عربي ودولي

سقط فيها 2300 شهيد و11 ألف جريج…الفلسطينيون يحيون الذكرى الأولى للحرب على غزة.. لا إعمار ولا ميناء

 فلسطين المحتلة – ريما عواد : 

صادفت أمس الثلاثاء الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية الشرسة ضد قطاع غزة والتي استمرت 51 يوماً استشهد خلالها ما يقارب من 2300 فلسطيني وأصيب نحو 11 ألف بجراح مختلفة.
ومع مرور عام على ذكرى تلك الحرب لم يتحقق للفلسطينيين أي شيء، لا الحصار رفع عن قطاع غزة ولا الميناء أقيم بسبب المماطلة والرفض من قبل كيان الاحتلال، وقد أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن بدء عملية (الجرف الصامد) على قطاع غزة باستقدام آلاف الجنود وتجهيز مخازن الطائرات الحربية على الحدود مع غزة.
وكشفت الحرب على غزة الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، حيث دمرت قوات الاحتلال مئات المنازل فوق رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، ما أدى لإحداث مجازر بحق المدنيين العزل والتي رفعت أعداد شهداء الحرب، وأكدت العديد من التقارير الدولية الحقوقية، بأن «إسرائيل» استخدمت صواريخ محرمة دولية خلال حربها ضد المدنيين في قطاع غزة.
وفشلت «إسرائيل» في مرحلتها الأولى من وقف رد المقاومة الفلسطينية على مجازرها من خلال القصف وتدمير البيوت وقتل المدنيين، فقررت بعد أسبوعين تقريباً من الحرب خوض عملية عسكرية برية لوقف الرد الفلسطيني الذي تمثل بإطلاق المئات من الصواريخ المتطورة.
وبعد 51 يوماً من الحرب على غزة، تمكنت القاهرة من وقف الحرب باتفاق بين وفد فصائل المقاومة الموحد والاحتلال الإسرائيلي، لتبدأ معركة وصفها خبراء عسكريون وسياسيون بأنها لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية والتي لا تزال آثارها بارزة حتى مع مرور ذكراها الأولى وهي عملية إعادة الإعمار.
وتم عقد مؤتمر للمانحين في العاصمة المصرية القاهرة، جرى خلاله التبرع بمبلغ مالي كبير وصل إلى 5.4 مليارات دولار من أجل إعمار القطاع، وتم دفع مبالغ مالية لعديد الأسر التي تضررت منازلها جزئياً، غير أن عملية الإعمار الكلي للمنازل المدمرة بشكل كامل لم تبدأ وماطلت الدول المانحة في تقديم ما وعدت به في مؤتمر الدول المانحة في القاهرة.
في السياق ذاته أكد الأمين العام لحركة «المبادرة الوطنية الفلسطينية» مصطفى البرغوثي أن غزة وبعد مرور عام على العدوان، ما زالت تنتظر إعادة إعمار آلاف البيوت والمرافق التي دمرها الجيش الإسرائيلي.
وقال البرغوثي في تصريح أمس: إن «مؤتمر إعادة الإعمار اتضح أنه لم يكن سوى خدعة كبيرة، وأن الحصار الإسرائيلي على غزة ما زال مستمراً بالشراسة والوقاحة نفسها التي سبقت العدوان».
وأضاف: إن «من واجب محكمة الجنايات أن تبدأ بأسرع وقت التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها قادة وجيش إسرائيل، وأنه لن يهدأ بال حتى يحاسب المسؤولون عن قتل مئات الأطفال وآلاف المدنيين، وعن تدمير المستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل المسعفين والصحفيين».
وشدد البرغوثي إلى أن «خير ما يقدم اليوم للشعب الفلسطيني في هذه الذكرى الأليمة هو إنهاء الانقسام بكل مظاهره المخجلة، بما في ذلك الاعتقالات السياسية والإسراع في تحقيق الوحدة الوطنية، وبناء قيادة وطنية موحدة لمواجهة جرائم ومخططات الاحتلال».
على صعيد متصل أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام أن الحرب كانت مدمرة وعنيفة لكنها لم تُجبر الشعب الفلسطيني على الاستسلام وظل الأمل قائماً للوصول إلى الأهداف الكبيرة.
وقال عزام: «رغم مرور عام على الحرب الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة وعدم تحقيق النتائج التي يطمح لها شعبنا بعد الحرب إلا أنه ما زال صابراً وصامداً مرابطاً على الجرح والآلام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن