رياضة

منتخبنا السلوي الأول بين الواقع والحلم

| مهند الحسني

عادت سلتنا من مشاركتها في بطولة غرب آسيا بخسائر متوقعة، وفوز وحيد كان كافياً لضمان تأهلها للنهائيات الآسيوية التي ستنطلق شهر آب المقبل في لبنان، وهذه النتيجة لا بد أنها لا ترقى إلى مستوى طموح عشاق ومحبي اللعبة، ولكنها بنفس الوقت تنسجم مع واقع منافساتنا المحلية التي أقيمت في ظل شح الإمكانات، وهجرة كم كبير من خيرة لاعبيها وكوادرها ممن كنا نتوسم بهم حمل رايتها في السنوات القادمة.

تفاؤل
اتحاد السلة بدأ يعد العدة لتحضيرات المنتخب، ولكنه بدلاً من الاهتمام بتفاصيل فنية دقيقة وحساسة للمنتخب ذهب بعيداً بتخيلاته وأحلامه، ووضع نفسه في مكان لا يجب أن يكون فيه في ظل الظروف الحالية غير المثالية التي تسير بها رياضتنا، فبدلاً من دراسة واقع المنتخبات المشاركة في النهائيات، وبيان حجم قوتها، ومدى قدرتنا على الصمود أمامها والخروج بأقل النقاط خسارة، ترك كل ذلك وصب جل اهتمامه بأشياء صغيرة وتفاصيل غير مناسبة.
وكان حرياً به أن يسأل نفسه بطريقة معكوسة، على من نحن قادرون الفوز في هذه البطولة، هل باستطاعتنا الفوز أو حتى مجاراة السلة الإيرانية المتطورة، والتي تعد أحد أهم معاقل اللعبة آسيوياً في السنوات الأخيرة، أم على السلة الأردنية المستقرة والمعززة بلاعبين مجنسين، ومدرب أجنبي عالي المستوى، وتوفر الإمكانات المادية الكبيرة، أم السلة اللبنانية التي ما زالت تخرج جيلاً بعد جيل، أم على سلة الصين وكوريا الجنوبية والفلبين وتايلند؟
كل هذه التفاصيل الفنية يبدو أن اتحاد السلة قد وضعها خلف ظهره، واهتم بموضوع تعيين مدير المنتخب الذي بالغ في تخيلاته متناسياً أننا نعيش ضمن ظروف لا تسمح لنا بالشطط في تطلعاتنا وتخوم أحلامنا، وقام بتعيين كادر متكامل للمنتخب، حيث أفادت بعض المصادر بأن مدير المنتخب اقترح تعيين المدربين هادي درويش وعزام الحسين كمساعدين للمدرب الصربي، والمدرب عدي خباز ورجاء ضعوا خطين تحت كلمة مدرب بصفة إحصائي، وعمار حمصي إدارياً، وعدنان الحلاق معالجاً، وقتيبة الرفاعي إعلامياً، ونحن طبعاً لسنا بوارد انتقاد هذه الكوادر أو حتى غيرها، لأننا نقف على مسافة واحدة من جميع كوادرنا الوطنية، لكن ثمة استياء عاماً بدا واضحاً لكون أغلبية الأسماء المقترحة من نادي الوحدة، وهذا قد يضع اتحاد السلة أمام انتقادات قادمة هو بغنى عنها في المرحلة القادمة.

مسيرة تدريبية
كما هو الحال في هواة الشهرة والوقوف تحت أضواء الاستعراض، جاء المنتخب الأول ليكون فسحة تنفس لمديره الجديد، الذي سرح بأحلامه بعيداً عن واقعنا الرياضي المرير العاجز عن توفير إقامة لائقة للاعبي الأندية والحكام، والفاقد لفرصة توفير معسكر خارجي أو مباراة ودية خارجية أبعد من حدود لبنان، ولأن للصداقات والمعارف الشخصية مكانها الواسع في رياضتنا، فجاء اختيار المدرب نيناد على إيقاع سلتنا الحزينة، فالمدرب نيناد لم نسمع أنه نجح في تدريب أي منتخب من المنتخبات الوطنية، ولم يسبق له صناعة أي لقب أو إنجاز بعد لقبه الآسيوي مع الوحدة، ومن يومها يجر الفشل تلو الفشل في مسيرته التدريبية، فعلى أي أساس تم اختياره لتدريب المنتخب الوطني، سوى الصداقة والمعرفة الشخصية، وإذا كانت معلوماتنا مغلوطة فليقدم لنا مدير المنتخب السيرة التدريبية لنيناد في سنواته الخمس الأخيرة، وما آخر ألقابه الكبيرة؟

خلاصة
ليس مستغرباً ممن اعتاد الدخول إلى ميادين العمل عبر النوافذ أن يتخذ من هذا الشعار اللا مبدئي قاعدة في تعامله مع كل من يحيط به أو في أي أمر يتعرضه، لأنه اعتاد ذلك حتى لو فتحت له الأبواب قبل أن يطرقها لأن الطبع غلب التطبع، ولكن المستغرب أن يلتقي هؤلاء الأشخاص مع أصحاب الشعارات الرنانة والألفاظ الطنانة والأقلام اللامعة عند أول محطة، فيلقي مدعو المبادئ خلف ظهرهم ما يتحفوننا به من شعارات ومواعظ ليلتفتوا إلى حيث تكون مصالحهم الشخصية والضيقة، ولمن يظن بأن قناع الشمع يحميه فليعلم أن شمس الحقيقة كفيلة بإذابة كل ما هو مصطنع وكشف حقيقته، وإن غداً لناظره قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن