سورية

إحباط تفجير سيارتين مفخختين في حمص وطريق مطار دمشق الدولي … الإرهابية الرسو لـ«الوطن»: حزام ناسف كنت أتزنر به في الحافلات لتفجيره عن بعد

| حمص– نبال إبراهيم – دمشق– الوطن

فيما تمكنت الجهات المختصة من إحباط محاولة إرهابيين تفجير سيارتين مفخختين على طريق مطار دمشق الدولي وحي الزهراء بحمص، مقللة من حجم الخسائر التي من الممكن أن تنتج في حال وصولهما إلى هدفيهما، حصلت «الوطن» على اعترافات من الإرهابية شعيلة أحمد الرسو التي ألقت السلطات الأمنية المختصة القبض عليها في 13 من شهر نيسان الماضي خلال محاولتها وضع حزام ناسف بالقرب من مدرسة عكرمة المخزومي في مدينة حمص، بتنفيذها ومشاركتها بعدة تفجيرات إرهابية.
وقال مصدر أمني بمحافظة حمص لـ«الوطن»: إن عناصر إحدى الدوريات الأمنية اشتبهت بإحدى السيارات نوع «بيك أب» يستقلها إرهابيان يتنكران بالزي العسكري كانت تتجه نحو الساحة الرئيسية بحي الزهراء لم تقف على حاجز قوات حفظ الأمن فتمت ملاحقتها وإطلاق النار عليها قبل وصولها إلى محيط المشفى الأهلي وإحباط عملية تفجيرها في الساحة الرئيسية في الحي، حيث تتجمع أعداد كبيرة من المواطنين قبل أن يقوم الإرهابيان بتفجير نفسيهما بالسيارة المفخخة.
وقد وقع التفجير الإرهابي أمام المحطة الرئيسية للكهرباء بحي الزهراء وتسبب بارتقاء 4 شهداء وإصابة 31 مواطناً آخر بجروح بينهم نساء وأطفال ووقوع أضرار مادية جسيمة في المكان.
وكان محافظ حمص طلال البرازي قد أشار في تصريح لوسائل الإعلام إلى أن محاولات الإرهابيين اليائسة لتعكير حال الأمن والاستقرار في مدينة حمص ستبوء بالفشل، مبيناً أن السوريين اتخذوا قرارهم بمواجهة الإرهاب واستئصاله من كل مناطق سورية، لافتاً إلى أن المحافظة تعيش حالة أمان واستقرار منذ فترة طويلة نتيجة انتصارات الجيش العربي السوري، منوهاً بالانتصار الكبير بإعادة الأمن والاستقرار إلى حي الوعر الذي تحقق بفضل بطولات الجيش واتفاقات المصالحة لتصبح مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين بشكل كامل.
وأكد البرازي أن هذه الأعمال الإرهابية لن تثنينا عن بذل المزيد من الجهد في مكافحة الإرهاب وحماية المدينة، مبيناً أن هذه الجرائم محاولات يائسة للنيل من الأمن والاستقرار في مدينة حمص.
بموازاة ذلك، ذكر مصدر مطلع لـ«الوطن»، أن الجهات المختصة دمرت صباح أمس سيارة مفخخة بداخلها إرهابيان انتحاريان قبل وصولها إلى إحدى نقاط التفتيش قرب مفرق المستقبل على طريق مطار دمشق الدولي والمؤدي إلى بلدة السيدة زينب بريف دمشق. وأكد المصدر مقتل الإرهابيين الانتحاريين وتدمير السيارة بشكل كامل، لافتاً إلى استشهاد مدني وإصابة آخر تصادف مرورهما في المكان أثناء التعامل مع السيارة وتدميرها.
في الأثناء، قالت الإرهابية شعيلة أحمد الرسو لـ«الوطن»، أنها تقيم في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي ولديها محل لبيع الدجاج بالبلدة وكانت تنزل إلى مدينة حمص لتخليص بعض الأوراق الرسمية في الدوائر الحكومية لأهالي البلدة عبر معبر الدار الكبيرة وباتت معروفة من عناصر الحاجز لعبورها بشكل مستمر عبر الحاجز ولعملها الذي بات معروفاً لهم ولا يستدعي الشك بأمرها.
وأضافت: إنه وفي بداية الأحداث انضم أخواها تيسير وعبد السلام الرسو إلى التنظيمات الإرهابية، مبينةً أن تيسير ترك السلاح وذهب مع عائلته وأولاده إلى تركيا، فيما خرج عبد السلام مع الميليشيات المسلحة من حمص القديمة خلال اتفاق المصالحة آنذاك، موضحةً أن الأخير أحد عناصر مجموعة الإرهابي عمر هلال كنجو الملقب بـ«الحاج عمر» التابعة لميليشيا «فيلق حمص» الذي يتزعمه الإرهابي ناصر النهار، وأن شقيقها الثالث المدعو خالد الرسو وبعد بلوغه سن الـ16 عاماً انضم إلى ميليشيا «لواء أحرار الشام» الذي يقوده الإرهابي الملقب بـ«الشيخ ياسر».
وفي بداية اشتراكها وتنفيذها التفجيرات الإرهابية ضمن أحياء حمص ذكرت، أنه عرض عليها كنجو مع أخيها عبد السلام نقل أحزمة ناسفة مصنعة من مواد شديدة الانفجار ومحاكة على قطعة قماشية مطاطية بشكل متقن، بحيث ترتديها تحت العباءة دون أن يشك بأمرها إلى أحياء مدينة حمص الآمنة لوضعها ضمن حافلات نقل الركاب العامة ليتم تفجيرها عن بعد عبر ربطها بأجهزة خليوية، فوافقت مقابل مبلغ 100 ألف ليرة سورية عن كل عملية.
وعن العملية الأولى التي استهدفت حافلة ركاب عامة بالقرب من دوار المواصلات الجديد في حي وادي الذهب بتاريخ 14/3/2017 قالت لـ«الوطن»: «جاء شقيقي عبد السلام برفقة كنجو بمنتصف شهر آذار وسلموني مبلغ 50 ألف ليرة سورية كدفعة أولى عن العملية، ثم اصطحباني إلى قرية الدار الكبيرة وارتديت الحزام الناسف تحت عباءتي وعبرت معبر القرية، وصعدت بـ«سرفيس» متجه إلى حي وادي الذهب، ونزعت الحزام ووضعته تحت المقعد الأخير، ثم نزلت واتصلت بشقيقي عبد السلام وأعلمته بإنهاء المهمة ليتم تفجير الحزام الناسف بعد دقائق عن طريق الخليوي من كنجو.
وعن العملية الثانية التي استهدفت حافلة عامة أخرى لنقل الركاب في شارع الستين بحي الزهراء بتاريخ 29/3/2017 قالت: «بعد نحو أسبوعين من العملية الأولى طلب مني الحاج عمر نقل حزام ناسف آخر إلى مدينة حمص مقابل مبلغ (150 ألف ليرة سورية) فوافقت وارتديت الحزام وصعدت بـ(سرفيس) متجه إلى حي الزهراء ووضعت الحزام تحت المقعد ثم نزلت ليتم تفجيره عن بعد. وعن مشاركتها بالعملية الثالثة التي استهدفت حافلة نقل ركاب عامة تقل عمال من المدينة الصناعية بمدينة حسياء في ريف حمص الجنوبي بتاريخ 8/4/2017 اعترفت الإرهابية شعيلة بتسهيلها نقل امرأة تدعى جواهر الصالح للدار الكبيرة، حيث ارتدت حزاماً ناسفاً هناك دون أن معرفتها بطبيعة عمليتها.
وعن العملية الأخيرة التي كان من المفترض تنفيذها بتاريخ 13/4/2017 قالت: «قبل توقيفي بأربعة أيام طلب مني عبد السلام والحاج عمر نقل حزام ناسف آخر إلى مدينة حمص ووضعه أمام مدخل جامعة البعث مقابل مبلغ 200 ألف ليرة سورية فوافقت، وارتديت الحزام الناسف لكنني لم أستطع خلع الحزام ووضعه بالقرب من الجامعة، لذا تجولت في شوارع حي عكرمة الجديدة إلى أن عثرت على شارع فارغ من المارة وخلعت الحزام ووضعته في كيس ثم توجهت إلى قرب مدرسة عكرمة المخزومي الابتدائية ووضعت الكيس تحت إحدى السيارات الواقفة هناك، حيث شاهدتني امرأة وصرخت فحاولت الهرب، إلا أن شخصين يرتديان الزي العسكري لحقا بي وألقي القبض عليَّ ليتم إيقافي بعدها وتفكيك الحزام الناسف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن