال المحافظة على نظافة شباكه في 16 مباراة مقابل 15 لحارس توتنهام لوريس و14 لحارس اليونايتد دي خيا علماً أن الأخير اختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري.
جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز ذهبت للفرنسي كانتي لاعب وسط البلوز الذي كان كلمة السر في التتويج للموسم التالي على التوالي، فدخل التاريخ لكونه أول من يفوز باللقب مع ناديين مختلفين في موسمين متتاليين، فأنصفه النقاد باختياره اللاعب الأفضل.
المدرب كونتي اختير ثلاث مرات متتالية مدرب الشهر وكان ذلك في تشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول.
لاعب وسطه هازارد اختير لاعب الشهر في تشرين الأول والمهاجم المشاكس كوستا اختير لاعب الشهر في تشرين الثاني، والتشكيلة المثالية ضمت محوري الدفاع كاهيل ولويز ومكوكي الوسط هازارد وكانتي.

أرقام
يعد نادي تشيلسي الأقوى هجوماً قبل انتهاء موسمه بمباراتين من خلال تسجيله 76 هدفاً متفوقاً على ليفربول بفارق هدف واحد.
تلقى فريق تشيلسي 29 هدفاً كثاني أقوى دفاع متساوياً مع مانشستر يونايتد بعد توتنهام الذي استقبلت شباكه 24 هدفاً.
هداف الفريق هو الإسباني كوستا بـ20 هدفاً ثم البلجيكي هازارد بـ15 هدفاً فالإسباني بيدرو بـ9 أهداف والبرازيلي ويليان بـ7 أهداف فالإسباني ماركو ألونسو بستة أهداف والحال كذلك للمدافع الإنكليزي كاهيل الذي سجل رقماً قياسياً شخصياً.
والفضل في عودة كوستا لمستواه يعود للمدرب الإيطالي الذي أخرجه من المأزق النفسي بعد سوق الانتقالات الشتوية وما دار في الكواليس حينها.

الموسم لم ينته
الفرصة مثالية أمام تشيلسي لتحقيق الثنائية التي حازها الفريق مرة واحدة في تاريخه وكانت مع المدرب الإيطالي أنشيلوتي موسم 2009- 2010 والمحطة الأخيرة ستكون بمواجهة آرسنال على أرضية ملعب ويمبلي، ولكن على المدرب كونتي الاحتراز في الموسم المقبل والاستفادة من دروس الأندية المتوجة في السنوات الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن