سورية

بوتين خلال استقبال ابن سلمان: لدينا اتصالات سياسية وعسكرية مع السعودية حول سورية

| الوطن – وكالات

بعد أيام من اندلاع مبارزة كلامية حادة بين السفارة السعودية في روسيا وأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان، وأكد أن روسيا والسعودية تعملان معاً للتوصل إلى حل للأزمة السورية.
وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي فقد زار ابن سلمان روسيا تلبية لدعوة الرئيس الروسي وبناء على توجيه الملك سلمان بن عبد العزيز. وسبق لابن سلمان أن زار روسيا مرتين عام 2015، التقى خلالهما الرئيس الروسي في كل من سوتشي وسان بطرسبورغ.
واللافت أن الرئيس الروسي الذي امتنع أول من أمس عن الحديث بخصوص الأزمة السورية خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره الفرنسي، أشار لدى استقباله ابن سلمان إلى أن روسيا والسعودية تعملان معاً للتوصل إلى حل للأزمة السورية.
وأضاف بوتين، وفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم»: «نحن نجري اتصالات (مع السعودية) على المستوى السياسي وبين العسكريين، ونتعاون في مسائل تسوية الأزمات، بما في ذلك في سورية»، من دون أن يكشف عن فحوى تلك الاتصالات. وأكد أن موسكو تنتظر قيام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأول زيارة له إلى روسيا. ومن المقرر أن تنعقد قمة روسية خليجية خريف العام الجاري.
كما شكر بوتين الرياض على موقفها في سوق النفط، مؤكدا أن الجهود المشتركة للبلدين تسمح بتحقيق الاستقرار في السوق العالمية للوقود. وأبرم الرجلان اتفاقاً لخفض إنتاج النفط بين الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك وخارجها عندما اجتمعا في بكين العام الماضي.
من جانبه، قال ولي ولي العهد السعودي: إن هناك الكثير من النقاط المشتركة بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك آلية واضحة لتجاوز كل الخلافات الموجودة. ومن المنتظر أن يوقع الجانبان أربع مذكرات حول التعاون بين البلدين.
واستقبال موسكو لابن سلمان بعد أيام على زيارة شمخاني يبدو كأنه محاولة روسية لتهدئة التوتر الإقليمي. وسبق لمبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف أن أشار إلى أن بلاده تعمل على وساطة ما بين طهران، من جهة، وكل من واشنطن والرياض من جهة أخرى.
وعلى الأرجح أن الرئيس الروسي ركز خلال لقائه المسؤول السعودي ضرورة إطلاق هدنة في اليمن أسوة بما جرى في سورية.
ولروسيا والسعودية مقاربات متباينة حيال الوضع في الشرق الأوسط وبالأخص الدور الإيراني الإقليمي، إذ لا تعتبر موسكو إيران «تهديداً للمنطقة على الإطلاق»، بل تعمل على تطوير تعاون عسكري وسياسي مع طهران لمكافحة الإرهاب في سورية.
وأبدت موسكو كذلك انزعاجها مما جرى خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض من هجوم على إيران. وفي انتقاد مبطن للرياض وواشنطن، اعتبرت الدبلوماسية الروسية أن من ينتقد السياسات الإيرانية والروسية في الأزمة السورية «فإنه يقدم الدعم للإرهابيين بشكل إرادي أو غير إرادي». وانتقدت أيضاً صفقات الأسلحة الأميركية التي وقعها الملك السعودي مع ترامب، معتبرةً أنها «لا تُساعد على ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ولا توجد ضرورة لها».
وعشية زيارة ابن سلمان، ردت السفارة السعودية في روسيا على تصريحات أطلقها شمخاني من موسكو وصف فيها السعودية بـ«حاضنة الإرهاب».
وعبرت السفارة في بيانها عن رفض الرياض القاطع «لما ورد في تلك التصريحات من اتهامات وإساءات تعكس حقيقة المواقف السلبية التي تنتهجها إيران». وتابع البيان: «نعتبر أنه لا يحق لمن ساهمت دولته في تغذية النعرات الطائفية، ونشر الفوضى، ودعم ورعاية الإرهاب، مواصلة التضليل واستهداف الآخرين للتغطية على الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الإيرانية والتابعة لها في سورية، والعراق، واليمن».
وقال شمخاني في لقاء مع صحيفة كومرسانت: «لقد أدرك الأميركيون ما الإرهاب بعد 11 أيلول 2001. ومع ذلك، فإن أول زيارة خارجية لترامب كانت إلى الدولة التي تصنِّع الإرهابيين، وأنا أقصد المملكة السعودية، لأن الفكر الوهابي وواردات تصدير النفط والسخط السياسي بسبب توريث السلطة، كلها تساعد على تطرف الشباب، ولأنهم ممنوعون من زعزعة الاستقرار في الرياض، فإنهم يغادرون إلى سورية والعراق واليمن بحرية».
وتابع متسائلاً: من الذي دبر عملية 11 أيلول؟ من يفجر أوروبا؟ من يدرب مواطنين من القوقاز على العمليات الإرهابية ويرسلهم إلى روسيا؟».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن