سورية

شدد على أنها لا تعني تهيئة الظروف لتقسيم البلاد … لافروف: نعمل على تفاصيل المراقبة والتفتيش في مناطق تخفيف التصعيد

| الوطن – وكالات

أعلنت روسيا، أن العمل جار لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المراقبة ونقاط التفتيش والدخول إلى «مناطق تخفيف التصعيد» في سورية، مشددةً على إعطاء الأولوية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان تلك المناطق وتسهيل حياتهم، وأن ذلك لا يعني تهيئة الظروف لتقسيم البلاد.
وتكثفت التحضيرات لإطلاق مباحثات أستانا، وسط تقارير عن توصل خبراء الدول الضامنة لعملية أستانا إلى تنسيق حدود «مناطق تخفيف التصعيد»، باستثناء بعض المناطق المحدودة «لم يحسم أمرها» والتي تشهد اشتباكات وأعمال كر وفر.
وأعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن «تشكيل مناطق تخفيف التصعيد في سورية لا يعني تهيئة الظروف لتقسيم البلاد». وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي في العاصمة الروسية موسكو، قال لافروف: إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد مراراً وتكراراً أن الحديث لا يدور عن تقسيم سورية، كما يريد البعض (من دون أن يسميهم)» حسبما أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأضاف نقلاً عن موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «لقد أكد الرئيس بوتين أكثر من مرة أن إنشاء هذه المناطق يهدف إلى بدء عملية نحو إيجاد تسوية شاملة للأزمة السورية».
ووصف حديث بعض الجهات عن تقسيم سورية بعد إنشاء مناطق تخفيف التصعيد بـ«العمل الاستفزازي»، وأشار إلى وجود منظمات متحيزة تتحدث عن «تقسيم سورية»، وأكد أن هذا الأمر عار من الصحة تماماً، كاشفاً أن إنشاء مناطق تخفيف التصعيد هو «إجراء مؤقت» وأن عملية تخفيف التصعيد ستشمل لاحقاً مناطق أخرى من سورية.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن مناطق تخفيف التصعيد هي بديل عن استحالة وقف إطلاق النار الشامل على جميع أراضي سورية. وإذ أوضح أن «الحديث يدور عن ضرورة التحرك نحو وقف إطلاق نار شامل ووقف التصعيد على الأراضي السورية برمتها»، استدرك قائلاً: «(لكن) بما أن تطبيق هذا الشيء على جميع الأراضي السورية في آن واحد صعب، بل يمكن أن يكون من المستحيل، فقد قررنا البدء بالمناطق الأكثر تصعيداً، تم تحديد أربع مناطق، وهم وافقوا».
وتتوج اجتماع «أستانا 4»، بتوقيع ممثلي الدول الضامنة لاتفاق أستانا، (روسيا، إيران، وتركيا)، على مذكرة لإقامة أربع مناطق تخفيف تصعيد في سورية لمدة 6 أشهر. ونصت المذكرة على أن خبراء الدول الضامنة سيعملون على تنسيق حدود المناطق تخفيف التصعيد والمناطق الأمنية المحيطة بها قبل الرابع من حزيران.
وكشف لافروف أن العمل جار «لوضع اللمسات الأخيرة للاتفاق على تفاصيل محددة تتعلق بمراقبة الأطراف بالتزامها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وعلى التفاصيل المتعلقة بتوفير نقاط التفتيش في مناطق تخفيف التصعيد»، وأضاف موضحاً أولوية هذه المناطق بالقول: «يجب أولاً وقبل كل شيء، إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل وضع السكان في تلك المناطق»، لافتاً في هذا الصدد إلى عودة عشرات آلاف المواطنين الذين غادروا حلب، إلى منازلهم بعد تحريرها من المسلحين الخريف الماضي، وأضاف مستنكراً: «لا يتحدث الإعلام عن ذلك».
ويأتي تصريح لافروف مع اقتراب موعد لقاء «أستانا 5»، حيث أكد وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد الرحمانوف أن الشركاء الروس أبلغوا الخارجية الكازاخية بوجود خطط مبدئية لعقد اجتماع أستانا المقبل يومي الـ12 والـ13 من الشهر الجاري.
واتفق المشاركون في «أستانا- 4» على عقد لقاء جديد منتصف تموز، غير أن روسيا أعلنت، أول من أمس أن اللقاء سينعقد يومي 13- 14 حزيران الحالي.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن عبد الرحمانوف قوله للصحفيين: إن «الدول الضامنة الثلاث روسيا وإيران وتركيا تجري مشاورات نشطة ومكثفة فيما بينها لتحدد موعداً نهائياً للجولة القادمة من اجتماع أستانا». ولفت إلى أنه «سوف يتلقى قريباً معلومات حول جدول أعمال المحادثات والمشاركين».
وتوقع أن يشارك في الاجتماع كل من الدول الضامنة التقليدية، فضلاً عن الحكومة السورية ووفود من المجموعات المسلحة والمراقبين العسكريين، مشيراً إلى أن الأطراف المشاركة ستناقش تنفيذ مذكرة مناطق تخفيف التصعيد، وقال: «يبدو لي أنه من الضروري للدول الضامنة الآن أن تضمن الحفاظ على الاتجاهات الإيجابية التي نراها حالياً على الأراضي السورية».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أعلن أول من أمس أن جولة جديدة من مباحثات أستانا حول سورية ستعقد يومي الـ12 والـ13 من حزيران الجاري.
وقبل أيام كشف سفير سورية في موسكو رياض حداد عن تلقي الحكومة السورية دعوة لحضور لقاء «أستانا 5»، إلا أن عضو وفد المسلحين المشارك في محادثات أستانا العميد فاتح حسون، والمتحدث باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس، ذكرا أن المجموعات المسلحة لم تتسلم بعد الدعوة إلى اللقاء.
وحول خرائط ترسيم مناطق وقف التصعيد التي كان يفترض الانتهاء منها أول من أمس الأحد، قال حسون: «هناك فريق عمل من قبلنا يشارك في هذه المهمة برعاية الضامن التركي والعمل بات قيد الترتيبات الأخيرة». وفي حين لفت إلى أن الأمور تسير بشكل طبيعي حتى الآن، أشار إلى أن بعض المناطق المحدودة لم يحسم أمرها وهي التي تشهد اشتباكات وأعمال كر وفر.
يذكر أن العاصمة الكازاخستانية أستانا استضافت أربعة اجتماعات حول الأزمة في سورية أكدت في مجملها الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتثبيت وقف الأعمال القتالية على حين تم في الاجتماع الأخير الذي عقد مطلع الشهر الماضي توقيع المذكرة الروسية لإنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن