قضايا وآراء

هل يستمر ترامب رئيساً للسنوات الثلاث المقبلة؟

| تحسين الحلبي

في الولايات المتحدة لا قيود كثيرة على شن حملات الاتهام أو الإدانة بعرض الأدلة أو إخفائها، بحسب مصلحة المدعي أو المبادر لشن هذه الحملات.
وهذه القاعدة يمكن لأصحاب المصالح السياسية والاقتصادية استخدامها من أجل فرض مصالحهم وسياساتهم وفي ابتزاز أصحاب القرار إن كانوا مجموعة أو فرداً.
ولذلك كانت «لجنة العلاقات العامة الإسرائيلية الأميركية» المعروفة باسم «إيباك»، من أهم المتخصصين في استخدام هذه القاعدة منذ إنشائها لحماية المصالح الإسرائيلية الصهيونية العالمية.
ويبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سارع في بداية حملته الانتخابية، إلى كسب تأييدها، وأكد على مصالحها بشكل لم تعهده من قبل حين زار الرياض وتل أبيب وعرض سياسته في دعم إسرائيل من دون قيود، ولذلك تمتنع مواقع ومكاتب «إيباك» عن ترويج حملات الاتهام ضد رجال إدارته مثل صهره جاريد كوشنير الذي يتعرض لاستجواب حول صلاته بموسكو أثناء الحملة الانتخابية لترامب، وفي الجهة الأخرى نجد رجال إدارة ترامب في وزارة الدفاع والخارجية هم الذين يصنعون السياسة الأميركية باسم ترامب الذي يدرك الآن أنه أصبح رهينة بين أيديهم بعد أن بدأت مظاهر الفضائح السياسية تزداد اقتراباً منه بعد فضيحة تعيينه مستشار الأمن القومي مايكل فلين ثم إجباره على الاستقالة وتعريضه للاستجواب، وبعد إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» جيمس كومي، وانتقال الأخير إلى صف الذين يتهمون ترامب بصلات مشبوهة مع موسكو.
في مثل هذا الوضع أصبح الرئيس ترامب، الذي يملك أعلى الصلاحيات في اتخاذ القرار، ضعيفاً أمام ضغط وابتزاز جناحين هما: «إيباك»، وبقايا المحافظين الجدد في وزارتي الدفاع والخارجية، ولأن ترامب ليس لديه سياسة يصنعها هو ويدافع عنها، فقد أصبح جاهزاً لتلبية متطلبات يضعها هذان الجانبان باسم المصلحة الأميركية، وكان ترامب قد واجه خلافاً مع عدد مهم من قيادة الحزب الجمهوري الذي رشح نفسه باسمه أثناء حملته الانتخابية واتهمه البعض بعديم الخبرة والمعرفة والبعض الآخر بالعمالة لبوتين.
لا شك أن رئيساً أميركياً من هذا النوع وفي هذه الظروف التي جعلته رئيساً لن تكون شخصيته وقدرته السياسية كافية لتعديل الميزان في اتخاذ القرار، وهذا ما يخشى منه سياسيون أميركيون يسعون إلى تجنب صدام عسكري أميركي مع موسكو أو بكين، يريد المتنفذون داخل إدارة ترامب الاتجاه نحوه، ولذلك يتوقع المختصون بقواعد لعبة الحكم في الإدارة الأميركية أن تنشأ داخل الساحة السياسية الأميركية في الكونغرس ومجلس النواب، مجموعة ضغط لها مصلحة بعدم استمرار ترامب في الحكم ما دام أنه أصبح دمية بأيدي اتجاه متشدد يسير نحو صدام عسكري مباشر مع قوى كبرى.
يلاحظ الجميع أن «البنتاغون» أرسل ثلاث حاملات طائرات إلى المحيط الهادئ قرب سواحل شبه جزيرة كوريا والصين، إضافة إلى نشر المزيد من أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية، وهو ما حذرت موسكو من خطورته وعدم الاطمئنان إلى غايته، كما لاحظ الجميع أن التركيز على تهديد روسيا أصبح جزءاً من سياسة الجنرال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي الجديد الجنرال هيربرت ريمواند ماكماستر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن