سورية

«الاشتراكيين العرب» انتخبته أميناً عاماً.. و«شؤون الأحزاب» حرصت على وحدتها.. والمنسحبون: نحن من يمثل الحركة … علاوي لـ«الوطن»: لدينا 4 آلاف مقاتل رديف للجيش ضد الإرهاب

| سامر ضاحي

عقدت «حركة الاشتراكيين العرب»، أمس، مؤتمراً عاماً تم خلاله انتخاب عمر عدنان علاوي أميناً عاماً، وانسحاب عشرات أكدوا أنهم «من يمثل الحركة»، في حين فشلت «لجنة شؤون الأحزاب» التي بدا لافتاً حرصها على عقده «بمن حضر» بإعادة قسم كبير منهم.
وفي تصريح لـ«الوطن» بعد انتخابه، قال علاوي: إن «الجبهة الوطنية التقدمية كوّنها السيد الرئيس «الراحل» حافظ الأسد كتحالف جبهوي حزبي لتوسيع التواصل مع كل فئات الشعب ولأجل المحاصصة الواسعة في مناصب الدولة إذ إن تلك المناصب كانت بنظره هي تكليف وليست تشريفاً ولخدمة المواطن والآن نتجه في حزبنا لتفعيل تواصلنا مع فئات الشعب واستقطاب أكبر عدد ممكن من الحزبيين في حزبنا لأجل مكافحة الإرهاب أولاً بسبب ما نعاني منه اليوم ومتابعة العمل الإنساني وإيصال صوت المكلومين والمجروحين بكل أنواع الجروح إن كانت مادية أو جسدية، والتي تتم مداواتها بفضل وجود القائد بشار الأسد». وأضاف: «لدينا في حركة الاشتراكيين العرب قوات رديفة للجيش السوري وليست في الجيش وهذا شرف لرفاقنا أنهم يردفون الجيش السوري في معاركه ضد الإرهاب سواء في تدمر وفي مران الفواعرة «في ريف حمص الشرقي» وفي حلب وفي منطقتي الخفسة ودير حافر «شرقي حلب» وعلى مساحة القطر وهم من كل أبناء الشعب السوري» كاشفاً أن عدد تلك القوات هو أربعة آلاف.
وقدم علاوي وثائق لـ«الوطن» تثبت «براءة ذمته» وعدم وجود أي دعوى جزائية بحقه صادره في الثاني من الشهر الجاري وذلك بعد ما نشرت «الوطن» في عددها أمس نقلاً عن مصدر في الحركة أن أحد المتوقع ترشيحهم ثبت تورطه بقضية فساد.
وتأسست «حركة الاشتراكيين العرب» عام 1963 إثر انشقاق عن حزب البعث العربي الاشتراكي ومثلت تيار أكرم الحوراني حينها، وهي من مكونات «الجبهة الوطنية التقدمية» التي تضم عشرة أحزاب ويقودها حزب البعث العربي الاشتراكي.
بالعودة إلى مجريات المؤتمر الذي قاد مجرياته عضوا «لجنة شؤون الأحزاب» علي ملحم واللواء محمد سيفو، فقد تقدم منهم عضو الحركة جادلله قدور الذي كان متوقعاً أن يرشح نفسه لمنصب الأمانة العامة، وبعد دقائق انسحب من المؤتمر ولحق به نحو 58 عضواً ليوضح ملحم بعدها أن قدور قال له: «لا نقبل أن نفتتح المؤتمر قبل أن نوضح رأينا». وأضاف ملحم: «نحن قلنا له لا يمكن أن يتم ذلك إلا بعد افتتاح المؤتمر، وبعدها تقول ما تشاء فإذا خرجوا فهم أحرار ونحن سنعقد المؤتمر بمن يحضره». وبعد دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء وأداء النشيد العربي السوري رحب ملحم بأمين عام «الحزب الشيوعي السوري الموحد» حنين نمر ليلقي أمين فرع اللاذقية للحركة عصام طايع كلمة المؤتمر، أكد فيها أن «سورية ستبقى قوية بجبهتها الوطنية التقدمية وقيادتها السورية»، معرباً عن استعداد الحركة «لتقديم الشهيد تلو الشهيد ولو بلغ عدد الشهداء منا الآلاف المؤلفة» من أجل الدفاع عن سورية، ليعتذر نمر خلال الكلمة عن متابعة الحضور وينسحب بهدوء من المؤتمر.
بعدها خرج الجميع ليدخل فقط أعضاء المؤتمر المنتخبين بموجب المؤتمرات الفرعية حيث بلغ عدد الحاضرين 70 عضواً من أصل 157 مسجلين في اللوائح، وترشح لمنصب الأمين العام كل من علاوي وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى عمار كوش، ليحصد الأول 66 صوتاً والثاني 7 أصوات.
خلال ذلك أجرى ملحم اتصالات هاتفيه بقدور محاولاً التوسط لإعادته ومن معه إلى المؤتمر «حرصاً على وحدة الحركة»، قبل أن يتدخل أيضاً عضو «لجنة شؤون الأحزاب» لونديوس نقولا فهدة في جهود مماثلة. وباءت كل هذه الجهود بالفشل لتتم مواصلة المؤتمر وإعلان نتيجة التصويت فاعترض كوش لورود عدد أوراق زيادة عن عدد الحاضرين.
وبعد إعادة عد الأوراق تبين أنها 73 فأعلن فهدة إلغاء 3 أوراق تحمل ختماً مختلفاً ليعلن رسمياً فوز علاوي بمنصب الأمين العام، ودعاه ملحم إلى المنصة لمواصلة جدول الأعمال.
وبعد ترشح 3 أسماء لاختيار اثنين منهم كأمينين عامين مساعدين انسحب شريف مارتيني ليعلن عن فوز عصام الطايع ومفيد نعوم بالتزكية.
أما انتخاب اللجنة المركزية التي أكد الأمين العام أن عددها 75 عضواً، فقد أعلن فهدة أن الأعضاء السبعين الحاضرين هم تلقائياً أعضاء لجنة مركزية، موضحاً أن القيادة المنبثقة عن المؤتمر لمدة سنة فقط، مطالباً بتشكيل لجنة لتعديل النظام الداخلي للحركة والذي يحتوي بحسب قوله على «38 ملاحظة يجب تداركها».
وبعد ذلك سمى علاوي الأعضاء سري حداد ومحمد عادل الخبي وخالد عيسى وجاسم الخالد كأعضاء في اللجنة المذكورة برئاسته، قبل الانتقال لانتخاب 18 عضواً للمكتب السياسي للحركة ومن ثم اختيار أعضاء المحكمة الحزبية.
في المقابل، أكد قدور لـ«الوطن» أنه ورفاقه المنسحبين هم من يمثلون الحركة بعد «المؤتمر الطارئ» الذي عقدوه في كانون الثاني الماضي والذي جرى فيه انتخابه اميناً عاماً، كاشفاً عن مذكرة سيرفعونها للرئيس الأسد حصلت «الوطن» على نسخة منها وجاء فيها: أن «كثيراً ممن وردت أسماؤهم في الجداول التي اعتمدتها لجنة شؤون الأحزاب (خلال المؤتمر أمس) هم خارج القطر ومنهم من يحمل جنسية غير جنسية الجمهورية العربية السورية وكذلك من هم قاصرون». وأكدت المذكرة أن «ذلك مثبت بموجب بيانات حركة صادرة عن إدارة الهجرة والجوازات».
كما جاء في المذكرة التي ذيلت بعبارة «أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وأمناء الفروع»: أن «إجحافاً تم بحق حركة الاشتراكيين العرب وربما كان مقصوداً».
وحضر المؤتمر أمين الحزب العربي الاشتراكي في لبنان علي حرقوص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن