سوريةعربي ودولي

دعا في خطاب ألقاه في القمة العربية الاسلامية الأميركية في الرياض إلى «عزل» إيران … ترامب: على القادة مكافحة الإرهاب وعدم انتظارنا لنهزم العدو نيابة عنهم

بعد سنوات من الفتور بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج في ظل إدارة باراك أوباما على خلفية الاتفاق النووي مع طهران، وجدت هذه الدول في الرئيس الأميركي دونالد ترامب حليفاً تعيد معه بناء العلاقة التاريخية مع واشنطن.
وفي خطاب ألقاه في القمة العربية الاسلامية الاميركية في الرياض أمس الأحد دعا ترامب كل الدول إلى العمل معاً من أجل «عزل» إيران، متهماً إياها بإذكاء «النزاعات الطائفية والإرهاب» حسب تعبيره.
كما دعا ترامب قادة الدول المسلمة المجتمعين في الرياض، إلى مكافحة «التطرف الإسلامي» وعدم انتظار الولايات المتحدة لتقوم بهزيمة «العدو» نيابة عنهم، مشدداً على ضرورة أن تؤدي الدول العربية والخليجية دوراً أكبر في مكافحة الإرهاب.
ومن الواضح، أن ترامب اعتمد لهجة مختلفة تماماً عن تلك التي اعتمدها خلال حملته الانتخابية في مقاربته للإسلام والتي اتهم بسببها بإذكاء العداء للإسلام.
وقال في خطابه إن مكافحة الإرهاب «ليست حرباً بين الأديان المختلفة، أو المذاهب المختلفة، أو الحضارات المختلفة»، مشيراً إلى «أنها معركة بين الخير والشر».
ونوه أن على الدول العربية والمسلمة «مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والجماعات الإرهابية الإسلامية»، مضيفاً: «لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأميركية لتقوم بسحق العدو نيابة عنها. على دول الشرق الأوسط أن تقرر طبيعة المستقبل الذي تريده».
وتجنب ترامب في خطابه استخدام عبارة «الإرهاب الإسلامي المتطرف» التي تستفز الكثيرين في العالم الإسلامي والتي تكررت في معظم خطابات الملياردير المثير للجدل أثناء حملته الانتخابية.
وجاء في الخطاب أيضاً أن «على القادة الدينيين أن يعرفوا ذلك بوضوح… إذا اخترتم طريق الإرهاب، فحياتكم ستكون فارغة وقصيرة».
وكما هي الحال منذ وصوله إلى السعودية، يتجنب ترامب أي انتقاد لمسألة حقوق الإنسان في السعودية ودول أخرى مشاركة في القمة، على خلاف سلفه باراك أوباما الذي كان يركز على هذا الموضوع.
ويقول ترامب إنه يفضل في هذا الموضوع، العمل من دون ضجة، ما سيعطيه فرصة لإنجاز شيء ما على هذا الصعيد.
وجاء في خطابه: «لسنا هنا لإعطاء دروس، لسنا هنا لنملي على الآخرين حياتهم»، موضحاً «انتشر الإرهاب في كل العالم. إلا أن الطريق نحو السلام يبدأ من هنا، على هذه الأرض القديمة، المقدسة».
بدوره زعم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن النظام الإيراني «رأس حربة الإرهاب العالمي»، مؤكداً عزم المملكة القضاء على «كل التنظيمات الإرهابية»، حسب زعمه.
وسبقت القمة العربية الإسلامية الأميركية قمة خليجية أميركية تم خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مركز لمكافحة «تمويل الإرهاب»، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وترامب وقادة الخليج. ولم تقدم توضيحات إضافية حول كيفية عمل المركز أو البلد الذي سيستضيفه. ووقعت على مذكرة التفاهم السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر والكويت.
وفي لقاء مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمس، أكد الرئيس الأميركي أن التوترات التي شابت العلاقات الخليجية الأميركية في عهد أوباما لن تتكرر مع إدارته.
وقال: «كانت هناك بعض التوترات، لكن لن يكون هناك أي توتر مع هذه الإدارة»، حسبما نقل مراسل وكالة فرانس برس.
كما التقى ترامب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه بـ«الصديق»، وأعلن نيته زيارة مصر قريباً.
إلى ذلك وبدوره قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح في الرياض أمس إن الأزمات الداخلية التي يواجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تؤثر على مسار تعزيز العلاقات بين إدارته والمملكة، واصفاً قيادة الولايات المتحدة اليوم بـ«العظيمة».
وكان ترامب استقبل في اليوم الأول من أول زيارة له إلى الخارج السبت بحفاوة بالغة، وحصد عقودا بلغت قيمتها أكثر من 380 مليار دولار، بينها 110 مليارات هي قيمة عقود تسلح تهدف إلى مواجهة «التهديدات الإيرانية».
ويغادر ترامب الرياض اليوم الإثنين متوجهاً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، المحطة الثانية في جولة مثقلة بالمواعيد. وسيشارك في بروكسل ثم صقلية في قمتي حلف الأطلسي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
(أ ف ب- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن