رياضة

وهم البطولات

| مالك حمود

بين الألعاب الفردية وقوتها وعزيمتها على تحقيق الإنجازات الدولية، والألعاب الجماعية وقدرتها على تلبية نهم الشارع الرياضي، تعيش الرياضة السورية رحلتها الطويلة والمحفوفة بالمتاعب بين العمل على ألعاب لتحقيق الإنجازات وألعاب للحفاظ عليها ولاسيما في الظروف والأزمات.
لسنا بصدد المقارنة بين الألعاب الفردية والجماعية، لكن المقارنة تفرض نفسها بين الألعاب الجماعية بحد ذاتها في رياضتنا، مادامت كرة القدم تأخذ حقها من اهتمامات الأندية وتأكل الأخضر واليابس من ميزانياتها لأنها اللعبة الشعبية الأولى، تليها بنسبة أقل كرة السلة لكونها اللعبة الثانية جماهيريا في ساحتنا الرياضية، ولكن ماذا عن لعبتي اليد والطائرة؟! فهل هما بخير؟!
المشاركات الخارجية ونتائجنا فيها هي المقياس الحقيقي للتطور الرياضي، فأين نحن من المشاركات الدولية؟! وهل نشارك خارجياً بلعبتي الطائرة واليد؟! وإذا تحققت المشاركة فما نتائجنا فيها؟!
لا شك أن مشاركتنا الآسيوية الأخيرة بلعبة كرة اليد كانت كفيلة بكشف أوجاع هذه اللعبة التي حظيت بمدرب أجنبي على أقل تقدير!
فالمسابقات المحلية ورغم أهميتها لن تكفي وحدها لتطوير اللعبة مالم تكن متكاملة ولكل الفئات العمرية وبطريقة إستراتيجية، مع أهمية دعم هذه الألعاب من أندية المدن الحاضنة لهذه الألعاب أساساً، إضافة للهيئات الرياضية لكونها القادرة على تحمل نفقات هذه الألعاب التي لا تأتي بالعوائد ولا الريوع المالية، وكم أحزن الكثيرين قرار إدارة نادي الجيش بحل لعبة الكرة الطائرة في النادي وعدم المشاركة في دوري الرجال!
لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فالحل عندما يكون بداية الحل فعندها تكون الحكمة في العمل الرياضي، وإذا كانت الغاية مجرد الفوز بالبطولة المحلية فها قد تحققت مراراً، ولكن ماذا عن المستوى؟!
وماذا عن أعمار ذلك الفريق الذي تقدم لاعبوه في العمر ومازالوا يلعبون ويتفوقون، لا شك أنها حالة غير صحية في ميزان العمل الرياضي وتعكس ضعف الدوري، وبالتالي يكون الشكر للاعبين الكبار على عطاءاتهم الكبيرة على مر السنين الطويلة، وتوجيههم نحو الالتفات إلى تدريب الفئات العمرية الصغيرة في النادي، مع أهمية الحفاظ على رواتبهم المالية، على اعتبار أن اللاعب في أحيان كثيرة يقبض أكثر من المدرب في رياضتنا، وبالتالي فلا خوف على واقعه المعيشي وبالتالي عندما يعمل براحة نفسية وثقة ومسؤولية في عملية البناء الرياضي للعبة في ناديه، فلا شك أنه الحل بعينه فيما لو تم دعم الفكرة في المراحل القادمة والعمل بصبر وتأن حتى يحين القطاف مع أجيال جديدة قادرة على الإقلاع بطائرة نادي الجيش لسنوات طويلة، وعندها تكون قد ساهمت في بناء رياضتنا الوطنية، وباتت قادرة على الفوز ببطولات حقيقية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن