رياضة

في ليلة الأفضل والأعلى.. التاج الأوروبي بين اليوفي والملكي

| خالد عرنوس

دقت ساعة الحسم في نهاية موسم أوروبي طويل فحانت مواجهة نهائي دوري الأبطال التي تجمع فريقين سبق أن جمعتهما مباراة التتويج باللقب الأعلى على مستوى أندية العالم قبل 19 عاماً فيلتقي ريال مدريد زعيم المسابقة وبطلها الحالي مع يوفنتوس وجه الكالشيو المشرق هذه الأيام وأكثر من خسر نهائي المسابقة.

فعلى أنغام أغنية (إنهم الأفضل.. هم الأعلى.. هؤلاء هم الأبطال) وهو النشيد الرسمي للمسابقة يسعى الفريق الملكي لأن يكون أول من يحتفظ بلقب الشامبيونز بتسميتها الجديدة على حساب سيدة تورينو العجوز الطامح أن يلحق الفريق الإسباني بمواطنه برشلونة وبالتالي استعادة اللقب الغائب عن خزائن البيانكونييري منذ 20 عاماً وذلك على أرض ملعب الميلينيوم في كارديف العاصمة الويلزية الذي يستضيف هذا الحدث للمرة الأولى بداية من الساعة 9.45 بتوقيت دمشق من مساء السبت القادم.

المواجهة المتجددة
إنه نهائي إيطالي– إسباني للمرة الثامنة في تاريخ البطولة وأولها كان عام 1957 وانتهى للريال على حساب فيورنتينا وآخرها للبرشا على حساب اليوفي وسبق للريال أن فاز في ثلاث مباريات نهائية على أندية الكالشيو وفاز غريمه البرشا مرتين، وخسر كل منهما مرة في حين اليوفي خاض نهائيين ضد أندية الليغا فخسر 1998 من الملكي صفر/1 وعام 2015 من الكاتالوني 1/3، وهو النهائي رقم 15 للريال صاحب الأرقام القياسية في البطولة في حين هو النهائي التاسع لسيدة إيطاليا العجوز.
أما المواجهة بين الزعيمين فتحمل الرقم 19 والتقيا في 18 مباراة سابقة أولها في موسم 1961/1962 ويومها احتاج الريال إلى مباراة فاصلة ليتجاوز ربع النهائي يومها، أما آخر اللقاءات فكان في نصف نهائي 2015 ويومها فاز اليوفي ذهاباً 2/1 قبل أن يتعادلا 1/1 في مدريد وهو أحد تعادلين سجلهما الفريقان وانتهت 9 مباريات بفوز الريال مقابل 7 لليوفي الذي سجل لاعبوه 22 هدفاً مقابل 21 للميرينغي.
الحاضر المتوهج
بعيداً عن الشواهد التاريخية يلتقي الفريقان وهما مازالا يعيشان على وقع أفراح التتويج بلقب الدوري المحلي في بلديهما والأهم أنهما يعيشان أزهى فتراتهما الفنية، فالفريق الملكي وعلى الرغم من كل الإشكالات التحكيمية التي رافقت مباراته مع البايرن إلا أنه قدم كرة القدم التي يعشقها أنصاره عبر هجوم صارخ قاده الطوربيد البرتغالي رونالدو والتي عزز من خلال مباريات الإقصاء فرصته بلقب هداف المسابقة موسماً خامساً على التوالي وقد عزز سجله كأفضل هداف في تاريخها برصيد 102 هدف.
وقد تميز الفريق منذ قدوم زيدان كمدرب بالكرة الهجومية حتى إنه كسر الرقم القياسي الأوروبي بعدد المباريات المتتالية التي يسجل فيها وذلك بتألق كل اللاعبين وحتى البدلاء منهم والذين شكلوا سنداً كبيراً للمدرب الفرنسي عند الحاجة وهو ما ظهر في عدد غير قليل من المباريات ما أتاح لزيزو إراحة بعض النجوم الذين استغلوا الراحة الإيجابية مع اقتراب نهاية الموسم، وهو ما يعطي راموس ومارسيللو وبنزيمة ومودريتش وكروس وكارفاخال والبقية دفعة معنوية كبيرة قبل خوض النهائي.

السجل الأفضل
على الضفة المقابلة لا يمكن نكران وضع يوفنتوس المثالي قبل مواجهة الميلينيوم وقد أكد قوته المحلية بالتتويج بالثنائية وبات على بعد خطوة من الحلم الكبير، وإذا كان الريال تألق كثيراً وخاصة في أدوار الإقصاء فإن البيانكونييري جاء تأهله للنهائي بطريقة مثالية حيث لم يخسر أي مباراة بل إنه حافظ على نظافة شباكه خلال خمس من ست مواجهات في أدوار خروج المغلوب.
هذا الأمر ليس غريباً على فريق يمثل كرة الكاتناشيو إلا ذلك لا يعني أن اليوفي اتبع هذا النوع من اللعب دائماً ليصل إلى مبتغاه بل كان فريقاً أكثر من رائع هجومياً ودفاعيا ولا ننسى تألق نجومه أمثال ديبالا وماندزوكيتش وهيغوين وخاصة أصحاب الشق الدفاعي كيليني وبونوتشي وداني ألفيس وساندرو، وكل ذلك بفضل أفكار المدرب أليغري الذي يبحث عن أول ألقابه الأوروبية بعدما بسط هيمنته على الألقاب المحلية.

غرفة العمليات
بنظرة سريعة إلى لاعبي الفريقين وإلى نتائجهما وطريقة لعبهما نجد أنه من الصعوبة بمكان التكهن بالفائز، فإذا كان الريال يقوده هجومياً رونالدو الهداف وصاحب أكثر التسديدات إلى المرمى دائماً فإنه سيواجه الثنائي الدفاعي الأقوى (كيليني وبونوتشي) إضافة إلى الحائط الأول المتمثل بسامي خضيرة الذي لعب وراء رونالدو عندما كان في مدريد وكذلك داني ألفيس الذي تعود مجابهة لاعبي الميرينغي إبان لعبه في البرشا، وإذا كان الريال يقوده من الوسط الثنائي مودريتش وكروس فإن اليوفي لديه ديبالا وكوادرادو وبيانيتش وماندزوكيتش المتأخر إلى خط الوسط بأمر أليغري وحقق نجاحاً باهراً بمركزه الجديد.
ومن تابع المباريات الأخيرة للفريقين وجد أن مفتاح الفوز يبدأ من من الخلف وخاصة لما لعبه شاغلو مركز الظهير ولا شك أن مارسيللو وكارفخال من جهة البلانكو وساندرو وألفيس من جهة البيانكونييري سيكون لهم دور كبير في سير دفة اللقاء، وإذا كان دفاع اليوفي مضرب المثل فلاشك أن خبرة قائد الريال سيرجيو راموس وحيوية فاران تشكل نظيراً له ولاسيما مع دعم دبابة خط الوسط كاسيميرو.

مسيرة الفريقين
إذاً كل المعطيات تفيد بأننا أمام قمة منتظرة تليق بنهائي دوري الأبطال وتبدو معرفة الفائز مؤجلة إلى الصافرة الأخيرة للحكم الألماني (فيلكس بريش) وربما لعبت التفاصيل الصغيرة لعبتها في تحديد إذا ما كان الريال سيحتفظ باللقب للمرة الأولى بالمسمى الجديد أو أن اليوفي سينهي حقبة النهائيات الخاسرة بالتتويج الثالث.
وبالعودة إلى الأرقام نجد أن الريال خاض 12 مباراة لم يخسر إلا فيها إلا المباراة الأخيرة أمام جاره أتلتيكو مدريد ففاز في 8 وتعادل 3 مرات وسجل لاعبوه 32 هدفاً مقابل 17 هدفاً بمرماه، أما اليوفي فلم يخسر محققاً 9 انتصارات و3 تعادلات وسجل لاعبوه 21 هدفاً مقابل 3 أهداف فقط بمرماه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن