شؤون محلية

هيئة الاختصاصات الطبية ترى النور بعد 30 عاماً … «البورد السوري» شرط لممارسة الاختصاصات الطبية ولا ترخيص دونه .. نخرج سنوياً 800 طبيب ولا نعرف أين يذهبون؟

| محمود الصالح

بعد ثلاثين عاماً من التسويف غير المسوغ أصبحت هيئة الاختصاصات الطبية تمارس مهامها في تأهيل وتنظيم مهنة الاختصاصات الطبية في البلاد، منذ عام 1978 ومقر المجلس العربي للبورد العربي في دمشق وفي سورية ورغم ذلك لا يوجد بورد سوري حتى عام 2014 بسبب الاختلاف على الجهة التي يتبع لها، وبعد 30 عاماً ورئيس البورد العربي من سورية حاول العرب التصويت على نقل مقر البورد العربي من دمشق وفشلوا.
البورد السوري من الحلم إلى الحقيقة، ما مهام وخطط الهيئة العامة للاختصاصات الطبية؟
أسئلة ومحاور كثيرة تناقشها «الوطن» مع الدكتور يونس قبلان المدير العام لهيئة الاختصاصات الطبية.

بماذا تهتم هيئة الاختصاصات الطبية؟ ولماذا وجدت؟
منذ عام 1983 ونحن في سورية على خلاف حول مرجعية هذه الهيئة ولم يحسم الموضوع إلا بعد صدور المرسوم التشريعي رقم 68 في عام 2012 وتتبع الهيئة لوزارة الصحة، وبعد اجتياز هذه المرحلة نعمل لإعداد الكوادر الطبية في حين في دول عربية أخرى يختص «البورد» بإعداد الكوادر الصحية جميعها.

ما أسس إعداد الراغبين في الاختصاص؟ وكيف يتم ذلك وما الجهات التابعين لها؟
يتم تدريب الراغبين في الاختصاص في مراكز تدريب معتمدة من خلال الجهات العامة وهي التعليم العالي والصحة والدفاع والداخلية ومسؤولية هيئة الاختصاصات الطبية هي الإشراف على برامج التدريب ووضع الخطوط العامة للتدريب ولكل مركز أن يتميز ويبدع في التفاصيل. والجهة المعنية بمنح «البورد السوري» هي هيئة الاختصاصات الطبية فقط، لكن الحقيقة هناك معاناة في إمكانية تدوير المتدربين بين مكان وآخر بسبب الروتين والبيروقراطية وهناك مجالس علمية في الهيئة تشارك فيها الجهات الأربع.

ماذا عن الأطباء الذين لديهم اختصاص سابق لإحداث الهيئة و«البورد السوري»؟
نص مرسوم إحداث الهيئة على منح الأطباء القدامى الذين يسجلون اختصاصهم ويمارسون مهنتهم قبل صدوره أن عليهم تسوية أوضاعهم وفق هذا المرسوم وأعطيت لهم مهلة مدتها عامان لذلك ثم مددت المهلة مرتين والآن معهم حتى عام 2018 ويقدر عدد الأطباء القدامى بحدود 50 ألف طبيب من جميع الاختصاصات، ولا يخضع الطبيب القديم لأي اختبار أو فحص أو تدريب فقط يقدم الوثائق التي تثبت اختصاصه وتسهيلا على الأطباء من خارج دمشق طلبنا منهم إيداع هذه الوثائق لدى نقابة الأطباء أو مديرية الصحة في محافظاتهم وهي ترسلها إلى الهيئة حيث يتم تدقيق هذه الوثائق من لجنة مختصة ويمنح شهادة «البورد السوري» وترسل له إلى محافظته. وبعد انتهاء التمديد الأخير سيتم إغلاق كل عيادة لم يحصل الطبيب فيها على «البورد السوري».

بعد هذه الفترة الزمنية ما الأعداد التي تم تخريجها ومنحها «البورد السوري»؟ وأين يعمل هؤلاء الأطباء؟ وهل هناك استثناء لبعض الاختصاصات الطبية في القبول؟
لدينا سنوياً دورتان امتحانيتان ويصل عدد المتقدمين سنويا إلى 1500 طبيب من مختلف الاختصاصات الطبية ويتم تقريباً تخريج 800 طبيب أخصائي في العام ولكن لا أعرف أين يذهب هؤلاء وربما 80% ممن تم إعدادهم غادروا البلاد. أما طريقة القبول في التدريب فتتم وفق المفاضلة التي تجريها الجهات العامة باستثناء الأشعة وطب الأسرة وطب الطوارئ والطب النفسي والعناية المشددة هذه يتم القبول فيها من دون أي شروط لا مفاضلة ولا مواليد ولا علامات. ولكن هناك شرط أن يخدم الطبيب مدة عامين في مشافي الدولة والحقيقة أن نسب النجاح متفاوتة حسب كل اختصاص ومثال على ذلك نسبة نجاح اختصاص النسائية في الدورة الأخيرة 35% وجراحة الفكين 90% وهي من النسب العالمية.

كيف تنظرون إلى عمل الهيئة بعد عدة سنوات من انطلاقتها؟
نريد أن تكون المفاضلة لقبول الأطباء تخضع لجهة واحدة وأن تكون مركزية لأن الجهات العامة تقوم الآن بإجراء مفاضلات متعددة وخلال فترات متعددة ما يؤدي إلى خلل ويتم التقدم من الطلاب لأكثر من مفاضلة في الوقت نفسه حيث يقبل في جهة ومن ثم يشترك في مفاضلة أخرى يكون الاختصاص الذي حصل عليه أفضل من الاختصاص في الجهة السابقة فيترك الاختصاص الأول ويذهب للاختصاص الثاني ويكون قد حرم الجهة الأولى من مقعد وحرم غيره من الراغبين في الاختصاص الذي تركه هذا أمر والأمر الآخر هو عدم وجود إمكانية لتدوير عملية التدريب لأن مديريات الصحة والجهات التي يقبل المتدرب فيها بموجب المفاضلة تتعامل معه كموظف لا كطبيب لذلك لا نستطيع نقله من مكان إلى آخر لاستمرار تدريبه ويجب أن تكون هناك صلاحية للهيئة لتدوير الطلاب من مكان إلى آخر.

هناك كثير من الأطباء تغيرت أماكن إقامتهم خلال الأزمة ما الإجراءات بالنسبة لهم؟
جميع الأطباء الذين خرجوا من المحافظات تم تحديد مراكز عمل لهم في مناطق إقامتهم الجديدة وتمت إعادة فرزهم إلى مراكز معتمدة جديدة، لكن البعض منهم للأسف يتحجج بالظروف، ومن لم يلتحق بمركز التدريب المحدد نعيده إلى إكمال الإقامة ليحقق الفترة المطلوبة في الاختصاص من دون أي مفاضلة جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن