رياضة

قراءة في أوراق المنافسين على لقب الدوري الممتاز … الجيش وتشرين أولاً وحظوظ وافرة للاتحاد والوحدة

| ناصر النجار

جاء التعادل الذي حققه فريق النواعير بمواجهة الجيش متصدر الدوري ليحيي الآمال بين الفرق التي تطارد المتصدر، وكانت فرحة تشرين كبيرة الذي قلص الفارق بينه وبين الجيش إلى ثلاث نقاط بعد فوزه الكبير على المجد بثلاثية نظيفة.
بعد مباريات الجولتين الأولى والثانية بات الصراع على المنافسة مفتوحاً بعد أن زادت الفرق المطاردة للجيش نقاطها، وباتت المسافات التي تفصل الجيش عن باقي الفرق معقولة وصولاً إلى المرتبة الرابعة في الوقت الحالي على أقل تقدير.
المواقع الحالية على الشكل التالي: الجيش 41 نقطة، تشرين 38، الاتحاد 34، الوحدة 31 مع مباراة مؤجلة، وإذا علمنا أن مرحلة الإياب في أولها والمتبقي منها (13) مباراة أي (39) نقطة محتملة، فالفارق بين الفرق الذي لا يتعدى عشر نقاط يمكن تجاوزه من الناحية النظرية، لذلك فإن الآمال تبدو وافرة للفرق الأربعة الأولى بشكل كبير، مع احتمال ضعيف لدخول الشرطة وحطين، واحتمال نجاح هذين الفريقين يتطلب أمرين أساسيين، أولهما، الفوز على الفرق الأربعة التي تسبقهما بالدوري، وعدم التفريط بالنقاط مع فرق الصف الثاني، وهو أمر وارد قد يكون صعباً لكنه ليس مستحيلاً.

شخصية البطل
فريقا الجيش وتشرين يملكان شخصية البطل بكل المواصفات، وهما الأقدر على السير بالمنافسة جنباً إلى جنب إن سارت أمورهما مع بقية الفرق بشكل جيد.
الجيش في الذهاب هزم الفرق الكبيرة ففاز على الوحدة 1/صفر وعلى تشرين 2/1 وعلى الشرطة 3/1، وتعادل مع الاتحاد بحلب بلا أهداف.
حتى الآن لم يخسر الفريق في أي مباراة لكنه تعادل في مباريات ما كان يجب أن يتعادل فيها كالنواعير والكرامة وجبلة وحطين وكلها جرت على أرضه، وهذا يدل على أن الفريق يمر أحياناً بمرحلة عدم التوازن.
يتعملق في مباريات الكبار، لكنه يتواضع مع فرق الصف الثاني فيلعب معها بأسلوب تجاري، ما أوقعه في بعض المباريات بفخ التعادل، أو إنه فاز بفارق هدف وبشق الأنفس.
مجموعته جيدة، يملك لاعبين متميزين في أغلب المراكز، والمدرب لديه خيارات واسعة من اللاعبين لفرض الأسلوب المناسب للمباراة المناسبة.
موقف الجيش من الصدارة سيتحدد بمواجهة الفرق الكبرى، وأهمها تشرين في اللاذقية وكذلك حطين، على حين سيواجه الاتحاد والوحدة والشرطة بدمشق.
أهم مباريات تشرين في الذهاب تلك التي تفوق فيها على الشرطة 1/صفر بدمشق وعلى الوحدة 3/1 باللاذقية، لكن المطب الكبير الذي وقع به تعادله على أرضه مع الاتحاد وحطين وجبلة وخسارته أمام الجيش بدمشق، وهذه المباريات أفقدته الكثير من النقاط، تشرين كالجيش مر بمرحلة عدم توازن في بعض المباريات أفقدته بعض النقاط المهمة كتعادله مع النواعير والمجد ذهاباً، بقية مبارياته سار بها كما يريد وحقق انتصارات معقولة وضعته في المواقع المتقدمة منافساً للجيش، الصعوبة تكمن بلقاء جاره حطين، والجيش على أرضه، وخارج أرضه أمامه موقعتان صعبتان أمام الوحدة والاتحاد، هذا إن افترضنا أن طريقه سالك في بقية المباريات واستبعدنا المفاجآت التي يمكن أن تحدثها بعض الفرق.
تشرين يملك شخصية البطل من خلال مدرب قدير استطاع أن يقود الفريق نحو مراكز الصدارة والمنافسة، إضافة لمجموعة من اللاعبين أثبتوا مقدرتهم على أداء مهامهم الدفاعية والهجومية بشكل جيد ولا ننسى الجمهور المؤازر الذي منح الفريق دفعاً معنوياً كبيراً في كل مبارياته التي يخوضها، ويعتبر جمهور تشرين مع جمهور الوحدة والاتحاد الأكثر تأثيراً في الدوري كما أنهم الأكثر تعرضاً للعقوبات.

اللمسة الأخيرة
فريق الاتحاد بما يملك من لاعبين متميزين بين مخضرمين مكتنزين خبرة واسعة أو شبان موهوبين يجب أن يكون في موقع أفضل مما هو فيه الآن، بل إن خبراء اللعبة رشحوه للبطولة قبل أن تبدأ قياساً على المجموعة المهمة من اللاعبين التي تعتبر المجموعة الأفضل بين فرق الدوري كلها.
مشكلة الاتحاد على ما يبدو فنية بحت، وتعاقب المدربين دلت على ذلك، وهذا ولد نوعاً من عدم الاستقرار الفني الذي لم يحقق النتائج المطلوبة، في كل المباريات التي شاهدناها للاتحاد وجدناه يملك السيطرة وموازين اللعب، لكنه يفتقد اللمسة الأخيرة، وكأنه يجهل العبور نحو شباك الخصم ما أوقعه بالكثير من التعادلات التي بلغت تسعة تعادلات ضيعت عليه السيطرة على مقاليد الدوري، الاتحاد تعادل مع كبار الدوري، الجيش وتشرين والوحدة والشرطة وحطين، وتعادل أيضاً مع المتأخرين مثل: الجزيرة والوثبة وجبلة، النقطة الإيجابية أنه لم يخسر في أي مباراة لكن السلبي أن تسعة تعادلات تعادل خسارة ست مباريات.
الاتحاد بدأ الإياب بفوزين لكنهما صعبان على فريقين من فرق المؤخرة الفتوة وجبلة وهذا الأمر لم يدخل الطمأنينة بقلوب عشاق الفريق، لأن الفوزين لم يكونا مريحين وسهلين ودلا على وجود عقدة في هجوم الفريق.
العودة إلى ساحة المنافسة تتطلب من الفريق حلاً سريعاً لخطه الأمامي، ودراسة وافية لتشكيلة الفريق، ففي الكثير من الأحيان نجد من هم على الخط أفضل ممن هم داخل الملعب.
عودة الفريق إلى المقدمة تتطلب الفوز على فرق المقدمة، وعدم الاستهانة ببقية الفرق التي تحارب من أجل النقطة في إطار سعيها للهروب من المؤخرة.
فرصة الاتحاد للحاق بفريقي الجيش وتشرين تبدو كبيرة، بشرط أن يحسن الاتحاد التعامل مع الدوري وخصوصاً مع المباريات الكبيرة التي تجمعه مع الكبار.

العودة ممكنة
فريق الوحدة أحد الكبار حالياً يحتل المركز الرابع بـ(31) نقطة وله مباراة مؤجلة مع المحافظة إن نالها فسيبتعد عن صاحب الصدارة بفارق 7 نقاط وهو فارق معقول، الوحدة عطلته مباريات المقدمة التي تعثر بها وزاد منها بعد تغيير المدرب أن الفريق لم يقو على مواجهة الكبار فخسر مع تشرين 1/3 وتعادل مع الاتحاد، لذلك فإن رحلة الوحدة مع الكبار كانت خاسرة باستثناء فوزيه على الشرطة ذهاباً 3/1 وإياباً 3/2، ولكن هذين الفوزين لا يكفيان.
الكلام واحد هنا، وهو الحديث نفسه الذي تكلمنا به عن الاتحاد، فلا بد من الفوز في المباريات الكبيرة أولاً، واستمرار الفوز في باقي المباريات فالخطأ ممنوع وكذلك الخسارة إن أراد الوحدة الدوري وهو مؤهل لوجود مدرب خبير ولاعبين من أفضل لاعبي الكرة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن