عربي ودولي

طهران رأت فيه عزلاً لأميركا «أكثر فأكثر» … انتقادات داخلية وخارجية لقرار ترامب الانسحاب من اتفاقية المناخ

وصفت إيران قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ بأنه «غير مسؤول»، معتبرة أنه سيؤدي إلى عزل الولايات المتحدة «أكثر فأكثر».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن «انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس يدل على عدم مسؤولية الحكومة حيال الأسرة الدولية وسيؤدي إلى عزل (الولايات المتحدة) أكثر فأكثر».
وأضاف المسؤول الإيراني: إن «عدم احترام الالتزامات الواردة في اتفاقية باريس من حكومة هي ثاني أكبر مسبب لانبعاثات الغاز المسببة للاحترار وإحدى أكبر الدول المسببة للتلوث، أمر غير مقبول».
وأكد قاسمي أنه «على الأسرة الدولية إلزام الإدارة الأميركية الجديدة بتطبيق تعهداتها بشكل كامل». وأضاف قاسمي: «من المهم للغاية عدم تقويض الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس التي تشكل رمزاً عالمياً للتعاون».
في المقابل قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي إن إن» إن الرئيس الأميركي يصدق بأن مناخ العالم يتغير وأن الإنسان يتحمل بعض المسؤولية.
وأضافت: «هو يعرف أنه يتغير وأن على الولايات المتحدة أن تكون مسؤولة تجاه هذا، وهو ما سنفعله».
واعتبرت هالي أن بنود الاتفاقية الدولية التي تحد من الانبعاثات، والتي وقعتها كل الدول ما عدا سورية ونيكاراغوا، كانت «مرهقة جداً» ووضعت الشركات الأميركية في موقع سيئ.
وترك قرار ترامب الولايات المتحدة في عزلة افتراضية على المسرح الدولي، ولم يشفع إصراره السعي «لإعادة التفاوض» حول الاتفاقية في تخفيف موجة الإدانات الشديدة.
هذا وأعلن مسؤولو 30 ولاية أميركية في مقدمتهم واشنطن ونيويورك وكاليفورنيا رفضهم الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ.
وقال تقرير لصحيفة «التايمز» البريطانية: إن الولايات الثلاثين ترفض قرار ترامب وشكلت فيما بينها ائتلافاً بقيادة كاليفورنيا لمقاومة هذا الإجراء.
وأضافت الصحيفة: إن التحالف الأميركي للمناخ يضم أيضاً عشرات من الشركات والبنوك الأميركية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الحكام الديمقراطيين لواشنطن ونيويورك وكاليفورنيا يعتزمون التفاوض مع الأمم المتحدة للاعتراف بهم كأطراف في المعاهدة التي تضم 195 دولة.
واتهم حاكم ولاية نيويورك، أندرو كوامو، إدارة ترامب بـ«التراجع عن الزعامة والجلوس في الصف الثاني مقارنة مع الدول الأخرى»، على حين أعلن جاي إينسلي حاكم ولاية واشنطن أن المدن والولايات الأميركية تتحمل الآن مسؤوليتها عن المناخ.
وقال جيري براون، حاكم ولاية كاليفورنيا: إن رأي ترامب في أن «التغيرات المناخية مجرد خيال يعارض آراء جميع العلماء»، وإن كاليفورنيا وولايات أخرى ستشارك في اتفاقية باريس للمناخ.
من جهة أخرى تظاهر آلاف الأميركيين في الولايات المتحدة لمطالبة دونالد ترامب بـ«الحقيقة» بشأن «علاقاته مع روسيا».
وردد ما بين ألفين وثلاثة آلاف متظاهر قبالة البيت الأبيض بواشنطن أهازيج مناهضة لترامب وطالبوا بتشكيل «لجنة مستقلة وشفافة» للتحقيق في صلة محتملة بين مسؤولين روس ومقربين من ترامب أثناء الحملة الانتخابية في 2016.
وفي نيويورك تجمع نحو ثلاثة آلاف متظاهر في جنوب مانهاتن مرددين صيحات «خائن» و«كاذب» و«اسجنوه».
كما تجمع أقل من 200 شخص من أنصار ترامب أمام البيت الأبيض لدعم الخروج من اتفاق باريس رافعين شعارات «أميركا أولاً».
وتأتي هذه التجمعات قبل جلسة الاستماع المقررة في 8 حزيران للمدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جايمس كومي الذي أقيل في بداية أيار من قبل ترامب.
ويمكن أن تأتي شهادة كومي بعناصر ملموسة في ملف العلاقات مع روسيا.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن