لوحات بألوان سوريّة متنوّعة في قلعة دمشق…ملتقى التصوير الزيتي الرابع «سورية… جسر المحبّة»
عامر فؤاد عامر – «ت: طارق السعدوني»
ضمن اهتمام وحفاوة من الحاضرين، والمتابعين للحركة التشكيليّة السوريّة، كان ختام ورشة ملتقى التصوير الزيتي الرابع، الذي جاء تحت عنوان «سورية… جسر المحبّة»، برعاية وزارة الثقافة – مديرية الفنون الجميلة، وبالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة، وذلك في يوم 27 نيسان 2015.
المشاركة في الورشة جاءت بتعاون مجموعة من الفنانين التشكيليين، من خلال لوحاتٍ قاموا برسمها، والعمل عليها في الهواء الطلق، فكانت ورشة العمل هذه على مدى أسبوعين من النشاط والحركة غير الاعتياديّة، نتج عنها ما يزيد على أربع وعشرين لوحةًٍ فنيّةًٍ متنوّعةً في مواضيعها، والأسلوب الذي استخدمه الفنانون، والمدارس التي اتبعوها، وجرى ذلك في حديقة المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة، ضمن قلعة دمشق، وما يميّز النشاط هو مشاركة طلاب المعهد للفنانين في معلوماتهم وخبراتهم، من خلال الاحتكاك بهم، والمراقبة لهؤلاء الفنانين، والتحدث إليهم وإلى ما شرحوه لهم عن الأعمال، وهؤلاء التشكيليون هم «خالد المز، علي حسين، لجينة الأصيل، ناثر حسني، أسعد فرزات، عمران يونس، أكسم طلاع، غادة حداد، عدنان حميدة، محمود جوابرة».
التقينا الفنان «ناثر حسني» أحد المشاركين بلوحتين، والذي قال في تصريحٍ خاصّ لـ«الوطن»: «جئت هذا الملتقى بدعوةٍ من وزارة الثقافة، فكانت خطوةً جميلة جداً، من حيث أن ألتقي بالأصدقاء الذين لم التقهم منذ مدّة طويلة، ومن جهةٍ ثانية العمل مع الزملاء الفنانين ليلاً ونهاراً في الباحة الداخليّة أو حديقة القلعة إلى أن أنجزنا العمل وقدمنا اللوحات في المعرض في النهاية، وقد قدّمت لوحتين الأولى مستوحاة من دمشق القديمة، والثانية من الريف الدمشقي، وهذا هو اختصاصي منذ أربعين عاماً، فدمشق هي الجزء الأكبر من حياتي وأعمالي، ولم أشارك منذ أربع سنوات في معرض فنّي، وعموماً هناك تحضير لمعرض جديد سأحدد موعده قريباً».
التقينا أيضاً مدير المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة «طلال البيطار» الذي بيّن لنا أهمية قيام مثل هذه الملتقيات في المعهد، إذ تعدّ ورشة عمليّة، يستطيع الطلاب عبر المراقبة، والتأمل، والسؤال، والعمل، الاستفادة من هذا الحدث، وحول هذا النشاط أضاف لنا: «في كلّ عام يقام في قلعة دمشق، هذا المعرض، وفي هذا العام حمل الملتقى «سورية… جسر المحبة»، وهو يجمع الطلاب مع الأساتذة الكبار، ليقدّموا هذا العمل كثمرة محبّة لملتقاهم، فاستفاد الطلاب من العمل، ومن طريقة الفنانين في التعامل مع رسومهم، وأساليبهم اللونيّة، وتجاربهم». ولدى سؤالنا عن الاختلاف بين هذا الملتقى لكونه الرابع بين الملتقيات التي سبقته قال «طلال البيطار»: «جاء هذا الملتقى في الهواء الطلق، وليست اللوحات مجهزة مسبقاً ضمن مراسم مغلقة، بل نتاج هذه الورشة المفتوحة يراها كلّ الناس، ويراقب طريقة عمل الرسام، وما المدرسة التي ينتمي إليها». وعن نشاطات المرحلة القادمة أضاف: «بعد انتهائنا منذ فترة قريبة من ورشة النحت، وكيفيّة صناعة الميدالية، سنعمل على تحضير مشاريع تخرج الطلاب قريباً، وهناك مشاريع فنيّة مشتركة مع جهات أخرى قيد التحضير سنعلن عنها في وقتٍ قريب».
تراوحت أساليب الفنانين بين الواقعيّة والتجريدية والحروف التجريدية، كما حملت بعض اللوحات انعكاساً لامس الواقع والأزمة التي تمر بها سورية، ومنها ما لامس البيئة والطبيعة، وقد التقينا الفنان «أكسم طلاع» أحد الفنانين المشاركين في الملتقى والذي يقول: « الملتقى كان عبارة عن نتيجة لورشة اجتمع فيها الفنانون، وقد قدّمت لوحتين من نوع الفنّ الكرافيكي، اعتمدت فيهما على الخط العربي بمعناه التشكيلي، فما استخدمته من حروف فيهما له علاقة بحالةٍ من التجريد، وتوظيف الحرف بطريقةٍ غير مألوفة، لأنّني مؤمن بأن العالم البصري أكثر بلاغة من القول، فلوحتاي حملتا حروفاً في قراءةٍ بصريّة، وهذا ما يذكرني ببيت من الشعر لشاعرنا العربي (أبو تمّام) إذ يقول:
كشفت قناع الشعر عن حرّ وجهه
وطيرته عن وكره وهو واقع.