عربي ودولي

الأسرى في السجون الإسرائيلية «ذاهبون نحو التصعيد والامتناع عن شرب الماء والملح» … من بيت لحم.. ترامب وعباس ملتزمان بتحقيق السلام

على حين جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في بيت لحم أمس التزامه بالحل السلمي وبالعملية التفاوضية مع إسرائيل، واصل الأسرى السوريون والفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام ضمن «معركة الحرية والكرامة» لليوم الـ37 على التوالي.
وطالب عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء في بيت لحم الحكومة الإسرائيلية «بالاستجابة للمطالب المشروعة للأسرى المضربين عن الطعام»، مشيراً إلى أن «الأساس لأي حل للقضية الفلسطينية هو مبادرة السلام العربية».
كذلك جدد عباس أمام ترامب تمسكه بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وتمنّى أن يسجل التاريخ بأن الرئيس ترامب استطاع تحقيق السلام في المنطقة، مجدداً تمنّيه «التوصل إلى اتفاق سلام شامل».
وأكد أن «مشكلة الفلسطينيين هي مع الاحتلال والاستيطان وعدم احترام إسرائيل لدولة فلسطين»، موضحاً أن «الصراع مع إسرائيل ليس دينياً»، وشدد على أن «أي حلّ يجب ألا يتعدى السنة كحد أقصى».
بدوره أبدى ترامب التزامه بمحاولة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال: «سأبذل كل جهد لمساعدة الطرفين في تحقيق ذلك»، ورأى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو «حجر الزاوية للسلام في المنطقة».
ولفت ترامب إلى أنه تمّ الاتفاق على «اتخاذ تدابير حثيثة لمكافحة الإرهاب» من دون إيضاح ما إذا كان يقصد بذلك العمليات التي ينفّذها الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقال الرئيس الأميركي: «جئنا إلى بيت لحم بحثاً عن عالم أكثر تسامحاً وسلاماً»، معرباً عن أمله الكبير في «التمكن من المساعدة في تحقيق السلام».
وكان الرئيس الأميركي وصل صباح أمس إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، لإجراء محادثات مع نظيره الفلسطيني، حيث أفيد أن الاجتماع سيستغرق 45 دقيقة فقط.
وشارك عباس في مراسم استقبال ترامب حيث تمّ فيها عزف النشيدين الوطنيين الأميركي والفلسطيني.
وتأتي زيارة ترامب لبيت لحم بعد زيارته تل أبيب والقدس المحتلة الإثنين ولقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين.
وفي عودة لملف الأسرى، وجّه عميد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الأسير كريم يونس رسالة إلى الشعب الفلسطيني أشار فيها إلى أن سلطات السجون الإسرائيلية عرضت على أسرى معركة الحرية والكرامة تعليق الإضراب وبحث مطالبهم من خلال عدة لقاءات، إلا أن الأسرى رفضوا رفضاً قاطعاً.
وقال: «نحن مصممون على إتمام المهمة على أكمل وجه، فالمعركة بأبعادها ليست معركة أسرى ومطالبهم فقط بل هي معركة شعب وكرامته».
وفي اليوم الـ37 لمعركة الحرية والكرامة أكد الأسير يونس عدم التراجع أمام هذه الغطرسة والتصعيد التعسفيين، مشدداً على أن الأسرى ذاهبون نحو تصعيد خطواتهم النضالية خلال أيام وعلى رأس هذه الخطوات الامتناع عن شرب الماء والملح. ونوّه بأن هذه الخطوة تتطلب تصعيداً موازياً من الجماهير، وقال «لتأخذ المعركة كل مداها»، مضيفاً: «ليس سراً أن الوهن والضعف أصاب الأجساد لكن الإرادة والتصميم لدينا تصاعدت وارتقت فوق قدرة أجسادنا».
وختم بالقول: «لن نتراجع، لن نتراجع، لن نتراجع… إما النصر وإما الشهادة».
إلى ذلك نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن اللجنة الإعلامية للإضراب قولها: إن «عدداً من الأسرى المضربين في عزل سجن «نيتسان الرملة» دخلوا مرحلة صحية حرجة يوم أمس وعلى إثرها جرى نقل عدد منهم إلى المستشفيات»، موضحة أن وضع الأسرى بات خطيراً ويتطلب تحركاً فعلياً لإنقاذ حياتهم ولاسيما بعد الأنباء المتكررة حول نقل أعداد كبيرة منهم إلى المستشفيات إثر تدهور أوضاعهم الصحية.
ويخوض مئات الأسرى السوريين والفلسطينيين منذ أكثر من شهر معركة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال لتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة مصلحة سجون الاحتلال منها وأبرزها إنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والإهمال الطبي وغير ذلك من المطالب المشروعة. وعم الإضراب الشامل الإثنين جميع مناطق الضفة الغربية.
وفي غضون ذلك استنكرت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى وحقوق الإنسان بشدة الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي بحق المعتقلين الفلسطينيين واستمرار سلطات الاحتلال تجاهل مطالب المضربين عن الطعام مؤكدة مشروعيتها.
(سانا– الميادين- وفا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن