مزارعو ريف دمشق ينعشون سوق الخضر في السويداء

| السويداء – عبير صيموعة

عندما تدخل بلدة المزرعة في السويداء تطالعك سوق الخضر فيها وتعتبر سوقاً مصغرة عن سوق الهال في دمشق، عمل على إقامتها في بداية الأمر مزارعون ومستثمرون وتجار من أهالي دوما الشام قاموا بتزويدها ورفدها من الأراضي الزراعية التي عمل على زراعتها واستثمارها مزارعو دوما المقيمون في المزرعة إضافة إلى المشروعات الزراعية التي قام أهالي البلدة باستثمارها تماشياً مع خطا مزارعي ريف دمشق.
ويشير أبو محمد أحد مزارعي دوما إلى أنه يقطن بلدة المزرعة منذ ما يزيد على 15 عاماً وبدأ عمله بزراعة الأرض بالخضر بعد أن كان هو وأقرانه يستأجرون الأرض مع بئر المياه فيها ويزرعونها بالخضر ويزودون أسواق المحافظة من محاصيلهم حتى تجاوزت الأراضي الزراعية مئات الدونمات في البلدة موضحاً أنه وعند بدء الأحداث التي ضربت البلاد قاموا بالتواصل مع تجار ومستثمرين من دوما قدموا إلى السويداء لتكون فكرة سوق الخضر التي أصبحت إحدى أهم الأسواق التي ترفد المحافظة والمحافظات الأخرى بالخضر المتنوعة، ثم جرى التعاقد مع مجموعة من أصحاب السيارات الناقلة التي شكلت أسطولاً بين سوق الخضر والأسواق ضمن المحافظة والمحافظات الأخرى لتصبح السوق من أهم أسواق الجملة ونصف الجملة للتجار والمزارعين ضمنها
كما أكد أبو خالد أنه كان يعمل في زراعة واستثمار الأراضي ضمن بلدة المزرعة منذ سنوات إلا أن ارتفاع تكاليف مستلزماتها من حراثة وزراعة ورشوش إضافة إلى ضمان الأرض دفعه إلى شراء سيارة نقل كبيرة وتحوله إلى نقل الخضر من السوق إلى أسواق المحافظات الأخرى إضافة إلى نقل الخضر والفواكه في مواسم محددة من أسواق المحافظات إلى أسواق السويداء. وفي جولة لـ«الوطن» على أراضي المزارعين في بلدة المزرعة والقرى المجاورة لها تمحورت شكاوى المزارعين حول ارتفاع مستلزمات الإنتاج وخاصة المبيدات الحشرية التي تكلف البعض في كل عملية رش ما يزيد على مليون ل. س تتناسب طرداً مع المساحات المزروعة إلا أنه ورغم التكاليف المرتفعة بقيت أسعار الخضر في سوق المزرعة هي الأقل بين الأسواق التي أوضح مستثمرو السوق أنها تعود بالدرجة الأولى إلى أنها أسعار جملة ونصف الجملة.
ولعل أهم النقاط الإيجابية في القضية أن ضمان الأرض وزراعتها من مزارعي ريف دمشق دفع الكثيرين من أهالي بلدة المزرعة والقرى المجاورة لها إلى زراعة واستثمار أراضيهم وحفر الآبار الزراعية الأمر الذي أحيا المنطقة وأنعش الزراعة ضمنها كما أنعش تجارة الخضر في المحافظة.