سورية

ابن سلمان إلى موسكو … بوتين يبحث مع ماكرون الوضع في سورية

| وكالات

يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وذلك بعد يوم من زيارة خاطفة إلى العاصمة الفرنسية باريس التقى فيها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وتصدرت مباحثاتها الأزمة السورية.
وهذا أول لقاء لماكرون مع بوتين منذ وصوله إلى السلطة، وله أهمية خاصة ولا سيما أن الرئيس الفرنسي الجديد أجرى تعديلاً على سياسة بلاده في سورية، حيث أصبحت تركز على أولوية مكافحة تنظيم داعش. وتحت قيادة سلفيه نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند، قادت فرنسا الاتحاد الأوروبي في سياسة متشددة ضد دمشق. وكانت فرنسا على شفا توجيه ضربة عسكرية لسورية في شهر آب من العام 2013، لولا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجع عن الضربة وقبل بالمقترح الروسي الخاص بنزع أسلحة سورية الكيميائية.
واستقبل ماكرون بوتين في قصر فيرساي وهو مستعد تماماً «لاختبار قوة» مع الرئيس الروسي.
ويختتم ماكرون ماراتونا دبلوماسياً قاده الخميس إلى قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل ثم في نهاية الأسبوع إلى قمة مجموعة السبع في تاورمينا (إيطاليا)، في أولى خطواته على الساحة الدولية.
وقال ماكرون لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش»: إن الرئيس الأميركي «دونالد ترامب والرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) أو الرئيس الروسي يعتمدون جميعاً منطق القوة وهذا أمر لا يزعجني».
وإن كان ماكرون (39 عاماً) لا يؤمن بـ«القدح العلني» إلا أنه لا ينوي «تفويت أي شيء» في محادثاته مع كبار هذا العالم. فقد وعد بـ«حوار ثابت من دون أي تنازلات» مع نظيره الروسي الذي بات يقيم علاقات متوترة مع الغربيين في السنوات الأخيرة.
على برنامج لقاء الإثنين، كان مطروحاً العلاقات الفرنسية الروسية ورؤية كل واحد منهما حول مستقبل الاتحاد الأوروبي ومكافحة الإرهاب والأزمات الإقليمية وأوكرانيا وسورية وكوريا الشمالية وليبيا.
والتقى المسؤولان أولاً على انفراد ظهرا ثم تناولا الغداء مع وفديهما، ومن المفترض أن يكونا قد عقدا مؤتمراً صحفياً مشتركاً ودشنا المعرض الذي هو مناسبة هذا اللقاء.
ومناسبة هذا اللقاء افتتاح معرض عن الزيارة التاريخية التي قام بها القيصر بطرس الأكبر لفرنسا في 1717 قبل ثلاثمئة عام تماماً والتي دشنت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
كما سيزور بوتين لكن بمفرده المركز الروسي الروحي والثقافي الأرثوذكسي الجديد في قلب باريس.
وكان مقرراً أن يفتتحه في تشرين الأول 2016 لكن التصعيد في الخطاب بين باريس وموسكو جراء هجوم قوات الجيش السوري وحليفه الروسي على الشطر الشرقي من مدينة حلب في شمالي سورية دفع بوتين إلى إلغاء زيارته.
وبالنسبة إلى ماكرون من الضروري «البحث مع روسيا» في الأزمة السورية «لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة العسكرية» و«التوصل جماعياً إلى حل سياسي شامل».
ويعتبر ماكرون أن استبعاد الغربيين في هذا الملف لمصلحة عملية وقف لإطلاق النار في سورية رعتها روسيا وإيران وتركيا، يترجم بـ«هزيمة». وأكد أنه سيعطي الأولوية فيما يتعلق بسورية للقضاء على داعش وهو الأمر الذي سيكون له صدى لدى بوتين.
كما ينوي بحث ملف أوكرانيا وقال في ختام قمة مجموعة السبع: «إن روسيا غزت أوكرانيا» على حين تنفي موسكو أي تورط لها في النزاع.
ولإقامة علاقة شخصية على كل واحد منهما أن يخطو خطوة باتجاه الآخر. وكان ماكرون أكد خلال حملته «أنه ليس من أولئك المنبهرين بفلاديمير بوتين» ومشدداً على أنه لا يشاطره «القيم» نفسها.
وفي رسالة التهنئة التي وجهها إلى نظيره الفرنسي غداة انتخابه في السابع من أيار، حض بوتين ماكرون على «تجاوز الحذر المتبادل».
كذلك، سيحاول الرئيسان تدوير الزوايا بعد الحملة الرئاسية الفرنسية التي تخللها استقبال الكرملين في آذار لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن التي خسرت أمام ماكرون في الدورة الثانية، إضافة إلى القرصنة المعلوماتية التي تعرضت لها الحركة السياسية للمرشح الوسطي ونسبت إلى جهات روسية.
وقال قصر الإليزيه: إن الأمر يتعلق بالتذكير بأن «الأولوية الفرنسية هي ألمانيا والمشروع الأوروبي على حين راهنت موسكو على تفكك أوروبا».
في غضون ذلك، اعتبرت زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» الفرنسي أن زيارة الرئيس الروسي المزمعة إلى فرنسا سوف تسهم في تحسين العلاقات بين باريس وموسكو.
وشددت لوبان على ضرورة أن تتعاون فرنسا مع كل من روسيا والولايات المتحدة بما يخدم «مكافحة الإسلام الراديكالي»، مؤكدةً «مواجهة هذا التحدي العظيم الذي يواجهه المجتمع الدولي». واستطردت قائلةً: «لا يمكننا تجاهل حقيقة أن فرنسا هي المسؤولة عن الفوضى التي تشهدها ليبيا في الوقت الراهن، كما هي مسؤولة بشكل أو بآخر عمّا يحدث في سورية كذلك، نظراً لرفض باريس التفاوض والجلوس إلى طاولة الحوار التي جلست إليها روسيا».
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام عربية بأن ولي ولي العهد السعودي سيزور موسكو اليوم للقاء الرئيس الروسي.
وأكدت مصادر صحفية أن ولي ولي العهد السعودي سيبحث في موسكو ملفات التعاون الثنائي، إضافة إلى سورية وإيران، مشيرة إلى أنه سيتم خلال الزيارة توقيع 4 مذكرات تعاون، حسب «روسيا اليوم».
وسبق لولي ولي العهد السعودي أن زار روسيا مرتين عام 2015، التقى خلالهما الرئيس الروسي في كل من سوتشي وسان بطرسبورغ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن