سورية

رسالة روسية صاروخية من عمق المتوسط رداً على «توماهوك» الشعيرات

| الوطن – وكالات

في رسالة إلى جميع الأطراف الدولية والإقليمية على الساحة السورية، أطلقت سفن حربية روسية موجودة في البحر الأبيض المتوسط 4 صواريخ مجنحة من طراز كاليبر على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في ريف تدمر. ويبدو أن الروس بصدد توجيه ضربات أخرى ورميات جديدة خلال الأيام القليلة القادمة.
ولأن لروسيا قوات جوية وبرية في سورية قادرة على توجيه ضربات فعالة للغاية على مواقع داعش، فإن الرسالة الصاروخية الروسية استهدفت تحقيق أمر آخر غير تدمير مواقع التنظيم المتطرف. وعلى أغلب الظن أن العرض الصاروخي الروسي جاء رداً على إطلاق المدمرات الحربية الأميركية 59 صاروخ توماهوك على مطار الشعيرات في ريف حمص. وتردد صدى صواريخ كاليبر الأربعة التي تساقطت على مواقع داعش في واشنطن، أنقرة، تل أبيب والرياض. ولم تخلف الصواريخ الأميركية دماراً يذكر في حين تمكنت الصواريخ الروسية الأربعة من إحداث دمار واسع في المواقع المستهدفة.
وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء الأربعاء، الرئيس فلاديمير بوتين، بنجاح عملية القصف الصاروخي. وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الفرقاطة «الأميرال ايسين» والغواصة «كراسنودار» التابعتين للأسطول البحري الروسي، أطلقتا 4 صواريخ مجنحة من طراز «كاليبر» من شرق المتوسط على مواقع داعش بالقرب من تدمر وأصابت جميع الأهداف. ولفتت إلى أن الغواصة «كراسنودار» أطلقت الصواريخ من أعماق البحر. وأوضحت الوزارة في بيان لها نقله موقع قناة «روسيا اليوم»، أن أهداف الضربة تضمنت ملاجئ لداعش شرق تدمر، حيث تمركزت حشود لمسلحين نقلوا من الرقة، إضافة إلى معدات وأسلحة ثقيلة.
وأشار البيان إلى أن نجاح المهمة أكد «الجاهزية القتالية العالية للأسطول البحري الروسي، لطواقم السفن والغواصة، التي شاركت في إطلاق الصواريخ»، لافتاً إلى أن الأسطول البحري الروسي أظهر «قدرته على توجيه ضربات ناجحة من منظومات سلاح متناهي الدقة في أسرع وقت بعد تلقي الأمر».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنها أخطرت كلاً من القيادة الأميركية والتركية والإسرائيلية بعملية الإطلاق في الوقت المناسب عبر قنوات الاتصال المخصصة لذلك.
وكشفت وسائل إعلام روسية عن استعداد السفن الحربية في شرق المتوسط لإطلاق مزيد من الصواريخ المجنحة من طراز كاليبر خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك ضمن مشروع تدريبي تنفذه قرب السواحل السورية. وعزز هذا الاعتقاد إخطار روسيا شركات للطيران والملاحة البحرية بعزمها إجراء رمايات صاروخية قبالة السواحل السورية في الفترة بين 29 أيار و4 حزيران. ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن مصدر قريب الصلة من قيادة القوات البحرية الروسية، قوله: إنه «يجب أن يُظهر المشروع التدريبي استعداد مجموعة الوحدات البحرية الروسية الموجودة في البحر المتوسط للرد على التهديدات الناشئة وبخاصة من خلال إطلاق صواريخ «كاليبر». وشرح أن المجموعة «ضمت سفينتي إنزال وكاسحتي ألغام وبضع سفن مساندة فقط في السابع من نيسان عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف قاعدة الشعيرات الجوية في سورية بصواريخ «توماهوك»، مشيراً بذلك إلى أن واشنطن استغلت ضعف الوجود الروسي في المنطقة ونفذت عدوانها. وأوضح المصدر، أن وزارة الدفاع الروسية قررت بعدما تناولت عدوان الشعيرات بالتحليل، أن تُظهر قوة المجموعة البحرية الروسية للدول المشاركة في الحملة السورية. ورأت الصحيفة أن قرار وزارة الدفاع الروسية حقق مردوداً بدليل أن طائرات استطلاع تابعة للقوات البحرية الأميركية تقوم بمراقبة مسرح المناورات الروسية في شرق البحر المتوسط بصفة مستمرة. وتضم المجموعة العملياتية الدائمة للأسطول البحري الروسي في المتوسط نحو 10 سفن وقطع بحرية، منها الفرقاطتان «أدميرال غريغوروفيتش» و«أدميرال إيسين» المزودتان بصواريخ «كاليبر» المجنحة، كما انضمت إلى المجموعة مؤخراً الغواصة «كراسنودار» المزودة بصواريخ «كاليبر» أيضا، ووصلت إلى المتوسط بعد إجراء اختبارات في عمق البحر ضمن قوام الأسطول الشمالي الروسي.
وقالت وكالة الإعلام الروسية: إن المرة السابقة التي أطلقت فيها روسيا صواريخ كروز من سفنها على أهداف لمتشددين في سورية كانت في تشرين الثاني من العام الماضي. وفي حينه كانت البارجة «أدميرال غريغوروفيتش» هي من أطلق الصواريخ المجنحة على مواقع الإرهابيين. وأطلقت البحرية الروسية صواريخ مجنحة من الغواصة لأول مرة في تشرين الثاني 2015، عندما وجهت الغواصة «روستوف» ضربات إلى مواقع داعش بصواريخ «كاليبر» من حوض البحر الأبيض المتوسط. كما سبق لبوارج حربية روسية أن وجهت ضربات بصورايخ كاليبر من حوض بحر قزوين، حيث عبرت الأجواء الإيرانية والعراقية قبل أن تصيب أهدافها في وسط سورية.
ومن ناحية أخرى أظهرت صور نشرها مدونون أتراك على مدونة تركية، أمس سفينة روسية في الطريق إلى سورية تعبر مضيق البوسفور حاملة شحنة من الشاحنات العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن