السادس من أيار.. عيد لملاحم البطولة والتضحية
شمس الدين العجلاني
ما تزال المرجة مترسخة في تراثنا، ومازالت تلك الأهزوجة الشعبية الجميلة التي أُطلقت بعد إعدام شهداء السادس من أيار عام 1916 في ساحة المرجة علي يد العثماني جمال باشا السفاح، تصدح في سماء الوطن:
زينوا المرجه.. والمرجه لينا.. شامنا فرجه وهي مزينه.. جدايل جدايل.. أصايل أصايل.. وبلادك جناين..
لا تزال هذه الأهزوجة تتردد باستمرار إلى أيامنا هذه في العرضات الشامية وعلى شاشاتنا الفضائية وإذاعاتنا المختلفة، كتعبير عن حضور ساحة المرجة في الذاكرة الشعبية، وحضور ذكرى شهدائنا الأبرار الذين قضوا على يد المحتل العثماني.
أهزوجة زينوا المرجة، لم يُعرف من قائلها، ولكن المعروف أنها وُجِدت يوم ساق المحتل التركي أبناء سورية إلى المشانق في ساحة المرجة، فقيلت هذه الأهزوجة لأن شهداءنا هم زينة الوطن…
في السادس من أيار من كل عام تحتفل سورية ولبنان بعيد الشهداء. السادس من أيار عيد لملاحم البطولة والتضحية التي قدمها شباب سورية على مذابح الحرية، ووقفة لنا جميعاً نستذكر بإجلال وإكبار تاريخ رجالات بلادنا بالتضحية والفداء من أجل إعلاء كلمة الوطن وصون عزته وكرامته. السادس من أيار هو مناسبة وطنية في سورية ولبنان، نستذكر فيها كل عام أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق عدد من الوطنيين السوريين في دمشق وبيروت يوم 6 أيار عام 1916. فبعد اتهامهم بالخيانة والاتصال بجهات أجنبية والعمل على استقلال البلاد العربية عن الدولة العثمانية، أصدر جمال باشا السفاح أحكام الإعدام على عدد من الوطنيين، فأعدم 14 وطنياً في ساحة البرج في بيروت و7 في ساحة المرجة بدمشق، مارس أحمد جمال باشا ظلماً وبطشاً على جميع أبناء بلاد الشام بطوائفهم المختلفة.. وكان الشهداء الذين أُعدموا بدمشق في ساحة المرجة هم: عبد الحميد الزهراوي، شفيق المؤيد العظم، شكري العسلي، عمر الجزائري، رفيق رزق سلوم، نايف تللو، عبد الوهاب الإنكليزي.
دام الاحتلال العثماني لوطننا قرابة أربعة قرون أي أربعمئة عام، عانى خلاله الحرمان والظلم والاستبداد وشهدت السنوات الأخيرة لهذا الاحتلال عهداً من الظلم والإرهاب قل نظيره وتزامن مع بدء الحرب العالمية الأولى ودخول تركيا طرفاً فيها إلى جانب دول المحور (ألمانيا -إيطاليا ).. في مسيرة الاحتلال التركي لوطننا محطات حُفرت في ذاكرة الأجيال بكثير من الحزن والأسى، ورواها الأجداد للأبناء والأبناء للأحفاد، فلا يمكن أن ننسى المجازر التي ارتكبها الأتراك في ذاك الزمن وهذه الأيام، في تاريخنا نقف مطولاً عند مآسينا من الأتراك فلا ننسى أيام السفر برلك، ولا ننسى المجازر التي ارتكبت على أراضينا بحق الأرمن في منطقة «مرقدة» ولا ننسى شهداء السادس من أيار 1916م الذين أمر بإعدامهم أحمد جمال باشا السفاح.
من هو أحمد جمال باشا
ولد أحمد جمال باشا السفاح عام 1873 م وتوفي قتلاً عام 1922 م أو 1921، عين قائداً للجيش الرابع في سورية عام 1915 م وفرض سلطانه على بلاد الشام وأصبح الحاكم المطلق فيها وهو من زعماء جمعية الاتحاد والترقي، قاتل البلغار في مقدونيا واشترك في الانقلاب على السلطان عبد الحميد، كما شغل منصب وزير الأشغال العامة عام 1913 ثم قائداً للبحرية العثمانية عام 1914 م وحين عُيِّن في منصبه الجديد في بلاد الشام اتبع في بادئ الأمر سياسة المداورة ومحاولة كسب العرب في صف تركيا محاولاً الاستفادة منهم في الحرب الدائرة وجهز الجيش الرابع بمعدات اعتبرها كافية لعبور قناة السويس واحتلال مصر وفي ليل 2 شباط 1915 م بدأ هجومه على مصر مخترقاً صحراء سيناء التي كانت حينها تفتقر لطرق المواصلات فكانت القوات العثمانية تصل إلى القناة منهوكة القوى، جائعة، عطشى لتحصدها القوات البريطانية الموجودة في القناة.
وتذكر المصادر التاريخية أن أحمد جمال باشا كان خالياً من كل مزايا الرجال حيث غلبت عليه العسكرية القاسية من تصلف وتعسف وعنجهية ودهاء للقضاء على كل من يقف في طريقه. وأنه خال من الجمال الإنساني. ويقال إن الذي قتل أحمد جمال باشا السفاح رجل يدعى اسطفان زاغبيكيان انتقاماً لأهل قريته الذين فتك بهم السفاح.
وأحمد جمال باشا اسم معروف لأهل دمشق، وذلك لتسميه أهم شارع بدمشق باسمه، وهو الآن شارع النصر الذي يمتد من ساحة محطة الحجاز لغاية مدخل سوق الحميدية وقلعة دمشق، وهذا الشارع قام بتوسيعه أحمد جمال باشا عام 1914م وسُمي باسمه، وبعد ذلك سُمي باسم شارع النصر نسبة لباب النصر الذي كان موضعه بالقرب من مدخل سوق الحميدية.
ويذكر أن جمال باشا قام بتدشين أول دار للسينما أُسست في دمشق هي سينما (جناق قلعة) وذلك في أواخر العهد العثماني في عام 1916 م، وهذه الدار أسست بالتعاون مع الألمان بقصد لفت نظر «إلهاء» أهل الشام إليها وعدم متابعة أخبار معارك الحرب العالمية الأولى، وعرض مقاطع سينمائية عن انتصارات الجيش الألماني والعثماني!!
البداية
في ظل الظروف التي فرضتها الحرب العالمية الأولى، ارتأت السلطات التركية، تعيين والٍ جديد على بلاد الشام، فعينت عام 1915 م القائد العثماني أحمد جمال باشا، الذي لقبه أهل سورية بالسفاح لكثرة إراقته لدماء السوريين الأحرار، والياً على سورية، وأحمد جمال باشا هو قائد عسكري عثماني، تقلد عدة مناصب في الدولة العثمانية، فكان وزيراً للأشغال العامة، وقائداً للبحرية العثمانية، وقائد الجيش الرابع، ووزيراً للحربية، ومن زعماء جمعية الاتحاد والترقي، وهو أيضاً قاتل البلغار في مقدونيا واشترك في الانقلاب على السلطان عبد الحميد. وهو الذي كان عام 1916 م الحاكم المطلق في بلاد الشام، وهو من نصب المشانق لأبناء بلاد الشام في سورية ولبنان..
لا بد من الإشارة هاهنا أن المعلومات المتوافرة عن جريمة إعدام رجالات الشام عام 1916 م قليلة ومبعثرة في بطون الكتب والجرائد، بسبب الاضطهاد والقهر الذي كانت تعاني منه بلاد الشام آنذاك وبالتالي التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطات العثمانية على جريمة الإعدام، بحيث لم تستطع الجرائد الصادرة آنذاك سوى ذكر خبر الإعدام (الخبر الرسمي) من دون أي رأي أو تعليق، ولم يستطع شاعر عربي واحد أن ينشر قصيدة رثاء واحدة لهؤلاء الأبطال يوم تشرفت أعواد مشانق المرجة بحمل أجسادهم، كما تم نفي العديد من ذوي الشهداء خارج البلاد قبل تنفيذ حكم الإعدام، وصادرت السلطات العثمانية أموالهم وأملاكهم، وتم إرهاب الباقي منهم.
أصدر أحمد جمال باشا السفاح أحكام الإعدام بحق واحد وعشرين من الزعماء الوطنيين أحرار سورية من مثقفين وشعراء وصحفيين وسياسيين.. بتهمة العمل على الانفصال عن الدولة العثمانية! شُنق سبعة منهم في ساحة المرجة بدمشق وأربعة عشر في ساحة الحرية ببيروت وكان ممن استقبلتهم ساحة المرجة: عبد الحميد الزهراوي، شفيق المؤيد العظم، شكري العسلي، عمر الجزائري، رفيق رزق سلوم، نايف تللو، عبد الوهاب الإنكليزي.
استقبلتهم المرجة وأحجارها وسماؤها تصدح: « زينوا المرجه.. والمرجه لينا.. شامنا فرجه وهي مزينه…».
كان شهداء دمشق قد سيقوا إلى ساحة المرجة في الثالثة صباحاً من يوم السبت في السادس من أيار عام 1916، من دون إعلان الأحكام التي صدرت بحقهم، فدخل عسكر جمال باشا في ليلة تنفيذ الحكم على السجون وساقوا هؤلاء الأبطال من دون أن يعرفوا إلى أين هم ذاهبون، وأمرهم العسكر أن يرتدوا ملابسهم ويتبعوهم. ونقل الذين تقرر إعدامهم بدمشق إلى ساحة المرجة حيث نصبت سبع مشانق واقتيد الآخرون إلى ساحة البرج في بيروت.. أعدم أحرار سورية في ساحة المرجة على مرأى ومسمع من جمال باشا الذي كان يتابع مشهد الإعدام من نافذة في إحدى طوابق بناء العابد (لم يزل هذا البناء قائما حتى الآن في ساحة المرجة) فكان أول من عُلق على أعواد المشانق الشهيد عبد الحميد الزهراوي وتبعه الأمير عمر الجزائري، ثم شكري العسلي، وعبد الوهاب المليحي (الإنكليزي)، ثم تتابعت الإعدامات الأخرى. وفي الساعة السادسة من صباح اليوم السادس من أيار كانت المجزرة البشرية قد ارتكبت، وبعد ساعات قليلة كان خبر الإعدامات قد عم أنحاء بلاد الشام فكان حزناً عظيماً لف انحاء الوطن لفقدانهم خيرة شبابهم.. ومنذ ذلك التاريخ أطلق على الوالي جمال باشا لقب السفاح الذي لازمه بقية حياته وإلى الآن.
من شهداء أيار
الزهراوي: هو عبد الحميد الزهراوي، ولد في مدينة حمص سنة 1855م، ودرس في كتاتيب حمص ثم في المدرسة الرشيدية، ومدرسة المعارف، كان طالباً متفوقاً فاق أقرانه وتقدم رفاقه وأترابه في الدرس والتحصيل، وتابع تحصيله العلمي في الآستانة والقاهرة، أصدر صحيفة (المنبر) في حمص ولكن السلطات العثمانية ما لبثت أن أوقفت هذه الصحيفة، فسافر إلى الآستانة وعمل هنالك في صحيفة (معلومات)، وفي سنة 1908م انتخب نائباً عن حماة في مجلس المبعوثان»، وكان عمره حينذاك سبعة وثلاثين عاماً، ترأس المؤتمر العربي الأول في باريس سنة 1913 م، تعرض الزهراوي للملاحقة والسجن والاضطهاد من السلطات العثمانية بسبب مواقفه الوطنية والقومية التي كان يجاهر بها.
العظم: كان الشهيد شاعراً وأديباً وكاتباً مجيداً وموهوباً وكان مثقفاً ثقافة عميقة، ويعد مرجعاً كبيراً في علم الاقتصاد والمال. هو شفيق بن أحمد بن مؤيد باشا العظم، ولد بدمشق عام 1857م، وتلقى تعليمه الأولي في الكتاب بدمشق، وفي بيروت تابع تحصيله العلمي، عمل في جمرك بيروت وفي قلم الدفاتر (الخاقاني) في ولاية سورية برتبة معاون مدير، ومترجماً في القصر السلطاني إذ كان يتقن إلى جانب العربية اللغة التركية والفرنسية وقليلاً من الإنجليزية. ثم مندوباً للدولة في صندوق الدين التركي، فمندوباً لدى شركة احتكار الدخان. كما انتخب نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان.
ساهم العظم في تأسيس عدد من الأحزاب والجمعيات السياسية القومية منها: حزب الإخاء العربي العثماني، الحزب الحر المعتدل، حزب الحرية، حزب الائتلاف..
الشمعة: هو حسن رشدي بن أحمد رفيق باشا بن سليم الشمعة. ولد بدمشق عام 1865م، درس في إسطنبول الأدب والقانون وتخرج من معاهدها عام 1886، شغل منصب رئيس كتاب مجلس إدارة الولاية والمدعي العام للمجلس، انتخب نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان (البرلمان العثماني) وهناك ارتفع صوته عالياً هو وزملاؤه العرب تحت قبة المجلس ضد سياسة التتريك ودعا لمكافحتها.
ألف عدة روايات وطنية وقومية مُثِّلت على مسارح دمشق، شارك في تأسيس عدة أحزاب سياسية مناوئة لسياسة التتريك والقمع والاضطهاد.
كانت خلاصة قرار الاتهام الموجه لرشدي الشمعة هو: (كان قد ألقى في دور التمثيل محاضرات تشجع الانفراد العربي واستقلاله، وكان مشتركاً في تشكيلات الجمعية اللامركزية..) كان آخر شهيد عُلق على أعواد المشانق في ساحة المرجة بدمشق.
الجزائري: هو الأمير عمر الجزائري ابن الأمير عبد القادر الجزائري نزيل دمشق، نشأ وترعرع في بيت علم وجهاد وسياسة، وبعد إعدامه صادر جمال باشا أملاكه ومنها قصره في دمر وقد جعله السفاح مستوصفا للضباط الأتراك.
سلوم: هو الشهيد رفيق رزق سلوم ولد في حمص في آذار 1891، درس في حمص وبيروت والآستانة، كان عضوا في الجمعية القحطانية، كما ساهم بتأسيس جمعية العهد. اعدم وهو بعمر الخامسة والعشرين، وترك مجموعة كبيره من الكتب والمقالات طبعتها وزاره الثقافة عام 2006.
يقول شاهد عيان على إعدام رفيق رزق سلوم، وهو الجنرال علي فؤاد اردن رئيس أركان الجيش الرابع الذي كان قائده جمال باشا السفاح: (سارإلى المشنقة بخطوات ثابتة سريعة، فما أن تلقاه المأمور الذي تولى شنقه حتى رمى طربوشه إلى الأرض، ولكن رفيقاً صاح به غاضبا: ردّوا الطربوش، لا يحق لكم أن ترموه إلى الأرض، فأذعنوا لطلبه ووضعوه على رأسه.. ولم يلحظ آنئذ أن الطربوش تلطخ بالتراب، ولو لحظ لصاح بهم: نظفوا طربوشي من الغبار.. كنت أمعن النظر في هذا الشاب الذي أبدى من الشجاعة ورباطة الجأش ما يحير العقول).
العسلي: هو شكري بن علي بن محمد بن عبد الكريم بن طالب العسلي، ولد في دمشق عام 1868 م تلقى تعليمه الأولي في المدرسة البطريكية، ثم في المدرسة البستانية، ومنها إلى المدرسة الكلية الأميركية ثم مدرسة عين تورا في لبنان، وأتم دراسته العليا في المدرسة الملكية في الآستانة، عاد إلى دمشق ليتدرب على الأعمال الإدارية في ديوان الحكومة.
انتخب العسلي عضواً في مجلس المبعوثان ولعب دوراً كبيراً تحت قبته ضد السياسات العثمانية في التتريك واضطهاد العرب، وكان من ألد أعداء الصهيونية حيث أفشل اقتراحاً للاتحاديين ببيع ثلاثة ملايين دونم لليهود في فلسطين بمساعدة وزير المالية العثماني جاويد، فسقط المشروع بعد أن عارضه العسلي وكشف غاياته وأخطاره. وهذا ما زاد عليه الخناق من الاتحاديين.
كان العسلي أديباً وروائياً وشخصية نادرة في عالم الإبداع والسياسة والفكر والإدارة، نبغ منذ فجر شبابه بما يمتلك من ملكات ومواهب وقدرات فائقة جعلته في طليعة رجال عصره…
الإنكليزي: هو الشهيد عبد الوهاب بن أحمد الإنكليزي الملقب بالمليحي (أصل عائلته من قرية المليحة قرب دمشق ) تعلم في دمشق، ودرس الحقوق في الآستانة، ثم عين قائم مقام في إحدى مناطق ولاية حلب، فمفتشاً للإدارة الملكية في ولاية بيروت، ونقل منها إلى ولاية بروسة، كما عمل لفترة زمنيه في المحاماة.
له العديد من المقالات في السياسة والاجتماع والتاريخ، كان يتقن اللغة التركية والفرنسية والإنكليزية إضافة إلى لغته الأم العربية.
ومازالت أضرحة هؤلاء الشهداء في مقبرة الدحداح بدمشق شاهداً على بطولتهم.
وبعد
هؤلاء الشهداء، شهداء السادس من أيار سطروا اسم سورية بماء الذهب على صفحات التاريخ المشرقة الخالدة، ليكونوا الأمثولة للأجيال القادمة في حب وصون الوطن، فهم الرجال الأشاوس الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن تحيا الأجيال حرة كريمة من بعدهم، وجعلوا الوطن أغلى من الحياة نفسها، لم يكن شهداء السادس من أيار الذين تشرفت أعواد المشانق بحمل أجسادهم في ساحة المرجة بدمشق وساحة البرج في بيروت سوى قافلة من قوافل شهدائنا في مسيرة الكفاح من أجل السيادة والكرامة.
في السادس من أيار عام 1916 م لم تكن بداية التضحية والشهادة لأبناء سورية، إلا أن ما قدمه شباب سورية من تفان وصلابة في الدفاع والحفاظ على الوطن في ذاك اليوم اعتبر تخليداً لكل الشهداء الذين سقطوا في ساحات الشرف، وحين تحتفي سوريه بكل أطيافها في السادس من أيار بعيد الشهداء إنما تحتفي بكل الشهداء الأبرار الذين قدموا الغالي والنفيس ليحيا الوطن في عزته وكرامته..
منذ أيام مضى قرن على الإبادة الجماعية التي ارتكبها العثمانيون بحق الشعب الأرمني، وفي العام القادم سيمضي قرن على إعدام جمال باشا السفاح لشهداء السادس من أيار، ومازال العثمانيون يرتكبون المجازر تلو المجازر بحق شعبنا حتى كتابة هذه السطور.