شؤون محلية

سوء تنفيذ مشروعات خدمية يمر من دون محاسبة!

| درعا – الوطن

بات سوء التنفيذ لبعض المشروعات الخدمية سمة دارجة في ظل الظروف الراهنة، والمشكلة أن ذلك يمر أحياناً من دون أي محاسبة ما يطلق العنان لتخمينات وأقاويل في الأوساط المحلية وهي تغمز من أطراف معادلة إنجاز العمل سواء من صرف الكشوف أو إشراف على الأعمال واستلامها والأهم المتعهد الذي نفذها، والحالة التي نسوقها هنا تتمثل بمشروع تنفيذ الريكارات والمطريات في مدينة درعا.
فالمتعهد نفذ الأعمال بجودة ليست بالمستوى المطلوب وخاصة التزفيت في المواقع التي تم قصها لتنفيذ خطوط ربط المطريات بالريكارات، إذ تجدها وبالمشاهدة العادية لم تعد إلى ما كانت عليه، فالاسفلت لقلة سماكته في بعض المواقع فرط بعد أيام معدودة من فرشه ودحله كما أن المسار متدرج وانخفض عن منسوب الشارع وأصبح أشبه بمطب يربك الحركة المرورية ويقلق ويزعج السكان في الجوار بسبب اضطرار السيارات العابرة لاستخدام المكابح عندها.
وعزا بعض الفنيين المختصين الهبوط بعد التزفيت لعدم مناسبة الردميات المحددة في دفتر المواصفات من بلدية درعا ولعدم الرص الجيد لها وكذلك عدم مراعاة أن تكون طبقة الإسفلت بشكل جملون خفيف بحيث تصبح على الاستعمال من منسوب الشارع، لافتين إلى أن هذه المسارات التي تم تزفيتها محكوم عليها بالتخرب الحتمي مستقبلا لأنها ستتحول في فصل الشتاء إلى مستنقعات والمياه ستخرب الأسفلت وتؤدي إلى تحفره، وهناك من تساءل منهم عن سبب الإغراق في كثرة المطريات من دون أي داعٍ لها، وقدر بعض المتابعين أن نسبة المطريات الزائدة على الحاجة تصل إلى نحو 25% من إجمالي المنفذ وكأن الهدف هو أنفاق المال المخصص للمشروع بأي شكل كان.
ذكرت مصادر في فرع الهلال الأحمر العربي السوري (مشروع المياه) أن المشروع تنفذه إحدى المنظمات الدولية بالتعاون مع فرع الهلال وبالتنسيق مع بلدية درعا التي قدمت دراسة المشروع وهي من حدد متطلباته، علما أن الأعمال لا تقتصر على المطريات بل هناك كشف عن الريكارات المطمورة بالإسفلت ورفع منسوبها ليصبح على مستوى الشارع للإفادة في عملية معالجة الأعطال بأسرع وقت ممكن، وتأمين حاويات ومستلزمات عمال نظافة وصيانة عدد من الآليات التي تفيد هذا القطاع، ومجمل هذه الأعمال انعكست إيجاباً على المواطنين حيث لم تعد هناك اختناقات في الصرف الصحي ويمكن التدخل السريع للمعالجة عند الضرورة كما لم تعد هناك مستنقعات، ولم تنكر المصادر وجود بعض العيوب التي لا تتجاوز نسبتها 20 بالمئة من إجمالي الأعمال والتي تنحصر في معظمها بالمطريات وأنه سيصار إلى تلافيها قدر المستطاع من الجهة المنفذة.
يشار إلى أنه نفذ في النصف الثاني من العام الفائت مشروع مماثل في أحياء مدينة درعا لكن تنفيذه كان أكثر سوءا من السابق، حيث ارتفع منسوب العديد من الريكارات عن الشارع وتدرج الإسفلت المنفذ حول حفرية كل ريكار ليصبح بمنزلة مصيدة للسيارات العابرة ويكثر من أعطالها، حتى أنه نتيجة عدم مراعاة عوامل الأمان كوضع لوحات تؤشر إلى وجود حفريات وقعت عدة حوادث وتأذى أناس وتضررت آليات، وهذه الأعمال تستلم وتمر من دون أي معالجة فما السبب؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن