عربي ودولي

قمة أوروبية استثنائية.. والمفوضية ترى أن خروج اليونان من منطقة اليورو غير مستبعد إذا لم تقدم «إصلاحات ذات مصداقية»

قال رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس إن بلاده ستعرض مقترحاتها الاقتصادية والمالية على قمة قادة منطقة اليورو في بروكسل. بينما قالت المستشارة الألمانية: إن فرنسا وألمانيا تحترمان خيار الشعب اليوناني. أما المتحدث باسم البيت الأبيض فدعا الاتحاد الأوروبي والأوروبيين إلى إجراء الإصلاحات اللازمة وإيجاد تسوية.
وأعلنت الأحزاب اليونانية المعارضة منها والموالية مساندتها لجهود الحكومة للحصول على اتفاق جديد مع الدائنين. وتأتي الخطوة مع تعيين أثينا وزيراً جديداً للمال هو كبير المفاوضين في ملف الديون أكليد تساكولوتوس، وبعد استقالة الوزير يانيس فاروفاكيس.
إلى ذلك اعتبر نائب رئيس المفوضية الأوروبية فلاديس دومبروفسكيس أمس أن خروج اليونان من منطقة اليورو «ليس مستبعداً» إذا لم تقدم أثينا «رزمة إصلاحات ذات مصداقية».
ورداً على سؤال حول إذا ما كانت اليونان ستخرج من منطقة اليورو قال المفوض الأوروبي المكلف شؤون اليورو «هذا ليس هدفنا، ولكن إذا لم تتم إعادة بناء الثقة، وإذا لم يتم تقديم برنامج إصلاحات ذات مصداقية فإن ذلك لن يكون مستبعداً».
وجاءت تصريحات دومبروفسكيس عند وصوله لحضور اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو الذي سيشارك فيه وزير المالية اليوناني الجديد اقليدس تساكالوتوس، وأضاف في بروكسل «نحن ننتظر مقترحات شاملة وملموسة وذات مصداقية من تساكالوتوس لكي نبدأ المناقشات».
بدوره عارض رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خروج اليونان من منطقة اليورو، ودعا إلى تفادي هذا الأمر.
وقال يونكير للصحفيين أمس في تصريحات هي الأولى منذ استفتاء الأحد: «علينا أن نعمل مع الوضع الذي نشأ. وأعتقد أن خروج اليونان من منطقة اليورو ينبغي تجنبه، أنا ضد خروج اليونان».
من جهته صرح رئيس مجموعة اليورو يورين ديسلبلوم أن الوزراء سيأخذون الأمور «خطوة خطوة» ولكنهم سيبدؤون بالاستماع إلى تساكالوتوس، وأضاف: «نحن مستعدون لبذل كل جهد لتقوية منطقة اليورو لتبقى موحدة».
وبدوره قال وزير مالية سلوفاكيا بيتر كازيمير: إنه «يشكك» في إمكانية التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى «أن إطالة هذه المناقشات سيكون ضاراً جداً. علينا أن نتخذ قرارات جريئة مهما كانت».
ومن جانبها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي وصلت إلى باريس على نحو مفاجئ قالت بعد لقائها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: إن «ألمانيا وفرنسا تحترمان خيار الشعب اليوناني، مشيرة إلى أن «على أثينا صياغة مقترحات دقيقة للحل لاستمرار المفاوضات».
بدوره قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: إن «الباب مفتوح لاستئناف المفاوضات مع اليونان بشأن ديونها، ولكنه طالب الحكومة اليونانية بمقترحات واضحة وجدية.
أما البيت الأبيض فقد شدد على أهمية بقاء أثينا ضمن منطقة اليورو. ودعا المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش إيرنست الاتحاد الأوروبي والمسؤولين اليونانيين إلى إيجاد تسوية ترمي إلى إجراء الإصلاحات اللازمة، وتحقيق النمو الاقتصادي في اليونان. وقال: إن «من مصلحة واشنطن أن يكون هناك تسوية».
هذا ويعقد قادة دول منطقة اليورو قمة استثنائية أمس في بروكسل، بعد يومين على استفتاء اليونان، وذلك بهدف بحث فرص ضعيفة لإنقاذ هذا البلد الذي يترنح اقتصادياً.
وتوجه رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس إلى بروكسل أمس لحضور هذه القمة في محاولة أخيرة لإبرام اتفاق تحصل بموجبه اليونان على تمويل مقابل تطبيق إصلاحات لضمان بقائها في منطقة اليورو.
وسبق القمة اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو الذين سيبحثون انعكاسات نتيجة استفتاء اليونان على خطة الدائنين واحتمال إعداد خطة مساعدة ثالثة لليونان.
وعشية القمة حاولت ألمانيا وفرنسا التستر على اختلاف رؤية كل منهما للملف وتقديم موقف موحد في مواجهة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، الذي تعزز موقفه بعد فوز المعارضين لشروط المقرضين الدوليين بنسبة 61.31% من الأصوات في الاستفتاء الشعبي على خطة الدائنين لأثينا.
هذا وستبقى البنوك اليونانية مغلقة حتى اليوم الأربعاء على الأقل مع استمرار إجراءات مراقبة حركة رؤوس الأموال. كما ذكرت لجنة أسواق المال اليونانية أن بورصة الأسهم ستظل مغلقة حتى اليوم أيضاً. وتتيح حالة الطوارئ المالية هذه تفادي الإفلاس لكنها تعمق كل يوم حالة الاختناق الاقتصادي.
وقال مصدر حكومي يوناني مساء الاثنين: إن تسيبراس قال لرئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي: إن البنوك اليونانية يجب أن تفتح بمساعدة البنك المركزي الأوروبي.
وقال صندوق النقد الدولي أحد الأطراف المهمة في الأزمة المستمرة منذ 2010: «نحن نراقب الوضع عن كثب وعلى استعداد لمساعدة اليونان متى طلب منا». إلا أن صندوق النقد كان رفض الأسبوع الماضي مسألة إعادة هيكلة دين اليونان.
وهذا مطلب لتسيبراس لكنه يشكل خطاً أحمر بالنسبة لميركل التي يبقى تشددها مع ذلك من دون بعض القادة الأوروبيين الآخرين الذين يتحدثون صراحة عن خروج اليونان من منطقة اليورو.
(روسيا اليوم – أ ف ب – الميادين)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن